الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أعدكِ وسنتغدى هناك

أسماء الرومي

2015 / 6 / 15
الادب والفن


كنا في زيارةِ صديقةٍ وهي في وضعٍ صحي مؤلم ، المرض يسري
والعيون تائهة ، وأنا أقف أمامَها نظرتْ إليَّ وفي لحظةِ ذهولٍ من وعيٍ
ولا وعي وفي نظرةٍ تجمّعتْ فيها كل رؤى العمرِ قالتْ : سنتغدى اليوم
*في ـ الدورة ـ وكأن سهماً أصابني في الأعماق
لا ما أمسينا وهما
وما أمسى أهالينا خيالا
وها نحن هناك معهم
وعلى مائدةِ العليلِ
دارٌ لمّتنا يا بغداد
ويذوب البعدُ وسنينُه
يذوب كلّ الأسى وطول المعاناة
على أرضِكَ يا وطن
تغيب أرضُ الغربةِ
وفي ساعةٍ واحدة تعود وكلّكَ
لتحمل العليل وسنينَه
لأحضانِ لقاءٍ ووداع
أختاه سنتغدى هناك
أعدكِ .. وسنكون جميعاً ومعاً
وذاك البساط ينفرش
وكل شئ جاهز
إلاّ خطوتين .....
سنكون هناك وتلك أمكِ
وهذه أمي والأخوات
والغداء جاهزٌ
أختاه وسيغسل دموعكِ ودموعي
بلدُ الدموع
أكل هذه السنين ولم تتغير
وكل البعدِ ؟ لا يا شوق
كلميهم يا سماء
بحقِّ رفّةٍ من قلبِ العليل
كلميهم ... .
يا كفَّ الوجدِ بأيِّ دمعٍ
ويا روحي العابرة مثل ورده
ياهٍ يا دربَ العاشقِ
أيقظَ كلَّ ما غابَ وآبَ
يا طيوف لا تودعينا
فلا زال عندي وعندكِ كلام
لا زالتْ سنينٌ هناك
تنتظركِ وتنتظرني
لا زال في عيوني وعيونكِ فرحٌ
لا زالَ قلبي هيام
وويلٌ للجدران
وهل يعرف دربَ الربِّ
دربكم المنصَّبِ بسيفِ الطائفية ؟
ويلٌ للحنين وآهٍ من القيود
إحسبوا الأيام
أختاه يدكِ التي انتشلتني
ومن ظنوني أعادتني
وأدور بين أغصانِ التينِ
أدور أبحثُ عن صوتِ أبي
أبحثُ عن أغنيةٍ
كان الكروانُ يغنّي
وانظري تلك عيون أمكِ
وهذه عيون أمي
وسأرتاح على كتفٍ
يعرفني وأعرفه
أختاه أعدكِ سنعود
وسنتغدى هناك
وعلى تلك الدكّةِ
أعدكِ فلم يبقَ غير خطوة
كتبت 14/ 6/2015
في ستوكهولم
*الدورة : هي منطقة في أطراف الكرخ بغداد
وفيها بيتُ أهلي وعشنا السنين الطوال في هذا
البيت وكان ملقى لنا جميعاً ومع الأصدقاء



إحسبوا الأيام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب


.. فيلم سينمائي عن قصة القرصان الجزائري حمزة بن دلاج




.. هدف عالمي من رضا سليم وجمهور الأهلي لا يتوقف عن الغناء وصمت


.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال




.. صباح العربية | نجوم الفن والجماهير يدعمون فنان العرب محمد عب