الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلم الزواج الوظيفي

حسين علي الحمداني

2015 / 6 / 16
كتابات ساخرة


طريقة التفكير في ألألفية الثالثة اختلفت كثيرا عما كان سائدا في الألفيات الماضية خاصة ما يتعلق منها بتكوين الأسرة التي تبدأ خطوتها الأولى بالزواج ثم المضي قدما في تكوين الأسرة الصغيرة قبل إختراع البطاقة التموينية التي شتت الأسرة الكبيرة لأسر صغيرة طمعا بمغانم البطاقة التموينية دون اعتراض من (العمات) وبالتالي أصبح للزواج فيما بعد نظريات جديدة وشروط ومواصفات وكأن الأمر تحول لصفقة أو مجموعة صفقات تجارية.
والكثير من الإحصائيات تؤكد فشل عمليات الزواج في العراق بعد 2003 بسبب النظريات الجديدة التي تداخلت فيها عوامل عديدة أهمها سلم الرواتب والدرجة الوظيفية وغيرها.
ومن عجيب الأمور إن شخص ما كلف مدير مدرسة أن يجد له(عروسه) فقال له المدير اعطني مواصفات يمكنني أن اجدها،فقال له أريدها اختصاص رياضيات لأضمن أن تأخذ دورات تقوية،تكون بكالوريوس حتى تصل في الراتب للدرجة الأولى ولا تقف في الدرجة الثانية مثل المعاهد،وإن لم تجد رياضيات فليكن إنكليزي .. ضحك المدير وقال له ..يا أخي أنا عندي بالمدرسة الأنكليزي والرياضيات شاغرة وكل سنة ينسبون لي من المدارس الأخرى لهذا طلبك ليس عندي.
والسؤال هنا لماذا هذا التفكير؟هل فقد الرجل الزوج القدرة على إعالة أسرة وبالتالي بدأ يفكر بضمان مستقبله بالزواج من موظفة؟ أم إنه يفكر بتكوين أسرة مثقفة عندما تكون الأم موظفة عادية أو معلمة أو مدرسة ؟ لا يبدو الأمر سوى إتكالية من الجيل الجديد مستغلين عوامل كثيرة أهمها ظروف الحروب ومخرجاتها التي بالتأكيد تنعكس على نسب العنوسة في اي بلد،والجانب الثاني الرواتب العالية نوعا ما والتي تكون عاملا مهما لدى الكثير من هؤلاء.
ولكنني أجد بأن ما يحصل اليوم من تفكير بهذا الشكل هو نتيجة لظروف سابقة تمثلت بالحصار الاقتصادي والذي أزال الفوارق الفكرية عند المتعلمين ورجح الجوانب المادية للآخرين مما جعلنا نرى حالات زواج غير متكافئة فكريا لأسباب اقتصادية،بل وجدنا الكثير من المعلمات والمدرسات والموظفات يتركن الوظائف في عقد التسعينيات بسبب عدم الجدوى الاقتصادية من الاستمرار بالوظيفة وبتحريض مباشر من الأزواج الذين كما يبدو كانوا يتحملون نفقات أناقة زوجاتهم اثناء الدوام الرسمي .
اليوم الحالة تختلف سواء عند الشاب الذي يقدم على الزواج أو حتى عائلته وفي المقدمة الأم التي تحرص كثيرا في البحث عن(زوجة لأبنها) وفق مواصفات وظيفية تضعها هي وتبحث عنها هنا وهناك.
وفي العام الماضي كنت حاضرا ورشة أقامتها أحدى منظمات المجتمع المدني المعنية بالأسرة والمرأة وتطرق النقاش لهذا الموضوع بشكل مسهب واستمعت للكثير من المشاكل الزوجية بين المرأة الموظفة وزوجها وحمدت الله إن زوجتي (ربة بيت)،وعند مناقشتنا لحالة العنوسة والمقترحات الخاصة بالتشجيع على الزواج اقترحت أن تكون حصة المرأة في التعيينات ضعف حصة الرجل طالما إنها ستكون العمود الفقري في اقتصاد الأسرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال