الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاختلاف بين النظرية والتطبيق الاسلام السياسي مثالا

عدنان جواد

2015 / 6 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


الاختلاف بين النظرية والتطبيق الإسلام السياسي مثالا

أكدت التجارب العالمية السابقة إن ما يكتب من النظريات والمبادئ الفكرية والقيمية والأخلاقية على الورق تختلف اختلافا جوهريا عن التطبيق، حدث هذا الأمر حتى في المذاهب غير الدينية، فمثلا الاشتراكية اكتشف المنظرون البون الشاسع بين التنظير على الورق والتطبيق على ارض الواقع، حيث تحولت مصلحة الجماعة تدريجيا لمصلحة الحزب ومنها إلى مصلحة الفرد.
وعندما نقرا النصوص النظرية لإدارة الإسلام للتجمعات البشرية وفي جميع المجالات تؤكد على الجانب الإنساني والأخلاقي، فالكثير من الحكومات في بلداننا العربية والإسلامية تحكم باسم الإسلام، لكنها تركت العلاقة بين الحاكم والمحكوم لهوى الحاكم ووعاظ السلاطين، وأخذت بالاستئثار بالسلطة وامتيازاتها من قبل أقلية تنسب لنفسها إنها تمثل الإسلام، ولكنهم يتشبثون بالإسلام ولا يعملون بمبادئه إنما يقصدون الإساءة للإسلام مع سبق الإصرار، خدمة لمصالحهم الفردية الضيقة.
إن تركيز السلطة بيد شخص واحد يسمى بأسماء فخمة كخادم الإسلام أو ولي الأمر أو القائد الأعلى، ومعه أقلية حصر موارد الدولة وقراراتها بأيدي هؤلاء، ومنع الرأي المعارض ، ورأي الشعب، ورأي أهل العقل والحكمة، وغالبا ما تكون هذه التصرفات الفردية الإدارية والمالية ترافقها أخطاء وفساد، وقرارات ليس فيها إجماع أو حكمة إسلامية أو إنسانية، ومع الأسف تنسب للإسلام لان المشار إليهم يمثلون الإسلام!.
لذلك فان قضية الإساءة للفكر الإسلامي، غالبا ما ترتبط بأولئك الذين يحكمون الناس باسم الإسلام، ولكنهم لايلتزمون بمبادئ الإسلام، فالسلطة وامتيازاتها لاتسمح لضعاف النفوس الذين يدعون أنهم يمثلون الإسلام ، بترك الامتيازات جانبا، والعمل بما يخدم المجتمع والإسلام وقيمه ووصاياه، لذلك سوف تدفعهم نفوسهم الضعيفة إلى استغلال التدين أبشع استغلال، وجعله غطاء لأفعالهم التي تهدف إلى الاستحواذ على كل شيء.
وهذه الأفعال خطرها كبير على الإسلام، فكثير من المواطنين العاديين الذين يشاهدون الممارسات غير الإسلامية والإنسانية للتيارات الدينية، فهم في جانب يدعون المواطن لاحترام تعاليم الإسلام والقانون وهم يخرقونها، أنهم سبب مباشر بابتعاد الناس عن الدين والإسلام بالخصوص الالتزام بالنواهي والمحرمات، وأنهم يضنون أنفسهم يتمردون على سلطة هؤلاء، فأصبح التجاوز على الممتلكات العامة مباحا وضعفت الوطنية والارتباط بالوطن، وهذا الخلط بين عقائد الدين والعبادات وبين ممارسات البشرية التي تدعي التدين شوه الكثير من الحقائق.
إن الكثير من الحركات والأنظمة الإسلامية، أساءت للإسلام في الجانب التطبيقي في الإدارة والحكم، وذلك بعدم الالتزام بما يريده الإسلام من مراعاة احتياج الناس، وحفظ كرامتهم، وحماية حقوقهم وحرياتهم، وتوفير فرص العمل اللائقة، ومحاربة الأمية بالتعليم، والقضاء على الفقر والعلاج، ومع الأسف بدلها انحصر هم الإسلام السياسي في الاستيلاء على السلطة وكيفية البقاء متسيدا والاستفادة القصوى من امتيازاتها.
لذلك من الواجب الديني والأخلاقي والإنساني إعادة النظر بسياستهم المعادية للدين والفكر الإسلامي، وإلا فسوف تصبح شعوبهم أما ملحدة(تكفر بالدين) أو تتجه لنظريات أكثر واقعية وإنصاف للناس، وينبغي الاتعاظ مما حدث في أوربا بالقرون الوسطى عندما هجر الناس الكنيسة واتبعوا النظم المدنية الوضعية التي تعامل الناس على أسس إنسانية واضحة ولا تقبل التأويل فالجميع سواسية أمام القانون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدم المنازل الفلسطينية وتوسيع المستوطنات.. استراتيجية إسرائي


.. مجدي شطة وا?غانيه ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. قتلى واقتحام للبرلمان.. ما أسباب الغضب والاحتجاجات في كينيا؟


.. الجنائية الدولية تدين إسلامياً متشدداً بارتكاب فظائع في تمبك




.. فرنسا.. أتال لبارديلا حول مزدوجي الجنسية: -أنت تقول نعم لتما