الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الفخر والإزدراء ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 6 / 16
حقوق مثليي الجنس


بين الفخر والإزدراء ..
كتب سياسي يتسربلُ بالدين الإسلامي ، مقالا يُهاجم فيه رئيس وزراء لوكسمبورغ الذي عقد قرانه على صديقه البلجيكي بحضور نخبة من السياسيين في البلدين ، وختم مقاله بالشتيمة المتداولة التي وجهها بدلا عن التهنئة ،للعريسين قائلا لهما : "قرف يقرفكم !!".
وكانت جامعة بار- ايلان الاسرائيلية ،المحسوبة على التيار القومي الديني ( في غالبيته من المستوطنين )، قد رفضت تخصيص مكان في الجامعة ، ليحتفل فيه المِثليون بيوم "الفخر " ..!!
ديانتان وموقف واحد .. أم ثلاث ديانات والموقف واحد ، لأن المسيحية وبشكل جوهري تعتبر المثلية خللا واضطرابا ، لكنها تتساهل في تقبل المثليين (كما طلب البابا فرنسيس ) !! وهذا الموقف هو تعبير عن عدم فهم لطبيعة الميل الجنسي لدى الإنسان ... فالدين ينطلق من أن الذكر ، وهو الذي يملك اعضاء جنسية ذكرية ، يجب ان يكون ميله الجنسي "منسجما " مع اعضائه الجنسية وكذا الأنثى .. أي يجب ان يكون الميل الجنسي نحو الجنس المُغاير ، لأن هذه هي طبيعة الاشياء والنظام الصحيح ..!!
والدين يرى بأن الميل الجنسي هو شيءٌ يختاره الفرد ، ووفق هذه "النظرية " يستطيع كل واحد منا أن يختار الميل الجنسي الذي يريد ..!! وحينما "يختار" الانسان ان يكون ميله الجنسي مثليا ، فهذا امر مقرف في المكان الاول ، وناهيك عن كونه تمردا على الناموس والاخلاق ، وهو انحراف وشذوذ ،يجب على المجتمع وقواه الفاعلة مُحاربته وقمعه ..!!
لكن ، ألا تساهم المنظمات المثلية في ترسيخ هذا الفهم ، وهذا التصور للمثلية الجنسية وللأشكال الاخرى من الميول الجنسية ؟؟
في اسرائيل والدول الغربية ، يخرجُ المثليون في مسيرات يُطلقون عليها مسيرات الفخر .. يعلنون فيها افتخارهم بانفسهم وبميلهم الجنسي .. وغالبا ما يتبادلون القُبل والعناق اثناء المسيرات ..
إذا كان الميل الجنسي ، هو ميل مولود مع الانسان ، وليس انجازا شخصيا يستحق ان يتفاخر به صاحبُه ، فلماذا الفخر ؟! وفي هذه الحالة، فالأمر شبيه بأن يتفاخر طوال القامة بطول قاماتهم ، والصلعان بصلعهم ، وذوات الشعر الاشقر بشعورهن الشقراء .. فالافتخار بشيء يعني شيئا من اثنين (حسب وجهة نظري )لا ثالث لهما ..
أن يكون المتفاخر قد حقق بقواه الذاتية انجازا علميا ، رياضيا ، ثقافيا أو إجتماعيا لم يسبقه اليه احد ، وبه يتفاخر ... أو ان يكون مختلفا عن الاخرين وبهذا يتفاخر ..مكايدة ونكاية ... يفتخر بالاختلاف الظاهري أو بشيء لم يقرره لنفسه ..!!
اعتقد بأن مسيرات الفخر هي مقولة غير مباشرة تُخاطبُ غالبية المجتمع المختلفة والمغايرة ، مفادها ، بأن المثليين يختلفون عن الغالبية ، ويعلمون بأن الغالبية لا "تقبل " بهم ، لذا يؤكدون على "اختلافهم " ويفخرون به !! وكما ان المثليين يختلفون عن ذوي الميول الجنسية المغايرة وينظرون اليهم بتعجب واستغراب ، بل وبإزدراء واندهاش ، كذا ينظر المثليون لذوي الميول المغايرة ..
ما الداعي للفخر ؟؟ لأنك مختلف فقط ؟؟
وهذه الاقوال تنطبق على كل من يُسوقُ "اختلافه " بالافتخار به ، فهذا "مسلم ويفتخر " وتلك "محجبة وتفتخر " ، وهؤلاء قصار القامة ويفتخرون ..
في رأيي ، تعميق الفجوة وابراز الاختلاف ، لا يُساهم في تقبل المختلف .. ففي المحصلة كلنا خاصون وكلنا مختلفون في ميولنا ،إهتماماتنا وفيزيولوجيتنا ..!!
والذي يؤكد على افتخاره باختلافه ، انما يساهم في ترسيخ "الفكرة النمطية " عن كل مختلف ومغاير .. واعتقد بأن الوسيلة الافضل للحصول على تقبل المجتمع للمثليين ، هي عن طريق نشر الوعي العلمي ، وعقد لقاءات مشتركة بين " طرفي الصراع " ، مع التأكيد على أن الطرف الذي يتعرض للقمع هو الطرف المثلي .
وكل عام والجميع بخير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خواطر عن المثلية وعن (الاعتزاز بها)
محمد بن عبدالله عبد المذل عبد المهين ( 2015 / 6 / 16 - 16:03 )
إبان المراهقة لما بدأت أسمع من أصدقائي عن تفاصيل الممارسة الجنسية بين الرجل والمرأة أصبت بقرف شديد
وازداد هذا القرف مع الانكار كلما فكرت في أن أبي وأمي مارسا دون أدنى شك هذا الفعل (في السر) بعيدا عن أعين المجتمع..هذا فعل معيب إذن قذر ومستهجن ..
أمي لم تمارس هذه القذارة!!
تحول قرفي مع النضج إلى شغف بالجنس
أجزم أن معظمكم انتابته نفس الاحاسيس بالانكار والقرف في البداية !

حدث الشيء نفسه بعدها بسنوات لما علمت بوجود المثليين وأعترف بأنني لم استطع التخلص من قرفي المرضي غير المبرر إلى اليوم رغم علمي أن لا أحد يلام على ميوله وما تمليه عليه من أفعال طالما لا يتعدى على حرية الغير

غالبية الناس تستنكر وجود المثليين بل أن كثير من المتطرفين أحسوا بالشماتة عند ظهور مرض الإيدز متوهمين أنه يخص هذه الفئة دون غيرها

أرى أن مهرجان المثليين _الذي أفضّل تسميته بـ(يوم اعتزاز المثليين بأنفسهم)
Gay Pride
على كلمة (فخر المثليين)_ ضروري لتحس هذه الأقلية المضطهدة باحترامها لذاتها أولا (نعم !) ثم باحترام المجتمع لاختلافها وبأن مضطهديها هم الأقلية
مع الأخذ في الاعتبار ألا تتعدى مظاهر الاحتفال حدود الذوق العام


2 - نعم لاعتزاز الأقليات ولظهورها
محمد بن عبدالله عبد المذل عبد المهين ( 2015 / 6 / 16 - 16:26 )
ينطبق ما جاء في تعليقي على كل الأقليات فليس ما يمنع بل هي ضرورة أن تنطلق مهرجانات للأقلية العربية في اسرائيل...للأقباط في مصر إلخ.. كما رأينا مع السود في الولايات المتحدة والكاريبيين في انجلترا ومهرجانات رأس السنة للأسيويين في أنحاء العالم الغربي

الاقرار بوجود الأقليات لا يكفي بل يجب تشجيعهم على الظهور ليعتاد المجتمع على وجودهم ويتنبه حتى لا تحس الأغلبية العمياء بأن لها السيادة والسيطرة والهيمنة وحدها


اليهودية دين الدولة في اسرائيل؟!
الاسلام دين الدولة في مصر؟!
ممنوع المجاهرة بالأكل والشرب في رمضان؟!
كلها أفكار عنصرية مضادة لأبسط حقوق الانسان ..لكن يبدو أن هذه الحقوق لا يراها العرب والمسلمون والمتعصبون من كل لون وواجب المثقف الحقيقي محاربتها وتسفيهها وتفكيك الفكر الهمجي الكامن خلفها


3 - العزيز قاسم حسن محاجنة الورد
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 6 / 16 - 16:49 )
محبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة و ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
انه ليس فخر بقدر ما هو تحدي و اعلان لإبعاد الخوف عند من لا يتجرأ الاعلان
انه ضرب في مكان حساس جداً و مؤلم للبعض في سبيل تنبيههم الى قبول الأخر و إلا كما اعتقد ان هناك معاناة كبيرة بين كل فرد منهم و نفسه و جماعته و محيطة...يطلقها هنا
تحياتي اخي الكريم


4 - اذا لماذا لا يسمونه gay challenge?
بشارة ( 2015 / 6 / 16 - 21:36 )
مرحبا عزيزي استاذ محاجنة
تحياتي لشخصك ولافكارك النيرة الراقية التي تطمح الى التسامح والتعايش وقبول المختلف واوفقك انه لا يحق لاي كان ان يفخر بخصوصياته الا اذا كانت نتيجة تحصيل او جهد او انجاز شخصي وليس جماعي
لكن اختلف معك في جزئية ان الانسان يلد مع ميل جنسي (مستقبلي) محدد..فالامر ليس ثابت علمي وعنالك شهادات عن اشخاص اصبحو مثليين وبميول جنسية مثلية ورجعو عن ميلهم هذا وهنالك اشخاص مزدوجي الميل الجنسي
فيبدو ان الميل الجنسي يحدده تضافر عوامل وراثية وشخصية وبيئية ويبدو ايضا انه ميل ديناميكي عند البعض وثابت عند غالبية الناس.ولا نعلم مدى ثقل كل من هذه العوامل على الميل العفوي الصادق للشخص
ايس هنالك ذكر مائة بالمائة والعكس صحيح ونسبة المثلية في كل منا خي ايضا ديناميكية ومتفاوتة
اوافق الاستاذ عبد المذل فعلا انا مررت بنفس ردات الفعل التي وصفت
تحياتي ايضا للاستاذ جاسم, بصراحة انا لا استسيغ تسمية هذا اليوم بيوم الفخر مع اني اتفهم دوافعه وكان الاجدر برايي تسميته بيوم التحدي او يوم الصراحة او يوم العلن وما الى ذلك فكما شرح الاستاذ محاجنه لا يحق لاحد ان يتفاخر بخصوصيته يتضمن استعلاء على الباقين


5 - العزيز محمد بن عبدالله
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 6 / 17 - 05:58 )
صباح الخير
اتفق معك في تعليقك ، غير انني -أرى- الفخر بالاختلاف هو نوع من -عدم الثقة- بالنفس ، مصحوب بشعور بالنقص . لذا وهذا رأيي طبعا بأن من مصلحة المثليين إدارة حوار مع المجتمع (الغالبية ) وليس -مكايدتها -
خالص مودتي


6 - العزيز عبد الرضا الورد والياسمين !!
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 6 / 17 - 05:59 )
صباحك عسل
نعم هو ما قلتَ وكتبتَ
تحياتي ومودتي الخالصة


7 - العزيز بشارة الغالي
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 6 / 17 - 06:10 )
صباحك اسبرسو قصير
وينك يا راجل مختفي
لا تطول علينا
اتفق معك ، ولو انني اميل الى أن الكيمياء (الخيمياء - سحر ) هي التي تقرر لنا أشياء كثيرة ..
معك حق في ملاحظتك حول تضافر العوامل ظ
لك خالص مودتي


8 - الغالي قاسم حسن محاجنة الورد
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 6 / 17 - 06:12 )
اكررها محبة و سلام و امان
اهديك اخر ما توصل اليه -العلم- عسى ان تنشره لتساهم في حل الامراض و الحالات الصعبة فقد مُزج هنا الحديث بالقديم
https://www.facebook.com/709480022508538/videos/vb.709480022508538/714706991985841/?type=2&theater

اخر الافلام

.. الأونروا تقول إن خان يونس أصبحت مدينة أشباح وإن سكانها لا يج


.. شبح المجاعة في غزة




.. تشييد مراكز احتجاز المهاجرين في ألبانيا على وشك الانتهاء كجز


.. الأونروا: أكثر من 625 ألف طفل في غزة حرموا من التعليم بسبب ا




.. حملة اعتقالات إسرائيلية خلال اقتحام بلدة برقة شمال غربي نابل