الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عام دراسى مضى

طه يوسف

2015 / 6 / 16
الادب والفن


عام دراسى مضى ، لم أكن أتوقع أن يمر بهذه السرعة والسلالة رغم الظروف المحيطة بى من جراء الانتقال من كلية لكلية والتفريط فى عدد من السنين ليس بالهين على شاب فى مقتبل عمره يسعى للانتهاء من تعليمه حتى يتفرغ لأشياء أخرى ، لكن قرار التحويل جاء فى وقت عصيب وبعد تفكير مضنى وها هو قد تم ، وأتممت عامى الأول فى كلية الأداب قسم التاريخ ، التاريخ الذى طالما حببت أن أدرسه دراسة اكاديمية ليتسنى لى التريث والتعقل فى قراءته ومن ثم الكتابة فيه .

لا يهم كثيراً الاسهاب فى تفاصيل مثل هذه سأدخل فى الموضوع مباشرة ، كانت بداية العام مريحة جدا بالنسبة لى على الأقل من الناحية النفسية على الرغم أننى لم أتعرف على أصدقاء كثيرين من دفعتى ربما يكون ذلك ناتجاً عن كبر سنى بالمقارنة معهم فلم أكن اهتم كثيرا بتكوين صداقات برغم وجود صداقات مع طلاب آخرين فى فرق أخرى ، كانت أولى المحاضرات التى حضرتها للدكتور محمد الكردوسى أستاذ التاريخ الاسلامى و يعجز قلمى عن وصفه ليس تملقا بل حقيقة تكشف عن مدى أبوية ذلك الرجل الذى لا ترى فيه استعلاء أساتذة الجامعة أو غطرسة بعضهم ، يقف لك فى أى وقت حتى فى ساحة الكلية ، لا يبخل عليك بمعلومة ، يبسط لك يديه ، واسع الصدر ، ابتسامته البسيطة تجعله يدخل قلبك بدون أى استئذان ، لا يختلف عنه كثيرا د/ محمد ابراهيم ، فقد أضافت صداقته لى الكثير والكثير ، شخصيته مزيج بين الجد والفكاهة كليهما بميزان دقيق ، اقتربت منه كثيرا فى الفصل الدراسى الثانى وتوطدت دعائم صداقتنا ، وتالله إنه لنعم الصديق والأخ !

أستاذى محمد الحناوى لكم وقفت لك اجلالاً لعلمك وسعة إطلاعك وإنه لعظيم الشرف أن أكون من تلاميذك ، أستاذى العزيز حامد مشهور الذى أشعر فى محاضراته بمزيج من الجد والمرح مما يجعلها أكثر قبولا ، فهنيئا لنا على وجودك بجانبنا ودمت معلما لنا ، د/ أمانى محمد فإن آيات المديح وجميل الثناء لن يوفيها حقها فقد قابلت معيدات كثيرات قبل التحويل إلى آداب فوجدتها أكثرهن إتقاناً لعملها رغم صغر سنها ، وأتنبأ لها بمكانة كبيرة وسط عمالقة التاريخ فى مصر .
أترك ساحة الاساتذة وأتحرك قليلا ناحية طلبة أولى تاريخ الذين وجدت فيهم خليطاً من المزايا والمثالب ، فغالبيتهم لا يدركون أنهم تركوا مرحلة تعليمية وجاءوا إلى مرحلة تعليمية أخرى ويستلزم ذلك أن يتخلصوا من عقولهم القديمة ليستطيعوا الاندماج فى ذلك العالم الجديد ، عالم أكثر انفتاحا وأكثر اختلاطاً ، سيخسر كثيراً من دخله وفى رأسه شئ من رواسب المراحل السابقة سيصبح شخصاً منعزلاً ولو صاحب الكثير ، الأمر لا يتوقف عند هذا الحد فالحياة الجامعية حياة أخرى لها قوانينها الخاصة سواء فى تعامل الطلبة مع أساتذتهم أو تعامل الطلبة مع بعضهم البعض وخصوصاً بين الأولاد والبنات التى كثيراً ما تحمل أموراً محزنة نتيجة لتعرض الفتاة وخصوصاً فى الصعيد لكثير من المضايقات من قبل الشباب فيطلقون عليهن ألقاباً تحمل فى طياتها تجريحاً وتقريعاً فى سمعتهن يعود عليهن بالضرورة بكل سوء عندما يسمعن ما يقال عليهن .
هذا لا يمنع أن هناك أشخاصاً طيبون ، ودودون ، تشعر معهم بالراحة ، لا تمل وجودهم ، ومن المؤكد أن كل شخص له صديق أو عدة أصدقاء يسعد بلقياهم .
الكلام يطول .. ولا يمكن اختزال عام دراسى كامل فى كلمات قليلة ، يكفى أنه مضى بكل ما فيه من أشياء جميلة ومساوئ ، وأتمنى أن يكون العام الثانى أكثر إشراقاً ، كل عام وكل شاب وكل فتاة فى قسم تاريخ بألف خير وسعادة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي