الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سينما الخيام ، والافلام الهندية ، والواقع السياسي العراقي

داود سلمان الشويلي
روائي، قصصي، باحث فلكلوري، ناقد،

(Dawood Salman Al Shewely)

2015 / 6 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


سينما الخيام ، والافلام الهندية ، والواقع السياسي العراقي
----------------------------------------------------------:
داود سلمان الشويلي
في بغداد السبعينات ، حيث حرارة الصيف ظهرا ،و بعد العودة من الدوام ،وتناول طعام الغداء في احد مطاعم شارع السعدون التي تقع بالقرب من الغرفة التي استأجرتها للسكن فيها، كنت اذهب انا ، بمفردي ، او مع زميل لي ، الى شارع الخيام الذي يقع بين نهاية شارع الرشيد من جهة الباب الشرقي ،وبداية شارع النضال ، حيث تقع سينما الخيام المبردة جدا، لناخذ قسطا من الراحة ، او ننام لوقت القيلولة اثناء عرض الفيلم الذي رأيناه سابقا .
كانت سينما (الخيام) ذات الديكور الرائع والجميل ، اذ رسمت على الجانبين لوحات لرجل وامرأة ، اعتمادا على رباعيات الخيام الشعرية ، تقدم أفلاما منوعة وجيدة ، ومنها الافلام الهندية.
والسينما عالم أسطوري ظل يصاحب ذاكرتي منذ ان اصطحبنا والدي انا وشقيقتي المرحومة " ام حيدر " الى سينما الاندلس الشتوي في مدينة الناصرية ، اذ كان ياخذنا لها كل ليلة ، او بين ليلة واخرى ، وفي بعض الاحيان نذهب مع ابن عمتي المرحوم الحاج مهدي دحام الى مقهى البنائين التي يجلس فيها والدي ، ليصطحبا من هناك الى السينما التي لا تبعد عن المقهى الا مسافة قصيرة ، حيث تقع في زقاق جانبي للمقهى ، والمتفرع من شارع الجمهورية ، لنجد انفسنا وجه لوجه مع السينما الاندلس.
كنت وقتذاك وما زلت من عشاق الافلام الهندية ، حيث انها تقدم البهرجة الملونة ، وجمالية الرقص الهندي وغنائه ، والقصة التي اولها مبكي ، حيث ما زلنا نبكي على اية مأساة منذ السومرين حتى مقتل الامام الحسين، والحزتن لم يغادر اغانينا ، واخرها مفرح ، و شاهدت وانا صبي في مدينتي من على الشاشة الكبيرة لسينما الاندلس الفيلم الهندي " ام الهند " اكثر من مرة ، و الذي ذرفت الدموع على قصته ، وقصة بطله " برجو " ، وشاهدت كذلك الفيلم الهندي " سنكام " ولهذا الفيلم قصة سارويها في وقت اخر ، حيث بهرتني موسيقاه ، وانا في عمر الصبا ،ودفعتني ان ادرس الموسيقى في مديرية النشاط المدرسي في العطلة ، اذ كنت طالبا في الدراسة المتوسطة ، على يد الفنان الملحن المرحوم كمال السيد، وشاهدت كذلك الفيلم الهندي " انشودة الصخور " الذي يتحدث عن نحات ، يقوم بنحت تمثال للام يوضع في احد المعابد ، فيما صغيره الذي لا يعرف بانه ابنه ، ينحت من الصخر طفلا ، ويضعه في حضن الام ،فيعود الحب بين النحات وام الطفل الى مجاريها.
هذه نماذج قليلة للافلام الهندية التي شاهدتها في الناصرية ، اضافة لافلام الكاوبوي " الغرب الامريكي " ، وافلام هرقل ، ماجستي ، وشاهدت ايضا موجة الافلام الواقعية الايطالية ، وافلام الممثلة بريجيت باردو ، وزوربا اليوناني ، الذي شاهدته اكثر من مرة ، كما قرأت الرواية ايضا اكثر من مرة ، اخرها وانا في سن االخامسة والاربعين ، وغير ذلك من الافلام الجيدة والرائعة ، على شاشة سينما الاندلس ، او سينما البطحاء ، ببنايتيهما الشتوية ، اوالصيفية.
الان اتابع الافلام الهندية من على الشاشة الفضية الصغيرة للتلفزيون ، من خلال خمس قنوات تقدم الافلام الهندية باللغة العربية مترجمة ، او مدبلجة ، وهذه القنوان هي : "زي الوان " و " زي افلام " و " بي فور يو افلام " و " ام بي سي بوليوود " و " ايمجن افلام ".
ان من يريد ان يعرف كواليس الحياة السياسية للعراق بعد 2003 ، عليه ان يشاهد ما تقدمه تلك القنوات من افلام ، فهي تقدم افلاما تصور الواقع الهندي وكأنها تتحدث عن الواقع العراقي السياسي الذي يقوده سياسي هذه الفترة ،من خلال ما تقدمه من صور شتى للتنافس غير الشريف ، وشراء الذمم ، والاصوات ، والكذب على الناخبين ، واعطاء الوعود الكاذبة ، والفساد المستشري بين الطبقة السياسية ، والاغتيالات السياسية ، والتسقيط السياسي ، كل شيء يقع بين سياسيينا الان سنجده طبق الاصل كما في الافلام الهندية ، والفرق بين الفيلم الهندي ، والواقع السياسي العراقي ،ان الفيلم الهندي ينتهي بالانفراج في النهاية ، حيث يفضح ،اويقتل، او يسجن، او لن يفوز بالانتخابات ، السياسي الهندي الفاسد ، اما الواقع العراقي فيخبرنا ان السياسي الفاسد هو الذي يفوز ، ولكن كيف ، هذا امر يعلم به الله الذي يقسم به السياسين المتأسلمين ، والراسخون في العلم.
فالنتابع افلام اعمامنا الهنود ، لنقف على ما يحدث في العراق من امور سياسية، واقتصادية ، هؤلاء الاعمام الذين نسبنا لهم " اللهيبي " احد سياسي محافظة الانبار ما بعد عام 2003 ، قبل عام نحن ابناء جنوبي العراق ، ووصفنا باننا من بقايا الهنود .
السينما الهندية تتحدث عن واقعنا الساسي الفاسد من خلال شخوص من مثل : الممثل " باتشان " والممثل " شاشي كابور " والممثل " شاروخ خان " ، والممثلة الجميلة " كارينا كابور " ،والممثلة الجميلة " كاترينا كيف " ، والمثلة المقتدرة" مخرجي " وغيرهم المئات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا