الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
- زد-
عدنان شيرخان
2015 / 6 / 17مواضيع وابحاث سياسية
ورط نظام البعث المباد نفسه بالسماح لعرض فيلم "زد ــ Z" بداية سبعينيات القرن الماضي في سينما سميراميس ببغداد، ولم يكن واردا في حساباته ان يستقبل الفيلم بمثل تلك الحفاوة والحماس والعواطف الجياشة، واقتراب اجواء عرضه من الاجواء الاحتفالية الحماسية. وتحول دار العرض الانيقة وعلى مدى اسابيع الى ملتقى لليسار العراقي ومؤيديهم وانصارهم، وعلى مرأى رجال الامن والاستخبارات المتخفين وراء بدلات (السفاري) السيئة السمعة والشوارب الستالينية بنسختها المعدلة، والتي كانت تسمى تهكما (8 شباط) ــ انقلاب 14 رمضان 1963 الاسود الذي اطاح بحكم الزعيم عبدالكريم قاسم ــ.
النظام (ويا لسخرية الاقدار) كان يطرح نفسه بانه ينتمي الى الحركة اليسارية العالمية لاسباب واهية، كورود كلمة "اشتراكية" في ثالوث الحزب، واعترافه المبكر بجمهورية ألمانيا الديمقراطية، وعلاقة النظام بالاتحاد السوفيتي ودول اوروبا الشرقية وكوبا كاسترو. اما جمهور الفيلم فكان يرى ان احداثا امر واقسى مما يعرضه ( زد) جرت في العراق وليس بعيدا عن مكان السينما حيث مقر الامن العام في بارك السعدون، لان ديدن ذلك النظام الدموي المقبور كان الاغتيالات والسجون وابشع صنوف التعذيب لخصومه السياسيين وحتى الذين يشك في ولائهم له.
فيلم المخرج كوستا غافراس ( Z ــ 1969) تمثيل الفرنسي ايف مونتان، كان سياسيا بامتياز، وكمنت قوته ان غافراس قدم فيلما دراميا كبيرا، اخرجه ورواه بعيدا عن اسلوب الفيلم البوليسي الهوليودي المثير. الفيلم تناول حادثة اغتيال النائب اليوناني الديمقراطي الدكتور غريغوريس لامبراكيس العام 1963، على يد ازلام الانقلاب العسكري. واختيار حرف (Z) عنوانا للفيلم كان مثار اعجاب لان هذا الحرف يعني في اللغة اليونانية القديمة "إنه حي" في إشارة إلى أن الرجل الذي اغتالته يد الغدر في الفيلم لايزال حيا بأفكاره.
بعد هذا الفيلم اخذت سلطات النظام المباد الامنية حذرها من دور السينما وما قد يعرض فيها. وعندما عرض الفيلم الايطالي التجاري ( جيفارا الثائر) والذي لم يكن بالمستوى الفني اللائق، كان تواجد ازلام الامن واضحا، برغم التصفيق الحاد لجيفارا كلما ظهر، الا ان حضورالفيلم لم يرتق الى ( زد) الذي كان تحفة سينمائية رائعة.
ومن حوادث دور العرض في بغداد، ما حدث مرة في سينما بابل اواسط السبعينيات، عندما كانت تعرض فيلما حربيا سوفيتيا عن بطولات الجيش الاحمر في الحرب العالمية الثانية، تظهرصورة مشهورة لستالين وتشرشل وروزفلت في مؤتمر يالطا 1945 ، صفق نفر قليل من المشاهدين سرعان ما عجت القاعة بتصفيق حار ومستمر، قطع عرض الفيلم واشعلت الانوار بحثا عن مشعل شرارة التصفيق.
وفي حادثة مماثلة وفي سينما بابل ايضا ولكن اواسط الثمانينيات والحرب العراقية الايرانية في ذروة دمويتها وجنونها، عرض فيلم مصري، في احدى لقطاته يغط بطله نور الشريف في نوم عميق في غرفة (على السطوح)، واذا بطرق عنيف على باب غرفته، يسود صمت للحظة يكسره صوت احد المشاهدين الجهير (لا تفتح .. جيش شعبي)، ضحك وقهقهات، حذر وترقب لرد فعل منتظر ومتوقع. انتهى عرض الفيلم في تلك اللقطة وانيرت قاعة العرض، ومنع الناس من الخروج، حتى يجد رجال الامن ( المجرم) الذي اضحك الناس على (الجيش الشعبي)، فشلوا في تحديد الجهة التي صدر منها الصوت، خرج الناس فرحين غير مصدقين نجاتهم. يومها كان الطرق على الابواب يمثل نوعا من الرعب، بسبب الدعوات للانضمام الى (الجيش الشعبي)، وهي قوات الحزب والمتطوعين رغما عن انوفهم للقتال في جبهات الموت في (القادسية الكشرة).
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من
.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال
.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار
.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل
.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز