الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماهى الصلة والروابط بين الستراتيجية الامريكية والحرب الدائرة فى منطقة الشرق الاوسط؟

أحمد حامد قادر
كاتب و صحفي

(Ahmed Hamid Qader)

2015 / 6 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


بعد احتلال مدينة - موصل- وأطرافها فى حزيران عام 2014 صرح احد قادة الحكومة الامريكية بأن طرد – داعش – من المنطقة يستغرق حوالى ثلاث سنوات... وبعد احتلال مدينة – رمادى – عاصمة محافظة ألانبار بعدة أيام صرح قيادى أمريكى آخر بأن طرد داعش من المنطقة حتى اذا تدخلت الحكومة الامريكية و حلفائها مباشرة فى المعركة يستغرق مابين ثلاث أو خمس سنوات ... واذا أضفنا اليها السنة الماضية. ستصبح المدة ست سنوات...
اذن ماتعنى هذه التصريحات أو بالاحرى ماذا وراء هذه وتلك التصريحات؟؟
لاشك بأن للولايات المتحدة الامريكية أهداف استراتيجية فى هذه المنطقة بالذات التى كانت منذ قرون والى اليوم موضع النزاعات و الحروب الدامية بين الدول الكبرى. المنطقة التى فيها أضخم كمية من النفط على الصعيد العالمى. المنطقة التى تتوسط بين أوربا و آواسط و جنوب شرق آسيا. المنطقة المتأخرة صناعيا و علميا. والتى تسكنها ما يقارب ألف مليون بشر وفى أوطأ مستوى للمعيشة والثقافة. وهى لكل هذه الاسباب منطقة زاخرة بالثروات الضاهرية والباطنية. وتشكل أوسع سوق عالمى وخاصة بالنسبة للمنتجات الصناعية وأخيرا هناك مئات الالاف من الايدى العمالية الرخيصة.
ان الهدف الستراتيجى الامريكى و حلفائها الاوروبيين هو الاستحواذ الكامل عاى هذه المنطقة دون منازع...بغية نقل العبئ الثقيل لازمتها الاقتصادية المزمنة ورميها على كاهل شعوب المنطقة. الا ان هذه الاستراتيجية تصطدم مع مصالح دول أخرى التى تحاول بدورها بث نفوذها فى المنطقة وفى مقدمتها الدولة الاسلامية فى ايران التى لها نفوذ واسع فى كل من سوريا والعراق ولبنان و فلسطين (حركة حماس) و أخيرا فى اليمن والدولة الثانية التى تنافس أمريكا و حلفائها هى جمهورية روسيا الاتحادية التى تحاول ان تحل محل دولة الاتحاد السوفياتية السابقة و تعاونها الصين وبعض دول الاسيوية الاخرى.
والعقبة الاخرى التى تصطدم بها الاستراتيجية الامريكية هى الطبقات الحاكمة المخضرمة المتخلفة الديكتاتورية التى أحكمت قبضتها على بلدان و شعوب المنطقة منذ ماقبل الحرب العالمية الاولى. والتى وقفت حجرة عثرة فى طريق تقدم وتحرر شعوبها... وهى تستحوذ على الثروات النفطية الهائلة التى أصبحت من جراءها أغنى الطبقات الحاكمة فى العالم..
هذه الطبقات يجب ازاحتها و اسقاطها بأية وسيلة كانت. وظهرت بوادر عملية اضعاف واسقاط هذه الطبقات الحاكمة فى الحرب الدائرة فى اليمن. حيث نجحت سياسة الولايات المتحدة فى زج معظم هذه الدول فى الحرب ضد الحوثيين ظاهريا و الجمهورية الاسلامية الايرانية مستقبلا. وكما يقول المثل الشعبى الكردى (صاد عصفورين بحجارة واحدة)!
ان الحرب التى تخوضها داعش فى كل من العراق و سوريا و ليبيا...الخ و كذلك الحرب التى تقودها السعودية. هى حرب استنزاف الموارد الاقتصادية و البشرية فى آن واحد. واضعاف المنطقة و خلق أزمات متعددة الجوانب فى بلدانها. وخلق المشاكل والاضطرابات والاصطدامات الداخلية. وأجواء التنافر والعداء بين الشعوب وحكوماتها ....الخ.
وهى من جهة اخرى مبعث انعاش للمصانع و الشركات ذات الانتاج الحربى لتغذية الماكنة الحربية التى يصرحون بأنها قد تدوم خمس سنوات اخرى.
يبدو حسب وجهة نظر الحكومة الامريكية ان المدة المنوه عنها كافية لتحقيق الاستراتيجية الامريكية التى وضحناها. وهى ازاحة كل من روسيا و ايران الاسلامية و حلفائها من المنطقة ازاحة تامة من جهة والاتيان بحكومات أو طبقات جديدة وموالية لتحكم دولها.
الا ان الامريكان كما يبدو لم تحسب الحساب لستراتيجيات الدول المنافسة والمناوئة لها. ولا القدرات الثورية لشعوب المنطقة التى أخذت تعى السياسة الاستحواذية لدول – ناتو – والتى تناضل من أجل استقلالها و حريتها.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها