الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى القائل إن العراق سوف لن يخوض الحرب نيابة عن الآخرين

كهلان القيسي

2005 / 10 / 7
الارهاب, الحرب والسلام


كم كنت أتمنى أن يكون كلامك واقعا فعليا, لكي لا يبتلى العراق بما فيه وعليه ألان, إلى احمد ألجلبي اشك في انك كنت صادقا.
نعم إن العراق ومنذ أن وجدت فيه دولة بمعنى الكلمة من سومريين واكديين وبابليين وآشوريين وعمريين وأمويين وعباسيين كان هو السد المنيع والكتف المحصن لباقي الأمة التي تقع خلف وما جاورها. لماذا ؟ لان الشر يأتي دائما من الشرق.
لا أريد الإسهاب في الأحداث السابقة فان أي مثقف في أمتي والعالم يعرف القصة بتفاصيلها من نرام سن الاكدي إلى أخر حرب صدام حسين. مشكلة العرب إنهم لا يقروا خصوصا التاريخ و تاريخهم بالذات, ومفكريهم ومنظريهم اما في غياهب السجون أو في بيوتهم صامتين أو في بلاد الغربة ممنوع أن تصل أفكارهم إلى مسامع حكام شعوبهم.
كان الجزء الجنوبي من الأمة والعراق ينعم بالأمن والأمان بفضل ما كان يكابد شمالها وشرقها ويكافح على مر الزمن لصد كل هجمة بربرية على ارض الرافدين. ولكن بسبب طمع الإخوة فيما بينهم تسبب خطأ تاريخي في سقوط الإمبراطورية الآشورية, وللأسف بإياد عراقية تعاونت مع الأقوام القادمة إلى المنطقة الشرقية, ويا ليتهم لم يفعلوا لأنهم أنفسهم كانوا ضحية هذه الأقوام بعد اقل من أربعة عقود من الزمن. سقط الدرع الواقي وانهار كتف أشور لتقع محميته بابل ضحية الفرس بتعاون اليهود, ولتنهي بذلك أعظم امة وتاريخ, لكن كما هو معروف أن ما أوجد في وجدان امة لا يمكن أن يمحوه الزمن, لها نجد بالرغم من كل هذا الزمن الذي مر, أناس من بابل وأشور ينتخون لثأرهم و يعدلون كتف الأمة الذي ممال ويعيدون بناء السد, ولكن هذه المرة ليس بموقف المدافع بل بموقف المهاجم الذي وسع رقعته من غياب الشمس إلى مشرقها. وحضر شعوبا وقبائل ثم تقلص وانهار ثم نهض وبنى.
وفي زمن متقدم جاء الهجوم من حيث لم يكن متوقع من غياهب الجبال والثلوج ليحط في ارض الشرق المقدسة ألحارقه مرة حاملين الصليب ومرة حاملين رغبة في الاستعباد الاقتصادي والأخلاقي لأمم لا تعي قدر نفسها ولا تعرف كيف تعتني ببشرها.
وتشاء الأقدار أن يخوض العراق حربا عالمية بالنيابة وعلى أرضه وكان الناس يساقون إلى هذه الحروب ومنها حروب الدولة العثمانية وحرب الإنكليز في العراق ودمارهم في كوت- العمارة, أما الثانية فكانت سجالا بين الداخل والخارج.
إن من يعتقد إن الفرس يتباكون على الإمام الحسين(ع) وعلى آل بيته من الشيعة العرب الأطهار فهو واهم جدا, فهم يتباكون على مجد ضاع وإمبراطوريات مرغت أنوفها في التراب.
في الثمانينات خاض صدام الحرب, أيضا نيابة عن الجميع ولكن بعد أن أوقف زحف الظلام والتخلف والهيمنة الفارسية, التي كانت الجزيرة بمنى عنها, تخلت الجزيرة عنه, ثم غامر بحماقة, لتكسر ظهر الأمة إلى الأبد, ليخوض حرب الأموال الأمريكية نيابة عن واشنطن, والتي أفرغت خزائن الخليج, ولو قبل العرب بإفراغ الخزائن لكان الأمر هين لكنهم تعاونوا على إزاحة صدام بشتى الطرق ويا ليتهم لم يفعلوا لأنه صحيح إن صدام كان في سدة الحكم لكن بقاء العراق كسند حامي كان أهم من تلك المليارات, على أية حال, هاهو العراق ينهار ويتحقق حلم الفرس بالوصول إلى ارض السواد بشتى الطرق وبدأت النيران تتسع لتصل إلى الرياض وغيرها وستعرفون ما سيحل بالكويت في الأيام القادمة فهي ليست بمنى عن نيران هذا الغباء الذي هم شاركوا به. هؤلاء الذين لا ينظرون إلى ابعد مما في كروشهم ومانحتها.
ما لذي يجري ألان لا نزال نحارب نيابة عن الآخرين ولكن هذه المرة نحارب نيابة عن العالم وعن أمريكا وعن إيران. كلما أعيد على سامعي كلام الإدارة الأمريكية بكل أطقمها والذي يقول نحن وجدنا مكان لنحارب الإرهابيين به و وبلدنا أمريكا تبقى آمنه مادمنا نحارب هناك, وان حربنا هناك سوف لن تنهي مادام الإرهاب موجودا!!! أقول ألا يوجد ساسة عراقيون شرفاء يفهمون ما تقوله أمريكا, خصوصا الذي يقول سوف لن نحارب نيابة عن الآخرين. نخوض حرب على أشلاء أطفالنا بين أمريكا والقاعدة ونخوض حربا بين إيران والغرب على انهار من دماء شعبنا, متى يحارب العراقيون من اجل العراق فقط. متى يحارب الشباب العراقي ضد عمائم الظلام ويجلسوهم في أماكن عبادتهم. متى يحارب شباب العراق لطرد كل ما هو دخيل على الفكر ألتسامحي في العراق ويقذفون بهم خارج الحدود, متى يحارب الشباب العراق أصحاب الكروش النهمة التي بلعت وامتصت حتى دماء الأحياء منهم.
قال لي أوربي: مادام هناك شياه في أمتي لماذا لا أكون راعيها وقائدها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله: الأحزاب السياسية في لبنان تواصل إصدار بيا


.. صفارات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وشوارع خالية من السكان




.. كيف يبدو المشهد في المنطقة بعد مقتل حسن نصر الله؟


.. هل تنفذ إسرائيل اجتياحا بريا في جنوب لبنان؟ • فرانس 24




.. دخان يتصاعد إثر غارة إسرائيلية بينما تصف مراسلة CNN الوضع في