الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة من ذوي الإعاقة إلى الرئيس السيسي

فاطمة ناعوت

2015 / 6 / 17
حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة


حذفتُ من معجمي كلماتٍ ركيكة مثل: "معوّق- ذو احتياجات خاصة". أولا لأن كل إنسان فوق الكوكب، له احتياجاتٌ خاصة. وثانيًا لأنهم بقدرات أقل، يفعلون ما لا يفعله ذوو الأبدان الفتية العفية.. لهذا أسميهم: "الاستثنائيين".
رغم ما سبق، اخترتُ أن أضع في عنوان مقالي تلك الكلمة المرفوضة الصادمة: “ذوو إعاقة"، لأنني بالفعل أرومُ الصدمةَ؛ علّ فيها شفاءً لصُنّاع القرار الذين هم "مُعاقون"، لسبب ما، عن حل مشكلة أبناء مصر ممن اختبرتهم الحياةُ بعِلّة جسدية ما.
وهذا ليس مقالي الأول عن أولئك الأحبّة. بل كتبتُ كثيرًا دون طائل؛ كان آخرها مقال عنوانه: “مَن قتل آينشتين؟"، هنا، بجريدة "الوطن" بتاريخ 27 فبراير 2014، وكان تعليقًا على مقال كتبه أحدُ الاستثنائيين عنوانه: “لستُ معوّقًا، بل أعيش في مجتمع يُعوّق"، وعدّلتُ شطرَ عنوانه إلى: “... بل أعيشُ في مجتمع معوَّق معوِّق". وتحدثتُ يومها عن ثورةٍ تلوَ ثورةٍ قامتا ضد الفساد والمحسوبية والعنصرية والبلاهة، ومازلنا في انتظار الثورة الحقيقية التي تحارب الجهل والتخلّف وسوء معاملة أولئك النبلاء.
اليومَ أنشر رسالةً كتبها الاستثنائيُّ "إبرام تاوضروس" على صفحته للرئيس عبد الفتاح السيسي. قال فيها:
"نشكرك يا ريّس على مجهودك الذي تبذله في تنمية البلد ونلمسه على أرض الواقع من مشاريع تجعلنا نتوقع مستقبلا رائعًا لمصرنا الحبيبة.‬-;- ونطلب من سيادتكم الاهتمام بنا كذوى إعاقة. لأننا ليس لنا وسيلة مواصلات مناسبة في كافة محافظات الجمهورية. ولا سكن مناسب، ‫-;-ولا عمل مناسب‬-;-، ‫-;-ولا علاج لمعظمنا من ذوي الدخل المحدود. نجد عُسرًا في التحرك بالمواصلات العامة للمصالح الحكومية لتنظيم شؤوننا، ولا فى حياتنا اليومية العادية‬-;-. ‫-;-نحن نثق فى سيادتكم ونرجو مقابلة سيادتكم أو مقابلة السيد رئيس الوزراء للعمل على حل تلك التحديات التي تمثل جزءًا من حقوقنا.‬-;-
السيد الرئيس، أعجبتني خطوتك الرائعة باعتذارك لجموع المحامين عن التصرف الفردي المسيء، الذي صدر من أحد ضباط الشرطة ضد أحد المحامين الأسبوع الماضي، بقولك: "أنا بقول للمحامين كلهم حقكم عليا، وأنا بعتذر لكم.”
الحقيقة يا سيادة الرئيس، أن مجهوداتكم الجبارة وعملكم الملموس في بلدنا الجميلة مصر، جعلتني، إلى جانب هذا الاعتذار الكريم، أتأكد أنك أهلٌ لمنصبك الخطير. لهذا نأمل أن تشعر بمعاناة شريحة ضخمة من شعبك؛ الذي بالحقّ أحبك بكل صدق. أعني شريحة ذوي الإعاقة، تلك الشريحة النبيلة التي أنتمي إليها. فهل فكرت أن تعتذر لشباب عاش حياة مهينه وقضى عمره يبحث عن أمل وعن عمل مناسب؟ شباب يعاني الأمرّين لمجرد أن يخرج من منزله حتى يعيش ويُنتج مثل بقية البشر، مع ظرفه الصعب؟ لا مواصلات مناسبة لنا، ولا منحدرات للكراسي المتحركة، ونجد المشقة القصوى لارتقاء سلالم المصالح الحكومية حتى نصل إلى المسؤولين، أولئك الذين لا يحلّون مشاكلنا اليومية المُرّة، بل لا يشعرون حتى بوجودنا، وبالطبع ولا بمعاناتنا.
هل نطمع من سيادتكم في اعتذار عملي، بتوفير وسائل مواصلات تناسب إعاقاتنا، وتوفير وحدات سكنية خاصة مناسبة لذوي الإعاقة، هل نطمح في أن توفر لنا الدولةُ الأدوية والأجهزة التعويضية التى نحتاج إليها؟
هل تشعر بنا وبمعاناتنا يا سيادة الرئيس؟ أتمنى.
إبرام تاوضروس - مواطن مصري من بين عشرة ملايين من ذوي الإعاقة.”








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الانقلابيون هم سبب الاعاقات
عبد الله اغونان ( 2015 / 6 / 18 - 09:59 )

واعاقاتهم تتجاوز الأفراد الذين ابتلاهم الله الى اعاقات بالجملة كلها ظلم واعاقات مادية ومعنوية

ذات خطر كبير على الفرد والمجتمع والنفسية وزرع الكراهية وبث الانتقام والثأر

ان منتجي الاعاقات لايمكن أن يعالجوا الاعاقات البدنية ولايرجى منهم خير اذ

فاقد الشيئ لاااااااااااااااااااااااااااايعطيييييييييييييه

اخر الافلام

.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:


.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي




.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل


.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل




.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق