الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عنف الإسلام ,سياسة أم ثرات؟

حميد المصباحي

2015 / 6 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


كل الحضارات الإنسانية,عاشت حالات عنف,اتخذ في البدايات أشكالا دينية,تطورت فيما بعد لما هو عرقي,و انتهى بمواجهات سياسية,بين تيارات إيديولوجية,و مع التقدم الفكري و الحضاري,تخلصت هذه الأمم من فكرة العنف بعد أن وجدت بديلا لها,عرف بالديمقراطية و الإحتكام لصوت الشعوب,و رغم ما اعترى هذه التجربة من خروقات,عمل المواطنون و الساسة على تطوير فكرة الديمقراطية,بتنقيتها من شوائب الإستبداد و التحكم و كل صيغ السيطرة السياسية,فلماذا بقي العنف في عالمنا العربي و استفحل؟و لماذا اتخذ صيغة تبريرة دينية,لينتقل للإسلام السياسي كتعبير عن الهوية المزعومة؟
1_الإسلام و العنف
مهما قيل,تأويلا أو مجاملة,فإن التاريخ الإسلامي كان عنيفا,ليس فقط ضد الخصوم أو من اعتبروا أعداء,بل حتى فيما بين المسلمين أنفسهم,و من يطلع على الثرات الإسلامي,فسيجد تقعيدات و تبريرات للعنف اعتماد على النصوص و حتى الوقائع التي حدثت في مرحلة التأسيس الإسلامي,فلا أحد ينكر عمليات الإعدام, و التصفيات الجسدية,لكن درجات العنف اختلف حولها,فهناك من تطرف فيها و هناك من تحفظ عليها أو على كيفيات تنفيذها,و لم يوجد في صفوف الفقهاء مدين لها,مما يعني أنها ترسخت و اعتبرت ثوابت في الممارسة الإسلامية للسياسة و التدبير الإلاهي لها,بحيث تصير السلطة بريئة من جرم القتل,مادامت النصوص ناطقة في نظر الكثير من حركات الإسلام السياسي.
2_النقد و الثرات الديني
لم يعرف العالم العربي تجديدا للفكر الديني الإسلامي,و لم تتم عمليات البحث فيما هو لا عقلاني فيه,و منه العنف و الكثير من المظاهر المتخلفة في السلوك و الفكر,بحيث يتم عزلها عن الدين الإسلاميوبالكشف على أنها رؤية للإسلام وفق أدوات الفهم التي توفرت للفقهاء و المفسرين,بينما العصر الراهن,ظهرت فيه طرق جديدة للتأويل,ينبغي الإستفادة منها,و توظيفها,ضد التفسيرات الأثرية الفقهية التي حنطت الإسلام,و أفقدته القدرة على التطور و مسايرة روح العصر,من قبيل قتل المرتد أو التحامل العدائي على المختلفين و المعتقدين لديانة أخرى غير الإسلام.
3_انتكاسة التجديد
الإسلام السياسي,دليل على عدم جدية و جرأة الفكر العربي على مواجهة ثراته,بحيث يعتقد الكثير من المحبطين بأن الداعين لممارسة العنف باعتباره جهادا,هم أئمة عادوا لما ينبغي أن يكون عليه الإسلام,و بذلك بدا جهلهم في صيغة غيرة على الإسلام و المسلمين,فاستغلت الحركات الإسلامية هذه الإندفاعا ت العاطفية,و وظفتها لصالحها,في أفغانستان,لكنها سرعان ما انقلبت ضد المجتمعات العربية في صيغة الإرهاب و التطرف الديني الإسلامي,بذلك كانت عودة العنف السياسي الإسلامي,نتيجة انتكاسة التجديد و العقلانية,الكفيلان بسحب احتكارية التأويل ممن يد الفقهاء و التابعين لهم.
خلاصات.
كل فكر ديني قابل للتجديد,هذا دور المدرسة و المجتمع و المثقفين و حتى الإعلام,لكن أساس هذا الإصلاح هو جرأة المثقفين و قدرتهم على مواجهة الجمود,بالكشف عن المتناقض في الثرات, ما اعتبر ثوابت إسلامية,و هو لم يكن إلا اجتهادات غايتها الحد من التفكير و التأمل في حال الإنسان بعيدا عن تبعيته لتأويلا لم يعد العصر يتسع لها,بما يعني ضرورة إعادة النظر في طرق التفسير للنصوص,و مقاربتها بالأثر المفسر في تنوعاته و حتى تناقضاته فيما بينه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما شكل المقاربة الأمريكية للدفع باتفاق سياسي لإنهاء الحرب في


.. خلافات معلنة بين بايدن ونتنياهو.. ما تأثيرها على الانتخابات




.. واحات جنوب المغرب -الساحرة- مهددة بالزوال!! • فرانس 24 / FRA


.. السفينة الأميركية -ساغامور- تحمل أولى شحنات المساعدات من قبر




.. #متداول.. مستوطنون يقطعون الطريق بالحجارة أمام شاحنات المساع