الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غلق قنوات القمار الفضائي مسئولية الحكومات العربية

صلاح شعير

2015 / 6 / 17
الصحافة والاعلام


دخول مصر عصر الفضاء والسموات المفتوحة اقترن بطرح كم هائل من القنوات للاستثمار الخاص ، وتكمن المشكلة فيما يبثه الإعلام الخاص من رسائل إعلامية فاسدة تتخفي وراء الشعارات الزائفة ، تارة بمنافقة السلطة ، وتارة بتضليلها، وذلك من أجل الترويج لأفكار تخدم مصالح أشخاص بما يتعارض مع منظومة العدالة. وتكرس الكثير من هذه الفضائيات في برامجها لفكرة نهب البسطاء في مصر والعالم ، بالتمهيد لتشريعات وقرارات تقنن الفساد ، وذلك من خلال نخب واهية تم صناعتها خصيصاً لتسويق الوهم .

وأصبحت بعض الفضائيات مراكز قوى تخدم الرأسمالية المتوحشة وهذا أخطر مسلك يمكن أن يفرزه الإعلام الخاص ، لأنه لا يحق للإعلام إلا أن يدعم برامج الدولة ومبدأ سيادة القانون.

والطامة الكبرى هي ظهور نوع آخر من القنوات تهدف إلى الربح على حساب القانون والأخلاق والدين ، منها قنوات تمارس القمار الفضائي ، عن طريق طرح أسئلة بسيطة وسطحية علي المشاهدين ، لاستدراجهم للمشاركة والإجابة علي أمل الفوز بالجائزة ، وتنهمر الاتصال عبر وسائل اتصال أسعارها مرتفعة للغاية ، فيقع في الفخ معظم الفقراء والمساكين الحالمين بالهروب من القحط إلي آفاق الرفاهية ، وللتضليل يتم نشر أسماء سعداء الحظ الرابحين ، والحقيقة أن هؤلاء المحظوظون ما هم إلا أفراد يعملون بكواليس أستوديو البث كل دورهم تمثيل دور الفائز لتحفيز الآخرين علي المقامرة . ومن ثم يتم تسويق الوهم للجماهير عبر الشاشات في مشهد سينمائي محكم الإخراج .

ولا يوجد عمل لمثل هذه القنوات سوى مذيعة تفتتح المزاد عن طريق إبراز مفاتن جسدها بالرقص والالتواء ، تم طرح أسئلة ساذجة علي الجمهور ، والفاصل أغاني تبث بدون ترخيص ، أو وصلة من موسيقي التوكتك العشوائية .


أما دور قنوات القواد الفضائي هو نشر الرسائل والأميلات بهدف التعارف الجنسي ، ويكون نص الرسائل على الشاشة: "أريد التعرف على صديقة من مصر أو سوريا أو اليمن" ... وترد بعض السيدات التي تمتهن حرفة البغاء برسالة: "حول إلي رصيد علي الرقم التالي" وبذلك تتم الصفقة .

وربما كان التصور في البداية أن يكون هذا التعارف بين التجار وأصحاب المصانع لتبادل السلع والخدمات ، بيد أن الأمور انزلقت نحو منعطف آخر ، وقد قامت بعض الدول ومنها السعودية بمنع وصول الرسائل التي يرسلها مواطنيها إلى مثل هذه القنوات . ورغم أن الانترنت يعج بمئات الآلاف من المواقع التي تسهل اللقاء بين الجنسين ، إلا أن مرور هذه الرسائل عبر الإعلام العربي الذي يدار تحت إشراف الحكومات مسألة في غاية الخطورة . وربما يكون حرص الشركة المصرية للأقمار الصناعية على الربحية ؛ يجعلها تتغاضي عن تآكل منظومة القيم .

وفي النهاية يتم جمع عشرات الملايين من أثمان الرسائل والمكالمات التلفونية ، وتقسم الغنيمة بين القنوات وشركات الاتصالات في مسلسل مستمر من الخداع والتضليل.

والتساؤل الجوهري هل فوضي الإعلام مقصودة ؟ وهل هذه القنوات العربية تعمل على تحقيق تلك الأغراض الشريرة عن جهل ؟ أو أن بعضها يقوم بذلك عن عمد ؟ لمصلحة من يتم نشر الرزيلة وتغيب الشباب العربي عن الوعي والتنمية ؟ كل ذلك يحدث في ظل مناخ مشبع بالفساد ، والعشوائيات، وهذا يتفق تماماً مع أهداف اليمن المتطرف بالغرب ، ويخدم المخططات الصهيونية في طمس معالم الهوية وسرقة الأوطان العربية .

ومن ثم يعد غلق مثل هذه القنوات الفضائية واجب وطني . وينبغي أن تكون مباحث المصنفات الفنية طرفاً فعالا يراقب المواد المعروضة للقضاء على السرقات الفنية ، علي أن يتم فرض رسوم علي كل الفضائيات تخصص لتعيين موظفين لمراقبة تلك القنوات . في الحقيقة أن الأمر خطير ، ويحتاج إلي مراجعة شاملة من قبل أجهزة الأمن القومي بمصر والعالم العربي .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نائب تايواني يسرق أوراق التصويت لقانون ويهرب من البرلمان


.. ساعة حوار | كيف ستكون الترتيبات الداخلية في إيران بعد مصرع ر




.. الأخبار في دقيقتين | إيران في حداد.. وخامنئي يكلف محمد مخبر


.. محللون يطرحون سيناريو ما حدث لمروحية رئيسي




.. قبل الحادثة.. رسالة مسربة حول طائرات الرئاسة في إيران