الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دفاعا عن البعران

مالوم ابو رغيف

2005 / 10 / 7
كتابات ساخرة


لولا اعتذار السيد زيباري لما حدثت كل هذه الضجة عن الجمل وعن راكبه.ولا تطوع الوهابيون والعلمانيون في حلف غريب وعجيب يحدث لاول مرة في التاريخ للدفاع عن ثقافة لا تحترم الحيوان ولا الانسان على حد سواء.فالسعودية وهي الدولة المعنية بالامر لم تطالب باعتذار ولا توضيح حول ما يقصده السيد بيان جبر باتهامه سعود الفيصل براكب الجمل .اعتذار السيد الزيباري المبني على حسابات سياسية خاطئة ومعلومات ثقافية ناقصة،اثارت كل هذه الزوبعة من المقالات والمقالات المضادة ،واوصلت العلاقة مع السعودية بما يشبه الازمة مما جعل وزير الخارجية السعودية ان يأمر عمرو موسى بالتوجه الفوري الى العراق ،والسعي الى عقد مؤتمر مصالحة وطنية تعيد السعودية فيه بعض من كرامة جمالها المهدورة على لسان بيان جبر ،لان الصلح شئنا ام ابينا ،سيكون مع ناس اتوا الى العراق على جمالهم الوهابية.
ولان ثقافة الزيباري ليست ثقافة جمال ولا ثقافة راكبي الجمال ،وجد في تصريح بيان جبر اهانة للسعودية ـ في مصر قلب العروبة النابض ،يعتبر الجمل كاحد مصادر الثروة القومية ،مئات الاف السواح الاجانب يتوجهون سنويا لاستمتاع بركوب الجمال ورؤيتها عن كثب. وفي السعودية نفسها ودولة الامارات العربية تقام مهرجانات حاشدة لسباق البعران ،وتستورد هده الدول اطفال من الهند وباكستان ،لكي يتاهلوا لحرفة جاكيات بعران ،بالطبع بعداجتياز دورات تدريبة غاية في القسوة ،تقتل احلام طفولتهم ومستقبلهم تحت اظلاف الجمال الملكية،وليستغنى عنهم ان زاد وزنهم كيلوغرام واحد،رفقا بالحيوان وحفاظا على صحة البعران وليس بقصد الفوز بالسباق كما توصي تعاليم دينهم السمحاء.كما ان الحصان العربي والجمل العربي معروف ومرغوب فيه ومكرم ومعززاكثر من الانسان العربي نفسه. فالاحصن العربية تفوز بسباقات الدربي اكثر من فوز الرياضيين العرب في الفعاليات الرياضية العالمية،والاميرالعربي يصرف ملايين الدولارات على خيله ويكرمهم بالتقاط الصور معهم ويقضي جل وقت فراغه بتفقد حالتهم المعيشية.
لكن ثقافة ودين من يركب الجمل تبيح له قتل الانسان بحد السيف بالساحات العامة قصاصا .فما بالك بالجمال .!!
فهذا الحيوان الكبير الضخم ،الذي شائت الاقدار ان يكون رمزا للعرب و ورمزا لثقافتهم ،تحد له السكاكين العربية على مراى ومسمع منه ،فيصرخ ويزبد ويرعد وتنهمر دموعه مدرارا ،نادبا سوء حظه ،ان الله قدر له ان يولد في الارض العربية ،تماما مثل الانسان العربي الذي يشتكي الى الله ظلمه وقسوته ،بان كتب عليه الحياة بين قوم يحزون الرقاب كما تحز رقاب الدجاج المذبوحة على الطريقة الاسلامية وفق تعاليم تعاليم دين يسمى دين الرحمة والتسامح ،أسست عليها دعائم ثقافة خاصة تتقرب الى الله بسفك الدماء.
هل حقا شعر السعوديون بالاهانة عندما يوصف وزير خارجيتهم براكب الجمل وثقافتهم ثقافة راكبي الجمل وسياستهم سياسة بدوية.؟
اذا كان هذا صحيحا فلماذا لا يشعر الامريكيون باي اهانة عندما يطلق عليهم لقب الكاوبوي وتوصف سياستهم بسياسة الكاوبوي وثقافتهم بثقافة الكاوبوي .؟
اولا يعتبر الجمل مقدسا عند المسلميين تماما مثل تقديس الهنود للبقرة.. فالله دمدم على شعب كامل وخسف فيه الارض من اجل ناقة ،هي ناقة صالح لانهم عقروها .؟ فهل سينتقم السعوديون من العراقيين لان وزير داخليتهم قد اهان الجمل بان حعله مركوبا وليسا راكبا .؟
واقول ان الجمل برئ من كل ما لحق به من اهانة مقصودة او غير مقصودة وهو برئ من ثقافة راكبه ومن قوم راكبه فكيف بسفينة الصحراء العربية ان يغدوا رمزا للاهانة او الانتقاص من الكرامة وهو الحيوان الذي ركبه النبي محمد عندما دخل مكة فاتحا ،وربما الذي طار به الى السماء السابعة لمقابلة الله .وتعج به الاعلانات والدعايات التلفزيونية لجذب السواح وترويج الصفقات المالية والبنكوتية والتجارية او لمآرب اخرى.
لا، الزيباري غير محق بتقديم اعتذاره ،ولا بيان جبرا صائبا بانتقاده ،فالجمل فخر للعرب ،وعزا لهم وان ذبحوه او اهانوه بجعله يجرعربة ذات اربع عجلات في شوارعهم العامة رغم توفر السيارات والنقالات ووسائط النقل الاخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هو اكثر شيء يزعج نوال الزغبي ؟??


.. -احذر من صعود المتطرفين-.. الفنان فضيل يتحدث عن الانتخابات ا




.. الفنان فضيل يغني في صباح العربية مقطعا من أحدث أغانيه -مونيك


.. مشروع فني قريب بين الفنان فضيل وديانا حداد وجيبسي كينغ




.. أغنية -عبد القادر- بصوت الفنان فضيل في صباح العربية