الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية الشاعر البكر

أسماء قلمي

2015 / 6 / 18
أوراق كتبت في وعن السجن


رواية الشاعر الأردني البكر، د. أيمن علي العتوم، والده الدكتور العتوم داعية إسلاميّ وخطيب، الرّواية «يا صاحبيّ السّجن»:

يروي الشاعر السّجين على خلفية انسحاب صدام صديق حسين ملك الأردن (الذي ضاعف ثمن رغيف الخبز ثلاث أضعاف) من الكويت في العقد الأخير من القرن الماضي.

مذكّراته عن السّجن لم تَدْعُه وتقول له: هَيْتَ لك! صفحات الرّواية الحرّية والانطلاق والتّأمّل والفلسفة، زنزانة اثني عشر يوما فقط، زودت خبرة اثني عشر عاما:

«مرّ على مكوثي في هذه الزّنازين ما يقرب من أسبوع.. تحوّلت خلالها إلى إنسان آخر.. لا أحد يبقى على حاله ما بين لحظتين، فكيف بهذه الليالي الاستثنائيّة الّتي قضيتها هنا؟! نعم تغيّرت.. مساحة الحنين اتّسعت لتملأ كلّ عرق نابضٍ فيّ..صارت تبكيني لحظات الذّكرى.. أشعر أن البكاء متعة.. ما أسهل أن تبكي.. ما أجمل أن تبكي.. ما أروع أن تبكي..!» « يا صاحبيِّ السِّجن».. كل الرّفاق كانوا هناك.. وما عادوا.. كل الصداقات والحكايا والذكريات عن الأخوّة والوشائج.. كانت هناك.. بين السّطور.. وفي الثّنايا.. على جدران زنزانة مهجع «المهجع الأكثر زرقة من ماء البحر.. والأوسع مدىً في فضاء الفكرة، والأعمق غَوراً في بئر الحياة!». لكلِّ منهم صورة ترسمها حين تقرأ الرّواية.. كأنما أبدعتها يد فنّان يهتمّ بالتّفاصيل.. وحركات اليدين وسكنات الوجه.. بل حتى الطّباع والأمزجة.. لن تستطيع أن تنسى أيًّا منهم..(يوسف) الهادئ المتواضع، وكذا (عليّ) و(جهاد) و(سالم).. أمّا (عكرمة) فسيظلّ سيّد المواقف كلّها.. «لقد كان وجهه كتاباً، وعيناه صفحات، وأصابعه كلمات، وشَعر لحيته حروفاً، استفزّني لأحتمي بالقراءة كما لم يفعل أحدٌ من قبل. حين شاهدتُ إخوتي قادمين من بعيد قفز قلبي من صدري فرحًا، وعندما صاروا قريبين منّي لم أستطع أن أعانق أيًا منهم. كان الموقف لا يسمح بذلك. غير أنّي هويت دون وعي أحضنهم في خيالي جميعًا، وشعرت بدفء المودّة تسري في كياني كلّه، وانسابت حرارة الحبّ فيما بيننا، وكأننا عشّاق هاموا على وجوههم في الصحراء والتقوا بعد طول غياب!.. تغيّر فينا كلّ شيء إلا قلوبنا، ظلّت على تحدّيها وعلى حبِّها وعلى إيمانها.. أحرق كلّ شيء.. موروثاتك البالية.. وأفكارك الّتي هي أفكار غيرك، وصلتْ إليك باستمراء الوضع القائم..الحريق!! نعم الحريق! صنعتً حرّيتي التّامّة في أشعاري.. هربت إليها.. وناجيتها نجوى العاشق.. وفي ظلال كلماتي شعرت بالدّفء، وتحت خيمة عباراتي تدثّرتُ بثوب الجُمل الرّائقة.. كان شعري أنا، صورتي في مرآة قلبي، ومن دماء مشاعري انتفضتْ قصائدي عروساً حيّة، وحسناء حَية! (بل هو شاعر فليأتنا بآية)!».

أنا شاعرٌ غنّى فأشجى، مَنْ رأى شَجَراً يُحاسِب طائراً لأغانِ؟!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيرة إسرائيلية توثق عمليات اعتقال وتنكيل بفلسطينيين في مدين


.. لحظة استهداف الاحتلال الإسرائيلي خيام النازحين في رفح بقطاع




.. مبادرة لمحاربة الحشرات بين خيام النازحين في رفح


.. تونس.. معارضون يطالبون باطلاق سراح المعتقلين السياسيين




.. منظمات حقوقية في الجزاي?ر تتهم السلطات بالتضييق على الصحفيين