الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخططات الشرق لم تنتهى

موريس رمسيس

2015 / 6 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


لا أشك فى ان صناع القرار و المتخصصين فى الغرب على علم جيدا ، ان التطرف و التشدد و الإرهاب عبارة عن كلمات مترادفة لكلمة واحدة هى "الجهاد " فى الإسلام الذى يعتبر فى نفس الوقت شعيرة هامة عند المسلم لا تقل عن أى شعيرة أخرى كالصلاة و الصوم و الحج و بل تفوقهم جميعا فى الأولوية فى بعض الأوقات ، يتعمد الغرب عدم المصارحة بذلك إعلاميا لكى لا يتسبب فى احداث صدمة نفسية اجتماعية قد ينتج عنها صدام كبير بين الشعوب و لكى لا يُصعب الأمر عليه فى تمرير البرامج الإنمائية الثقافية من اجل إدماج الشعوب الإسلامية فى العالم الحر و المنظومة الدولية الحديثة .. انا لا أرى أى فائدة فى الحقيقة من استمرار تدفق سفراء الدعاية و التجميل من مصر و الأزهر و غيرهم إلى الدول الغربية للتعريف بالإسلام الوسطى المتسامح الجميل الغير متواجد اساسا على الأرض و لا حتى فى العقول.

ليس من قبيل الدفاع عن الغرب لكنه فى الحقيقة لا يضيره ان يعبد المسلم الله أو محمد أو الحجر الأسود أو حتى لا يعبد شيء و طالما يمارس عبادته بحريته بلا ضغوط ، كما ان الغرب لا يريد تغير عقيدة المسلم طالما انحصرت فى العبادات داخل المساجد و دور العبادة مثلما يحدث مع باقية الديانات و العقائد الأخرى و هو لا يريد استبدل الإسلام بديانة أخرى كما يدعى شيوخ الإسلام و يروجوا له فى ماكينة الإسلام الإعلامية
من السذاجة الاعتقاد بتوقف الغرب مكتوف الأيدى امام الممارسات الإرهابية الجهادية التى وصلت إلى داره و دقت على بابه ، لذا فهو طوال الوقت منشغل فى كيفية استئصال جذور الجهاد و الإرهاب من الإسلام و يعمل فى هذا الاتجاه جاهدا إلى آخر نفس حتى لو كلفه عشرات السنوات إلى أن يصل إلى هدفه
يسير التقدم التكنولوجى الأعلامى بخطوات سريعة تفوق القدرة على الملاحقه و مما يجعل العالم يعيش غزو أعلامى متنوع يأتى من كل اتجاه و يقتحم البيوت و العقول كالسيل و ارى فى الأفق طوفان كبير قادم سيقلع كل شيء يعيقه و عندئذ ستختفى الممارسات الشهيرة من من ماكينة الأعلام / الاستغباء / التجهيل / التعتيم / التدليس / الكذب / تزييف التاريخ /

نعيش منذ فترة - حرب ثقافية - و متصاعدة ، هى ليست - حرب دينية - ضد الإسلام كما يعتقد أو يريد لها البعض و يروج فى الإعلام العربى كوسيلة دفاعية سهله لهروب من وجوبيه التغير الثقافى المطلوب الذى يعز إليه الغرب من الحكومات الإسلامية .. أهداف هذه الحرب اصبحت واضحة للعيان و صريحة و تنحصر فى تغير و وقف تعليم كل ما يتعارض مع كرامه الإنسان و حقه فى الحياة و التفكير و الاعتقاد و ممارسة مع يعتقد ، كما حدث مع تجريم أعمال السبى و الرق و امتلاك و تجارة العبيد من قبل ، لذا سيتم التحريم جبرا بالنسبة لجميع الحدود فى الإسلام و سيتم تجريم التعليم و الدعاية و الدعوة للجهاد بكل أنواعه / المخفى / المستتر / المعلن / المؤجل / و انحصاره فى الجهاد الروحى للإنسان ، لذا يتعاون الغرب "تكتيكيا " فى حربه الثقافية مع جميع القوى المؤثرة فى العالم الإسلامى ليصل إلى هدفه

هناك ثلاث قوى مؤثرة فى العالم الإسلامى لا تتخذ الشكل المؤسسى المتعارف عليه / تنظيم الإخوان العالمي بقيادة تركية (حزب العدالة) قطرية ملتحفه ماديا و فكريا بالعباءة الأزهرية و مساندة غير مباشرة من امريكيا و الغرب و الدول الخليجية و اسرائيل / الحركة السلفية الدولية بقيادة السعودية ملتحفة فكريا و ماديا بالعباءة الأزهرية مع مساندة خليجية و مصرية و باكستانية مباشرة /- الحركة الشيعية العالمية بقيادة ايرانية مع مساندة روسية مباشرة و تقارب امريكى اسرائيلى غربى فى الأفق /
خرجت مصر كدوله من معترك المنافسه بعدما فقدت تأثيرها بضعف الأزهر لديها و اخترقه رأسيا و افقيا و تَوزع ولاء علمائه و شيوخه و ابنائه إلى الإخوان و السلفيين و الدول الخليجية و غيرهم و بسبب ضخامة و أتساع حجم المؤسسة جعلها خارج سيطرة الدولة و القائمين عليها و تحولت من رصيد قومى قوى إلى عبئ قومى خطير يؤثر على كينونة الدولة و على خريطة وجودها و اصبحت المؤسسة تحوى انفاق عميقة تتشابه مع أنفاق رفح المصرية تعتبر مرتع جيد لمرور الأعداء من كل اتجاه

تصريحات السيسى الشهيرة بخصوص تغير الخطاب الدينى فى ثلاث فى مناسبات لا يعدو عن كونها مغازلة للغرب فقط لا غير و هى تصب فى كون الدولة المصرية الجديدة تعى جيدا الأحداث الدائرة حولها و تتفهم الحتمية التاريخية لتغير الثقافى الذى يطالب بيه الغرب و العالم الحر و كون مصر قادرة على عمل اختراق ثقافى محليا كبير و سيتم تعميمه ايضا على جميع دول العالم الإسلامى و بالتالى يمكن منافسة القوى الأخرى على الساحة و العودة للملعب ثانية للاعتماد عليها من قِبل الغرب
أرى انه من خلال حكم قضائى نهائى بأحقية المسلم فى تغير الديانة الى المسيحية مع التنفيذ الادارى الفعلى لأكثر من حاله ، سيخدم أى محاولة تغير مرتقبة و سيجبر علماء الأزهر على الخضوع و التعاون بجدية للوصول إلى تغير شامل حقيقى فى الخطاب الدينى و مما يضع القوى الأخرى المنافسه امام حائط سد يحرجهم كثيرا

الغرب يفضل التعاون مع تركيا و ايران عن التعاون مع مصر لتضاءل دورها كثيرا بسبب التأثير السعودي الثقافى و السياسي و الاقتصادي عليها و لأسباب طائفية داخلية لديها و هو لا يمانع فى عودة النفوذ القديم للإمبراطوريتين (الصفوية / العثمانية) تحت مسميات أخرى و اكثر حضارية و إنسانية ، كما انه لن يمانع فى تواجد خلافة شيعية فى النجف و كربلاء العراق مع خلافة سنية موازية فى الحجاز يكون لهما التأثير الفعال على التغير الثقافى المطلوب
ارى فى المشهد الصومالى من فوضى و تقليب و انهاك لسنوات عديدة سابقة ثم السماح لتركيا و قطر بالأنقاض عليها ، انه مشهد سيتكراره فى ليبيا و شمال افريقيا و على اجزاء كبيرة محددة من سوريا و العراق و اليمن و السعودية و الخليج و أرى التربص الكبير اللاحق بمصر خاصة فى مناطق سيناء و مطروح و الصعيد
ليس المهم من أنشأ و من يساند أو من يمول التنظيمات الجهادية /القاعدة / داعش / النصرة / الإخوان / جماعات السلفيين الأخرى / ، لكن المهم من يسيطر عليهم فعليا و يحاصرهم و يجبرهم على التحرك كقطع الشطرنج و كآليات على الأرض لتنفيذ اجندته و مخططه و هذا ما أراه تحضيرا لمشاهد أخرى كثيرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا