الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقارنة بين عرض فيلم: عازف البيانو الذي صور معاناة اليهود في بولندا، وشريط تقدموا للشاعر سميح القاسم وموضوعه معاناة الفلسطينيين

ميشيل حنا الحاج

2015 / 6 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


قبل أيام قليلة ، عرضت قناة MBC2 فيلما أميركيا بعنوان "عازف البيانو" The Pianist. وبطل الفيلم هو شاب يعزف على البيانو ببراعة، لكنه ينتسب لأسرة يهودية تقيم في بولندا، وقد اضطهدها الألمان النازيون لدى احتلالهم بولندا ، و فرضوا على اليهود الانتقال من مساكنهم ليقيموا في "غيتو" معزول لليهود حيث عانوا كثيرا ولاقوا الكثير من الاضطهاد والعذاب.

ولست في معرض انكار معاناة اليهود على يد النازيين ، حيث لاقى مئات الآلاف منهم حتفهم ، وواجه من بقي حيا منهم الكثير من الذل والمعاناة والعذاب.

وعرض مثل هذا الفيلم الذي يستدر الكثير من العطف على اليهود، على شاشة عربية، قد يكون مقبولا في ظروف ساد فيها السلام بين العرب واليهود. أما أن تقوم قناة عربية تملكها دولة عربية بعرض (لأكثر من مرة واحدة)، فيلما كهذا يبرر ولو بشكل غير مباشر حق لجوء اليهود الى فلسطين هربا من الاضطهاد الذي عانوه، فهو أمر يتوجب التعليق والانتقاد ، نظرا لكونه قد عرض من قبل دولة عربية ما زالت، ولو رسميا، في حالة حرب مع اسرائيل ، وفي حالة تمنع فيها اسرائيل بالمقابل ، عرض أي فيلم يعرض معاناة العرب من اسرائيل، وخصوصا الفلسطينيين منهم.

دعوني أروي لكم مثلا على ذلك.

في عام 2002 قمت بانتاج انشودة وطنية تعرض لمعاناة الفلسطينيين ، وتصور الشهداء الذين يتساقطون تحت عجلات الدبابات الاسرئيلية ، أونتيجة رصاص جنودهم الذي لا يرحم امرأة أو شيخا أو طفلا فلسطينيا هب للتظاهر في انتفاضة تطالب بحقه في الوطن السليب.

عنوان الفيديو كان " تقدموا" ، وهو عنوان قصيدة الشاعر الراحل سميح القاسم. كلمات رائعة من ابرز ما خط الشاعر الكبير. وقد لحن انشودة تقدموا الموسيقار ماهر الحلو. وأنشدتها فيروز فلسطين والأردن الفنانة عايدة الأميركاني التي خصصت كل جهودها وحياتها لانتاج أغان وطنية ، ولم تفكر قط بغناء قصائد العشق والهيام . وتضمنت الأنشودة بعض الأبيات التي سجلها الشاعرالراحل لنا بصوته، بعد أن تكلف مشقة الحضور من الأراضي المحتلة ليجيء الى الاستوديو في عمان ويسجل بصوته القوي المؤثر بعض المقاطع منها,

وشاركنا بهذه الانشودة في مهرجان أقيم في القاهرة للأغاني بمافيه الأغنية الوطنية التي تخصصت بالقضية الفلسطينية وشعبها. وكان عنوان المهرجان "اوسكار الفيديو كليب" . وقد رعى الحفل يومئذ محمد صبيح ، سفير فلسطين لدى الجامعة العربية الذي سلمني تمثالا برونزيا مصغرا بصفتي منتج الشريط، كما سلم مثله للسيدة عايدة الأميركاني التي انشدت الكلمات المثيرة بصوتها المؤثر والرائع.

ولكن ما ذا حصل لهذا الشريط الذي قمت بانتاج عدة نسخ منه ارسلتها مجانا وبدون مقابل لعدة قنوات عربية بما فيها قناة فلسطين. وأنا لا أذكر أن أيا من القنوات العربية قامت بعرضه بما فيها قناة تلفزيون فلسطين. وعندما اتصلنا بالتلفزيون الفلسطيني مستفسرين عن الموعد المحدد لعرض أنشودة " تقدموا" ، قيل لنا بأنه لن يعرض. لماذا؟ تساءلنا ؟ فقيل لنا بأن اتفاقية "اوسلو" تتضمن بندا يحظر على تلفزيون فلسطين أن يعرض مواد تؤجج المشاعر الفلسطينية نتيجة الاضطهاد الاسرائيلي لهم... تصوروا.

فاذا كانت "اوسلو" وربما غيرها من اتفاقيات السلام مع الاسرائيليين، تحظر على الفلسطينيين وربما على كل القنوات العربية ، أن يعرضوا أشرطة أو برامج تندد بالظلم الاسرائيلي وتبرز معاناة الفلسطينيين ، وقد تؤجج مشاعرالعداء لليهود ، فلما نقوم نحن العرب بعرض افلام تعرض معاناة اليهود ، أينما كانت تلك المعاناة وسبها ، رغم استنكاري لكل معاناة لبني الانسان : عربيا كان أم يهوديا. فالظلم والاضطهاد للانسان مستنكر، سواء أرتكبه آخرون ضد اليهود ، او ارتكبه اليهود الاسرائيليون ضد العرب الفسطينيين.

ميشيل حنا الحاج
عضو في جمعية الدراسات الاستراتيجية الفلسطينية (Think Tank).
عضو في مجموعة (لا للتدخل الأميركي والغربي) في البلاد العربية.
عضو مستشار في المركز الأوروبي العربي لمكافحة الارهاب
عضو في ديوان أصدقاء المغرب.
عضو في رابطة الصداقة والأخوة اللبنانية المغربية.
عضو في رابطة الأخوة المغربية التونسية.
عضو في رابطة الكتاب الأردنيين...(الصفحة الرسمية)
عضو في منتدى فلسطين للفكر والرأي الحر
عضو في مجموعات أخرى عديدة.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ميشيل الحاج المشكل الأكبر السلطة الفلسطينية
أفنان القاسم ( 2015 / 6 / 19 - 19:18 )
رأيت فيلم عازف البيانو في باريس منذ عدة سنوات، ونحن لا يسعنا إلا أن نستنكر ما فعلته النازية بيهود بولونيا، لكن الموقعين على اتفاقيات استسلام أوسلو بمعنى السلطة الفلسطينية تحت الاحتلال يخضعون للاحتلال، فماذا تنتظر منهم بالله عليك، الانسانية في الاتجاهين تنتهي، وتصبح ما أنت فلسطيني إلا بالاسم، لماذا لم ترسل شريطك إلى القنوات الفرنسية ليجد طريقه بدون أقل صعوبة إلى المشاهدين مع ترجمة وحوارات حوله؟ أثمن كل الجهود التي قمت وتقوم بها.

اخر الافلام

.. لحظة إسقاط مسيرة إسرائيلية بعد استهدافها في أجواء جنوبي لبنا


.. كيف ستتعامل أمريكا مع إسرائيل حال رفضها مقترح وقف إطلاق النا




.. الشرطة تجر داعمات فلسطين من شعرهن وملابسهن باحتجاجات في ا?مر


.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا




.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا