الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر باريس : أهو مؤتمر لمحاربة -داعش- أم لإطالة عمره؟؟

عليان عليان

2015 / 6 / 18
الارهاب, الحرب والسلام


مؤتمر باريس : أهو مؤتمر لمحاربة "داعش" أم لإطالة عمره؟؟
بقلم : عليان عليان
من يدقق في مداولات مؤتمر التحالف المناهض لداعش في باريس الذي عقد في الثاني من شهر حزيران الجاري، وحضره حوالي 24 وزير خارجية ومسؤول في منظمات دولية ، وترأسه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، يكتشف بدون طول تدقيق وعناء ، أن الإدارة الأمريكية ليست معنية باجتثاث تنظيم داعش وإنهائه وأن ضرباتها الجوية لها لا تستهدف تدميرها، بل إبقائه تحت السيطرة بما يخدم ما يلي:
أولاً : مخطط تقسيم العراق إلى عدة أقاليم على أرضية طائفية وإثنية الذي أكد عليه مجدداً نائب الرئيس الأمريكي جوزف بايدن .
ثانياً :استمرار إزالة الحدود بين سورية والعراق لخلق سايكس بيكو جديدة في منطقة الهلال الخصيب توطئة لعمليات تفتيت أخرى في مختلف الوطن العربي.
ثالثاً : تفعيل الفتنة المذهبية والطائفية بين السنة والشيعة .
رابعاً : خلق توازنات بين قوى الإقليم في المنطقة تلعب الإدارة الأمريكية فيها دور المايسترو.
ومن يدقق في البيان الختامي للمؤتمر المذكور ومداولاته يسجل ما يلي :
أولاً : أن هنالك فصل متعمد بين وجود داعش في العراق ووجود "داعش" في سورية بهدف تسهيل مهمة " داعش " في إضعاف الجيش العربي السوري على أمل خائب بتغيير الجغرافية السياسية في سورية، ومن أجل إضعاف الجيش العراقي أيضا لتحقيق هدف تقسيم العراق.
وما يلفت الانتباه الموقف الاستعماري الفرنسي الذي عبر عنه وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس في المؤتمر- والذي يفصح عن توظيف القوى الاستعمارية لهذا التنظيم الارهابي في سورية - بشأن عدم تركيز الضربات الجوية على داعش في سورية ، حين أصر على فصل الساحة العراقية عن السورية، مخافة من أن يستفيد النظام السوري من الضربات الجوية !!!
ففي الوقت الذي تحدث فيه الأمريكان بشكل موارب عن إسقاط النظام القومي في سورية ، أصر الوفد الفرنسي بتحريض خليجي على أولوية إسقاط النظام في سوريا حتى لو أثر ذلك على الحرب ضد داعش الذي عقد مؤتمر باريس تحت عنوان محاربتها.
ثانياً : أن لا تغيير يذكر في إستراتيجية التحالف الأميركي للمحاربة المزعومة ضد "داعش" ، وستظل الحرب ضد "داعش" مقصورةً على الضربات الجوية التي لا تجتثه بل تبقيها تحت السيطرة ، ما يمكن الإدارة الأمريكية من المضي قدماً في تحقيق أهدافها في المنطقة.
ثالثاً : أن البيان الختامي اشترط ضمناً دعم الجيش العراق بإجراء تصحيح في المعادلة السياسية الطائفية ، ما يمكن الإدارة الأمريكية من زيادة التخريب في العراق الذي نجم عن احتلالها له عام 2003 ، علما ً أن المعادلة الطائفية الراهنة في العراق هي من صنع المندوب السامي الاستعماري الأمريكي " بول بريمر ".
رابعاً : تضمنت مداولات المؤتمر وضع فيتو أمريكي وغربي خليجي على إمكانية أن يقوم العراق بشراء أسلحة متطورة من روسيا ، تمكنه من توظيفها بشكل فاعل ضد " داعش " ، وذلك بذريعة العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بسبب موقفها من الأزمة الأوكرانية ، رغم أن العراق وقع عقوداً بشأن هذه الأسلحة مع روسيا ودفع ثمنها مسبقاً .
رابعاً : تضمن البيان الختامي خلاصات كاذبة وتزييف مكشوف لوقائع الميدان في سورية بصدد التصدي لتنظيم "داعش" الإرهابي وجاء فيه " أن النظام السوري لا قدرة له، ولا رغبة لديه في محاربة داعش " وفي ذلك تجاهل لحقيقة ساطعة سطوع الشمس ، في أن الجيش العربي السوري الذي يقاتل على مئات الجبهات ضد مجاميع الإرهاب في سورية ، لم يتوان لحظة واحدة عن شن آلاف الهجمات الجوية والبرية ضد إرهابيي داعش في محافظتي الرقة ودير الزور ، وأنه أوقف تمدده في دير الزور ويعمل على طرده من مختلف مناطق الريف الشمالي لمحافظة حلب .
خامساً : تجاهل البيان حقيقة الدور التركي في دعم داعش من خلال شراء النفط الذي تسرقه من حقول النفط السورية بأرخص الأسعار ، ومن خلال تسهيل مهمة الإرهابيين الذين يلتحقون "بداعش" بالمرور عبر الحدود والمطارات والموانئ التركية ، والذين تجاوز عددهم خلال عام ما يزيد عن 25 ألف إرهابي ، كما تجاهل دور دول الجوار في تسهيل مهمة دخول الإرهابيين عبر حدودها إلى كل من سورية والعراق .
سادساً : لم يأت البيان لا من قريب أو بعيد على ذكر جبهة النصرة " فرع تنظيم القاعدة في سورية " رغم أن كلتا الجماعتين الإرهابيتين تحملان ذات الفكر التكفيري المتطرف ، ما يعني استمرار أطراف التحالف الصهيوأميركي الرجعي في دعم " جبهة النصرة " علانيةً ضد النظام العروبي في سورية .
خلاصةً وفي ضوء مخرجات المؤتمر والوقائع الراهنة على الأرض، يمكن تسجيل ما يلي :
أولاً : بأن البيان الختامي للمؤتمر أسفر في التحليل النهائي عن مواقف وإجراءات تطيل عمر هذا التنظيم الارهابي في كل من سورية والعراق وعموم المنطقة خدمة للأهداف الأمريكية والغربية عموماً في كل من سورية والعراق.
ثانياً : أن الضربات الجوية الأمريكية لم تحقق أي إيذاء يذكر "لداعش" في الرقة وشرق سورية عموماً ، وأن الإدارة الأمريكية معنية ببقاء داعش قوية في شرق سورية لإضعاف الجيش السوري ، كما أنها لم تزود العراق بأي أسلحة متطورة لمهاجمة داعش .
فهذا التنظيم الارهابي المدعوم عملياً من قبل أدواتها في المنطقة ، تمدد – وتحت نظر طيرانها الحربي وأقمارها الصناعية - نحو الشرق واحتل الرمادي في العراق وتمدد نحو الغرب واحتل تدمر وسط سورية ، ويعمل على تحقيق اختراقات في ريف حلب الشمالي.
ثالثاً : أن هنالك تكامل مابين دور القوى الأطلسية ودور القوى الرجعية العربية والتركية في تسهيل مهمة داعش في كل من سورية والعراق بهدف تقسيم العراق وتغيير النظام القومي في سورية .
في ضوء ما تقدم نتطلع لمؤتمر للقوى المناهضة للمشروع الصهيو أميركي الرجعي التكفيري في سورية والعراق والوطن العربي عموماً ، يوفر أسس الصمود لسورية العروبة وللشعب العراقي للانتقال الاستراتيجي من الدفاع إلى الهجوم لإفشال المشروع الصهيو أميركي الرجعي ،ومن ثم قبر مجاميع الإرهاب في المنطقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المجر بقيادة أوربان تتسلم الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي..


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية.. التجمع الوطني: الإغواء الأخي




.. انتخابات فرنسا.. ماذا سيحدث إذا لم يحصل أحد على أغلبية مطلقة


.. مستقبل غزة في -جيوب إنسانية- .. ملامح -اليوم التالي- تتكشف




.. إسرائيل تعتزم بدء المرحلة الثالثة من الحرب على غزة خلال أيام