الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النازحون 4

ابراهيم الحريري

2015 / 6 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


النازحون ( 4 )
النازحون كقوة فاعلة , مؤثرة
طرح ختام الحلقة السابقة هذا السؤال : هل للنازحين دور ازاء قضيتهم ؟ و الأصح القول : كيف يمكن ان لا يكون للنازحين دور ازاء قضيتهم ؟ اليسوا هم الذين تم اجتثاثهم من بيوتهم و محلاتهم و اعمالهم ومدارسهم و جامعاتهم الخ... من كل مظاهر الحياة اليومية التي اعتادوا عليها و القي بهم الى المجهول ؟ اليسوا هم الذين جرى تحويلهم بوحشية , بكل مظاهرها التي لا تصدق ( الٍاغتصاب , الأسترقاق , الأبادة الى غير ذلك من بشاعات يطول تعدادها ) من قوة فاعلة, منتجة , مؤثرة في حياتهم و في حياة مجتمعاتهم الى كتلة هلاميية لا حول و لا قوة لها تعيش , مكرهة على المعونات , و هذا هو الأخطر , الذي سيترك تاثيره البالغ على النازحين حتى بعد عودتهم , و ربما لأجيال قادمة ؟
المسألة الملحة , الآن , هي هل يمكن اعادة تأهيل النازحين ليصبحوا , من جديد , و لو بقدر , قوة فاعلة مؤثرة في تحقيق هدفهم الأسمى : العودة ! و تحسين ظروف حياتهم حتى يتحقق لهم ذلك ؟
اجل ! ذلك ممكن و يتطلب الأمر من الجميع , منظمات المجتمع المدني , منظمات دولية , فضلا عن الحكومة الأتحادية و الحكومات المحلية و الأحزاب و الحركات السياسية المعنية حقا بشؤون النازحين , مساعدتهم على تحقيق هذا الأمر .
العودة ؟ اجل ! لكن ذلك يتطلب استعادة الأرض , المدن , و لا يمكن تحقيق ذلك الا بطرد داعش منها . هنا ايضا يمكن للنازحين ان يكون لهم دور , بدل الركون الى الياس أو انتظار ما سيفعله الآخرون من اجلهم . يمكن لذلك ان يخرجهم من حالة الأنتظار السلبي الى حالة المشاركة الفعالة في الأقتراب من تحقيق هدفهم , ما يمكن ان يشيع الأمل في نفوسهم . يمكن لمن هو قادر , الشباب خصوصا , ان ينضم الى التشكيلات المسلحة , الرسمية و الشعبية , التي تنشط في مناطقهم . و يمكن الآستشهاد بالفصائل المسلحة للأيزيدين و بفصائل اخرى جرى و يجري تشكيلها لمقاومة العصابات الهمجية و لدحرها , و يمكن الاستشهاد , ايضا , رغم اختلاف الظروف , بالتجربة البطولية لأكراد كوباني .
غني عن القول ان ذلك يتطلب ان تعمل هذه التشكيلات , خصوصا القيادات السياسية و العسكرية منها , على استعادة ثقة الناس بها , خصوصا النازحين , بعد ان خذلتهم , و تسببت , الى جانب عصابات داعش , فيما هم عليه الآن . ومن المؤسف ان بعض التجارب الأخيرة و ما يشاهده النازحون و غيرهم على الأرض من تخاذل و تردد القيادات السياسية / العسكرية , و تذبذبها , خصوصا السياسية ,التي تتجاذبها ضغوط مختلفة , احيانا متعارضة , لا تساعد على استعادة الثقة بها , بل تعمل على اشاعة البلبلة و التشوش و لا يساعد هذا الا عصابات داعش .
يمكن ,على الجانب الآخر , جانب حياة النازحين اليومية , بل يجب ان يكون للنازحين , للنشطاء الواعين خصوصا , دور هام في تنظيم شؤون حياتهم المختلفة . يتطلب ذلك , ان يبادر النازحون في مراكز تجمعاتهم الى تشكيل لجان تساعدهم على ادارة شؤوون حياتهم اليومية , و تمثلهم لدى الهيئات الرسمية و غير الرسمية , المحلية و الأتحادية و الدولية المعنية بشؤونهم (يتساءل المرء هل للنازحين دور اوتمثيل في الهيئة الوزارية الأتحادية التي يرأسها السيد المطلك ؟ )
و هل من قبيل المبالغة في الحلم ان تتجمع لجان المخيمات في مؤتمر يمثل مخيمات النزوح المختلفة ينبثق عنه اتحاد يمثلهم على مختلف الصعد ( او الصعدان كما اجتهد الراحل الصديق هادي العلوي من جملة احتهاداته اللُغوية ! ) و ان يشارك ممثلو هذا الأِتحاد في الوفود الرسمية لدى الجهات المانحة ؟ الا يكون هذا ادعى للأِعتقاد بصدقية هذه الوفود و احترامها , على الأَخص بعد ما اثير من شبهات طالت لجنة المطلكَ ؟
سيتساءل البعض : اليس هذا كثيراً ؟ شفكرك ؟ نعيش بالمخيمات الى ان نموت ؟
لا ! ليت العودة تتحقق " الآن , الآن و ليس غدا " ! لكن حتى لو تم ذلك الآن او في وقت قريب , و هو امر , مع الآسف , لا يبدو" قريبا جدا " ! اذا استعرنا لغة بعض دور العرض السينمائية ( الله يرحمها ! ) في الدعاية لعروصها القادمة . حتى لو تم ذلك ستظل قضية النازحين - وليس هذا من قبيل التشاؤم – بكل تعقيداتها و مضاعفاتها , ستظل قضية ماثلة , لسنوات , و ربما لعقود , قادمة .
--------------------------------------------

الحلقة القادمة " النازحون كقوة منتجة " !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر