الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أغرب فوضى في الأقتصاد العراقي

طاهر مسلم البكاء

2015 / 6 / 19
الادارة و الاقتصاد


الداخل الى السوق العراقي اليوم الجمعة يرى العجب ،ولو انه لم يتبقى شيئ يوصف بالعجيب في هذا البلد لكثرة المفارقات التي تحصل فيه، التجار وأسواق الصيرفة والمال في ذهول كبير والمواطن حائر خائر القوى مما تعرض ويتعرض له من مساومة على لقمة عيشه وابسط ممتلكاته وتصريحات نارية من اركان الدولة تستفز المواطن الذي من حقه ان يتسائل بالقول : أين كنتم ولماذا الآن ؟ .
استقر صرف الدينار مقابل الدولار لسنوات طويلة بعد أحداث العام 2003 ،ويكاد ان يكون الدينار قد استعاد ثقته لفترات ممتازة عندما ارادت الدولة ذلك ،ولكن ومنذ مطلع العام 2015 ابتدأ الدينار بالتذبذب والهبوط التدريجي البطئ فبدل ان كان مستقرا على 1190 للدولار الواحد ،اصبح مستمرا بالهبوط التدريجي حتى اجتاز حاجز 1350خلال خمسة اشهر ،ممايدل او يوحي بأن الدولة تريد ذلك وانها ممسكة بخيوط اللعبة ومحافظة على التغيير التدريجي البطئ ولكن الهبوط الى اين ، لاأحد يعرف ولكنه لم يستفز الناس رغم موت البلاد اقتصاديا ً حتى قفز الى أسوء هبوط يوم الثلاثاء 16/6/2015 حيث تجاوز حاجز 1400وبدى واضح للمتتبع وغير المتتبع انه سيصل 1500 حتما ً وبدأت التخمينات تبني على ذلك .
في نفس هذا الوقت تعرض كبار التجار الى هزة عنيفة وخسائر فادحة ،حيث انهم يشترون البضائع بالدولار ويبيعونها بالدينار ،و خرجت اللعبة عن كافة القوانين وضاع الهبوط التدريجي واصبح هبوطا ً حادا ً وبدأ المواطن العادي يحس وبسرعة انه يتعرض الى اكبر عملية تسويف تسرق مرتبه الشهري ومدخراته وممتلكاته على حد سواء ،وهكذا انطلق أول رد فعل على شكل تظاهرات لكبار التجار في منطقة جميلة الصناعية في بغداد ،وبدى يظهر احساس بوجود غضب شعبي داخلي بسبب ارتفاع البضائع وخاصة مع مطلع شهر رمضان .
في هذه اللحظة ظهرت الدولة بشكل مفاجئ لتظهر للمواطن العادي انها كانت نائمة ولاتدري ماذا يحدث في السوق ،ومايتعرض له الأقتصاد بصورة عامة ، وظهر مسؤوليها بشكل يشابه بطل الفيلم في الأفلام البوليسية ،عندما يظهر من وراء الغمام ليعيد الحق الى نصابه ويقتص ممن سماهم المتلاعبين والمضاربين !
وبمثل ما قفزالدينار الى هوة الهبوط ،بدى وكأنه يرتفع و يعيد مافقده دفعة واحدة فيرتفع مباشرة من سعر صرف فوق 1400 الى أقل من 1300 وهي قفزات تمثل خسائر كبرى لعامة الناس سواء تجار كبار أو صغار أومواطنين بسطاء .
وبدأت تظهر حقائق ما كان المواطن يعرفها مثل ان البنك حدد مبيعاته خلال تلك الفترة بمبلغ 75 مليون دولار يوميا ً بعد ان كانت 150 مليون سابقا ً وانه فرض ضرائب جديدة على تداول العملة ،وفيما كانت الصيرفة الأهلية والمستوردون يشترون بسعر الدولة الثابت فأنهم يبيعون الدولار بالسوق بالأسعار التي تعجبهم .
قيل الكثير فمما قيل ان الدولة بحاجة الى اكبر قدر من الدينار لسد احتياجاتها من الرواتب والمصروفات الأخرى، وان كل ماحصل هو مسرحية كبرى الخاسر فيها المواطن أولا ً والتاجر ثانيا ً ،وقيل ان هناك تآمر على اقتصاد البلاد من دول عدوة ...
هكذا التآمر حاضر مع كل فشل يحصل للسياسة وهو الشماعة التي نعلق عليها أخطائنا ،وقيل ان اسعار النفط تدنت ولكن الحقيقة ان العراق اليوم يعوض تدني الأسعار بزيادة كمية الأنتاج ،وقيل ان حرب تحرير البلاد من داعش أدت الى تضخم بالصرف على السلاح والعتاد ورواتب الجند ،ولكن تبقى الحقيقة الواضحة للعيان ان الدولة عندما ارادت تحسين صرف الدينار فقد حققت ذلك بين ليلة وضحاها مما يجعل أصابع الأتهام تتوجه نحوها لا الى غيرها ،اذا كانت بهذا القدر من التمكن أين كانت خلال الخمسة شهور الماضية !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - لميس الحديدي: محتاجين توسيع القاعدة الضريبية وأ


.. كلمة أخيرة - طرح مسودة أولية لوثيقة السياسة الضريبية للنقاش




.. بعد طرح مسودة أولية لوثيقة السياسة الضريبية 2030.. ماذا يريد


.. ما أهمية الانتخابات الأوروبية في ضوء تحديات الاقتصاد وأوكران




.. أسعار الذهب اليوم الأحد 09 يونيو 2024