الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مَنْ يستجدِي لا يُعطِي ...!!! .

مرتضى عصام الشريفي

2015 / 6 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


لننسى أنّ الأردن بلد محدود الدخل، والثروات، ولننسى أنّها تأخذ من العراق النفط مخفّضاً ما قيمته 300 ــ350 ألف برميل شهرياً، ولننسى المؤتمرات الطائفية التي عقدت في الأردن، ولننسى أنّ أغلب الفصائل البعثية مقرها، ومستقرها الأردن، ولننسى مظاهرات الدواعش في الأردن التي تندّد بنا أمام مرأى، ومسمع الحكومة الأردنية، لننسى كلّ هذا؛ لكونه غير مهم في ما نحن فيه، وليس لو بالغ الأثر على الواقع في العراق .
.
ولكن لنتذكر جيّداً أنّ الحدود الأردنية العراقية من جهة الأردن المحاذية للحدود السورية كانت منطقة عزل جوّي محمية دوليّاً، وكانت تمثل جيوبا، ومعاقل لــ "تنظيم القاعدة في العراق" لحشد تدفق المعدات العسكرية والمجندين الجدد؛ بحسب ما جاء في الوثائق السرية الأمريكية في شأن نظام الأسد، ولنتذكر جيّداً زيارات المسؤولين السّنة للأردن جمعاً، وفرادا، وقد ضمّت هذه السفرات أعلى قيادات السّنة، ورموزهم، وفي آخر زيارة ضمّت وفد رفيع المستوى(أسامة النجيفي، وسليم الجبوري، وصالح المطلك)، وهؤلاء اليوم يمثلون أقطاباً مهمّة في العملية السياسية، وتلتها زيارة لـ(سليم الجبوري) منفرداً، وبعدها حلّق لأمريكا .
.
ونحن تنذكر علينا أن نتساءل عن الدافع الذي دفع الملك عبد الله إلى اتخاذ قراره الأخير في مسألة تسليح العشائر السّنية، هل طلبت العشائر من الأردن السلاح ؟!، وهي تعلم ضعف الإمكانيات لدى الأردن؛ هل أحسّ الملك بالحظر المحدق بعد تفجير معبر طربيل، وأصبحت دولة الأردن على مرمى عصا عن هذا العدوّ الهمجي ؟! .
أم أنّ هناك أطراف دولية تقف خلف هذا القرار هي من تسلّح عبر الأردن؛ كي تدفع عن نفسها الوقوف مع طائفة من الشعب ضدّ أخرى، لاسيّما، وقد حدثتنا التقارير الدولية عن السلاح الذي تسرب إلى داعش من خلال تسليح أمريكا للمعارضة السورية، والنصرة، ولم يعلم أحد كيفية تسليم هذه الأسلحة لهذه القوى المعارضة للنظام السوري؛ ممّا يجعل الشكوك تحوم حولها .
.
ويبدو لي أنّ أمريكا اليوم قد أوجدت معبراً آخر لتسليح العشائر بصورة تبعدها عن المشهد، وهي تهدف إلى تأزيم، أو إدامة المعركة على وفق رؤيتها للأحداث في الشرق الأوسط؛ التي عرفت بها، وممّا يساعد على ذلك الجوّ الطائفي السائد في خضمّ هذه المعركة، والمتصاعد من أفواه السياسيين، ومن أفواه بعض السّنة المتصدّين للمشهد ممّن لهم صلات مشبوهة بدولٍ إقليمية .
.
وفي نظرة سياسية لا تحسن الظن بمن يحاول ادعاءً أنْ يحلّ الأزمة، ويخلّص العراق من داعش، والواقع لا يصدق دعواه .
تفرض هذه النظرة تساؤلات عن سرّ زيارة رؤساء القوى السّنية إلى الأردن، وعلاقتها بزيارة أمريكا التي عقبتها مباشرةً، ولا سيّما إنّ لغة هؤلاء الرؤساء تفضح ما يدور في خلدهم من مطالب، وبالتحديد ما يخصّ تسليح العشائر، فقد سمعناهم غير مرّة يطالبون الحكومة بتسليح العشائر، وإنْ لم تستجب الحكومة لمطلبهم هذا، فإنّهم لا يبقون مكتوفي الأيدي .
.
أكاد أجزم بأنّ ثمّة علاقة سرية وثيقة بين هذه الزيارات، وقرار ملك الأردن، وأمريكا التي تعدّ هي المحرّك الرئيسي، لهذه الزيارات، وهي الصادح الخفيّ بقرار الملك عبد الله؛ لأنّ من يستجدي لا يعطي .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف