الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين نحنُ منكِ؟!

مصطفى حمدان
كاتب وشاعر

(Mustafa Hamdan)

2015 / 6 / 20
الادب والفن


سبعة وستون عاماً
نكبةٌ واحدة ..عرّتنا مِن الوجود
نكسةٌ واحدة ..قذفَتْنا خارِج الحدود
ونِصْفَ قرنٍ مِن المقاومة
ورُبعَ قرنٍ مِن المساومة
وبيْنَ العام والعام
ينبُتُ على جُرحِنا
جملةً تُحَدِد مصيرنا
يأتي راهبٌ وبيديه حمامة
يدعوا للوفاق ..للوئام
وتارة يلبِسُ عمامة
يلعب في الوقت الضائع
بين الحرب والسلام
وبيْنَ الهُدنة والمعركة
تُولَدُ مؤامرة
تكثُرُ السماسرة
ويخطُفُ القضية
أبطال الأوسمة
يذهبوا بها إلى الطاولة ..للمُقامرة

سبعة وستون عاماً
كم على الأرض وقع مِن شهيد
كم أسيراً يُمضيّ عمره خلف قضبان الحديد
وخارِجَ الأرض
في المنافي
في الشتات
كم جاء مِن نسلنا مولودٌ وليد
وفي الموانئ
في المرافئ
نحمِلُ أمتِعتنا ..ووثائق
تدُلُ على هوِتنا
فنؤخَذ للمشانق
وكم مَن تاجَر بدمِنا
ومَن اشترى وباع
ورهن شرفه
لجيش الدِفاع
***
تتقلصُ الأرض
كصخرة تتفتت
تحت أقدام الغرباء
القادمين مِن العدّم
ونحن نتكاثر
وينبُتَ مِنا الكثير
ونزداد عدداً
وليس بعيداً عن الأرض
ربما بضعة أمتارٍ
أو خطوة قدّم
نأخُذ صوراً لمدننا مِن بعيد
ونسرِق شيئاً مِن هوائها ..مِن بعيد
ونجلِس على الضِفاف نبكي
لنحِسُ بلحظة ..الندّم
يا أيها المطرودون
المُقتلعون
النازحون
المُهَجَرون
اللاجئون
عن الأرض ..عن المكان ..عن الوطن
لا تبكوا كثيراً على ما مضى
ولا تبقوا حول الحدود سُدى
فإن أردتم الأرض
أوقفوا الرحيل بعيداً
واقترِبوا مِن الأرض
أكثر ..فأكثر
وقاوموا
وقاتلوا
وعلى ضِفاف النهر ..والحدود
انصبوا القامة
وعلِقوا أرواحكم على الشجر
واغسِلوا الأرض بدمائكم
فلا أرضٌ تتحرر مِن كثرة النِواح -- ولا ظلامٌ يطيل إلا ويأتي بعده الصباح
فقُم وازرَع قامتك على الحدود واحمل السلاح -- فالنصر لا يأتي إلا بتقديم القربان ..هي الأرواح
***
يا أرض ابعدينا وابتعِدي
لسنا مَن يحمِل راية المعركة
نفَذَ رصاصنا في حفلة الأعراس
في موكب شهيد
وسيفُنا الصدئ ما زال مغروساً في التراب
ينتظِر البطل القادِم مِن خلف السراب
وانكُثي عهدُكِ لنا
ولا تنتظري
فنحن ثمالا نشوة النصر ..ليس لمعركة
وانما لأغاني مطرب يبحث عن شهرة
لفدائي باع سلاحه في سوق النحاس
ليشتري مِن بائعات الليل ..لحظة شهوة
لقصيدة كتبَها شاعر
يسكُن باريس أو لندن
تحكي عن الشجاعة ..المقاومة ..عن الشهداء
كتبَها بعد ان انهى
شرب النبيذ ..وانتهت السهرة
يا أرض ابقي بين أحضان الغرباء
فنحن صنعنا أوطاناً غيرك
رفعنا راية ليست رايتك
وسلَمنا مفاتيح بيوتنا للأعداء

مصطفى حمدان
من ديوان (نافذة من المنفى)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف


.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس




.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في


.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب




.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_