الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قتلتك يا جلادي

عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .

2015 / 6 / 20
الادب والفن



أيها الجبار
أيها السفاح
يا من يوجه بوصلتي باسم المقدس
أيها الساكن في لجة روحي
قتلتك بدم بارد
وتركت عهرك تأكله النسور
كنت أخشاك
وأرتعد بلقياك
جزعا في كل صلاة
كسرة خبز في فمي
وقطرة ماء في جوفي
لطخت تعطشك للمعاناة
معاناتي أيها الجلاد
على محراب الجوع والألم
والصبر والنفاق
****
جلادي المسكين
صنمي اللعين
الذي يربض في السماء
كنسر عجوز حزين
قطرة ماء في شهر الألم
والحجز والبؤس والمعاناة
حطمت طريقي إليك
وانكسرت قرابيني وقلت لا عليك
هناك دمي ومعاناتي وصبري
وتجلدي وحزني
حطب سعادتك
في كهوف السماء
الصامتة المملة
جلادي المسكين
أنت لست لعبة
لا أريد جنة
مع السفاحين والقتلة
سوف أكون مع الشياطين البررة
يحرقنا التفكير ونعتصر في أحضان المنية
ونولد مرفوعي الرأس لا رؤوس منحنية
تتمتم سنن الولاء لأصنام منكسرة
تمص دماء الإنسان وترميه بلا شفقة
بلا كرامة يساوي حشرة
****
نسر السماء
الملمع بالسواد
نذير الشؤم
والموت والمنية الصماء
إسمع أيها العجوز
قل لزبانيتك ورسلك ومريديك
ومتملقيك إن كانوا يفهمونك
أنا رسول الأرض
رسول الإنسانية
أجلك قد حل
فلترمي عصاك المقدسة المدنسة
لكي تأكلها الديدان على بساط الأرض
قل لهم إن كانوا يفهمونك
أن يهدموا سفاراتهم
وليرحلوا
قل لهم
أن نبتة تنمو في أديم الأرض
اسمها الإنسان
تكبر في رحم الإله
تقتل صوت النعيق والأمر والنهي
والدم المهروق
والجسد المهدور
والرأس المقطوع
لطفل في عمر الزهور
قل لهم أيها الإله
أنك ألغيت الصوم والحرب والموت والمساجد
والخطب وأحييت الأطفال من القبور
وقل أنا الإنسان
حطموا بالعقل زنازين التحريض والهدر
والموت والمقدس
وليولد الإنسان في أحضان الأرض
أنا الإنسان، أنا الطبيعة، أنا الأرض
****
ها أنت تموت في أحضان الإنسان
قل للتاريخ : لقد مت لأنني المسؤول
عن حروب الأمم والشعوب
عن موت الحياة وقتل الأطفال وتحطيم البيوت
باسمي أنا الرب، أنا الإله
إله موسى ومحمد ويسوع
****
تساءل الإنسان في أحضان الرب :
خلقت للأكل والجنس والشراب
فلماذا الإمساك ؟
خلقت للإستفراغ
فلماذا الطهارة والاغتسال؟؟
أ أنا إله
كلي طهر وصفاء
يحيط بي سياج النقاء ؟؟
وعقدة الكمال
فلأنظر خلف السياج
فأرى الآخر خارج الصفاء
فأسميه بالشيطان
هناك أصير وحشا سفاحا
قاتلا باسم الإله
قاتل الإنسان الرابض في الكيان
****
جلادي
ما عدت منك
وما عدت مني
عدت أنا
وعدت أنت
عدت أنا الإنسان
وعدت أنت الإله
عدت أنا في الأرض
وعدت أنت في السماء
عدت أنا العقل
وعدت أنت الدين
والذي يجمعنا فراق لا لقاء
****
صوت الأمر والذنب الموهوم في كياني
خرجت عن دائرتي
واكتشفت بوصلتي وطريقي
ما عدت أنتمي للسفاحين
وقاطعي الرؤوس
وذابحي البشر
في المدن والصحاري
عدت أنا
أنا الضمير
ضمير الإنسانية
المسفوك والمذبوح
بأمر من السماء
عدت أنا الإنسان
يا جلادي الحزين !

عبد الله عنتار/ 19 يونيو 2015 - المغرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غادة عبد الرازق: الساحة الفنية المصرية لم تعد بنفس قوة الماض


.. الفنان درويش صيرفي.. ضيف صباح العربية




.. -بحب الاستعراض من صغري-.. غادة عبد الرازق تتحدث عن تجربتها ف


.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف




.. يسعدنى إقامة حفلاتى فى مصر.. كاظم الساهر يتحدث عن العاصمة ال