الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فضيحة تاريخية كبرى تزوير اسم الرئيس

جواد عادل

2005 / 10 / 7
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


حكى لنا التاريخ عن اختراقات امنية لمخابرات دولة معينة لدولة اخرى بان تزرع عملائها ووكلائها في اماكن حساسة باسماء وعناوين مزيفة, او ان اناس ينتحلون عن طريق الدجل شخصية دينية معينة تحت عنوان واسم كاذب بان يخدعوا بسطاء الناس كما هو الحال في حوزة النجف , او يكونوا على راس شركات ومؤسسات نافذة, ولكن لم يحدث في التاريخ ان تولى شخص ما رئاسة دولة او قيادة جيش او حتى منصب وزاري وهو غير معروف اصلا ويتبين فيما بعد انه ينتحل شخصية اخرى الا ان هذا حدث فعلا في عراق العجائب والغرائب حيث يتولى رئيس معين رئاسة الدولة وتبين فيما بعد ان اسمه وشخصيته هي شخصية اخرى ومرت القضية دون ان تثير استغراب احد او حتى مساءلة الذين وضعوه في المنصب وهم لا يعرفون اصلا اسمه الحقيقي فكيف حدث هذا واظنه لا يزال يحدث دون ان ينتبه اليه احد حتى من قبل الذين يزعمون انهم يملكون اقوى جهاز مخابرات في العالم والاغرب من ذلك ان هذا الشخص قد يرقى الى منصب اعلى على الرغم من اكتشاف جريمته
تم اكتشاف حالتين لحد الان وعلى مايبدو ان هناك حالات كثيرة من هذا النوع الحالة الاولى هي حالة عز الدين سليم عضو مجلس الحكم والذي تولى رئاسته الدورية وتبين فيما بعد ان اسمه عبد الزهرة محمد وليس عز الدين فكيف حدث هذا وهل ان الترشيح والوصول الى هذه المناصب بهذه السهولة ودون تدقيق ومن يرشح ومن يعين ومن ينخدع بهذه السهولة ولماذا غير اسمه دون ان يعلن ذلك ولماذا مرت هذه القضية وكان شيئا لم يكن وللعلم فان المذكور محسوب على التيارات الدينية التي تدور في فلك ايران
الحالة الثانية هي حالة وزير الداخلية الحالي والذي تولى منصب وزير الاسكان في فترة مجلس الحكم باسم بيان جبر وتبين بعد فترة ان اسمه الذي اصبح به وزيرا هو اسم غير حقيقي وان اسمه باقر صولاغ ولا احد يعرف لحد الان اي الاسمين هو المزور هل هو الاسم الاول او الاسم الثاني وعلى الارجح فان الاسم الثاني هو الاسم المزور لان الاسم الاول مدون في سجل المخابرات الايرانية والاغرب من ذلك ان هذا الشخص وبدلا من محاسبته على التزوير والانتحال فانه ترقى الى منصب اعلى وتولى منصب وزارة الداخلية وهي الوزارة التي من المفترض ان تطارد المزورين والمحتالين وايضا مرت هذه القضية دون ان تثير انتباه احد لا على المستوى الشعبي ولا على المستوى الرسمي او الحزبي وقضية توليه حقيبة الداخلية تمت بصفقة مشبوهة بين الامريكان وبين المجلس الاعلى للسرقات الاسلامية.
قد يزعم احد ان هذه الاسماء حركية فرضتها ظروف معارضة الناس لصدام حسين ولكن الحقيقة ان هؤلاء الاشخاص هم غير معروفين للناس بكلا الاسمين الا بعد سقوط صدام حسين
ان مايحز بالنفس حقا ان ترى هذه الحقائق في العراق وكانها امور طبيعية جدا ولو تحدثت الى اي شخص بها خارج العراق فلا يصدق ذلك ابدا فالشخص لا يحصل على وظيفة عامة عادية في اي بلد الا بعد تدقيق وتمحيص لان هذا الشخص سوف يمثل المصلحة العامة وينبغي ان يمثلها تمثيلا صادقا , صحيح ان هذه الحالات شائعة في العراق على مستوى الشخصيات الدينية فاغلبيتهم المطلقةهم من غير ابناء البلد ولااحد يعرف شيئا عن اصولهم وماهيتهم ولم يدقق احد في ذلك وان غالبيتهم قد دخل العراق دوم اذن رسمي من الحكومة العراقية وكما يقال باللغة الشعبية دخل "جفاتة" ولكن هذه الامور جديدة في العراق على مستوى الدولة.
ومما ادى الى تفاقم هذه الحالة هو نظام القوائم المعتمد في الانتخابات العراقية حيث لو تسال اي شخص انتخب قائمة الائتلاف العراقي من هو همام حمودي مثلا او السنيورة مريم الريس فانا اجزم تماما بانه لن يعرفهم لان احدا لم يسمع بهذه الاسماء حتى قبل اعلان الاسماء الفائزة اي بعد سقوط صدام بسنتين.
قد يتساءل البعض ما الذي ذكرك بهذه الامور وقد مضت عليها فترة ليست بالقصيرة والحقيقة انني انتبهت الى ان هذه الحالة شائعة جدا في اوساط المسؤولين الجدد في البرلمان ومسؤولي المحافظات في الوسط والجنوب ولاسماء عديدة جدا فعندما اسال عن شخصية المسؤول الفلاني من ابناء العشيرة التي ينتمي اليه فانه يقول انه لايعرف شيئا عنه ولايستطيع ان يقول اكثر من هذا لكي لا يتهم بانه ارهابي او حتى قد يصبح انه غير عراقي سعودي او سوري او غيرها من التهم الجاهزة في وقتنا الحاضر. وليس لهذا الامر الا احد تفسيرين وهي اما ان هؤلاء المسؤولين هم من نوع المغامرين الذين يدركون ان دورهم هذا دور مؤقت ينوي بعدها الهروب والاختفاء عن الانظار او ان لهؤلاء سجل رسمي لدى مخابرات دولة اجنبية وتغيير الاسماء يضيع الاثر في تتبعه
اننا نعلم ان القانون العراقي الجديد سمح بحيازة اكثر من جنسية ولكن يبدو ايضا انه سمح بفقرة غير معلنة عن تمتع الشخص باكثر من اسم ,اسم حقيقي لدى الجهة التي ارسلته واسماء حركية وهمية يضحك بها على الناس الغلابة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأثير مقتل رئيسي على المشهد السياسي في إيران| المسائية


.. محاكمة غيابية بفرنسا لمسؤولين بالنظام السوري بتهمة ارتكاب جر




.. الخطوط السعودية تعلن عن شراء 105 طائرات من إيرباص في أكبر -ص


.. مقتل 7 فلسطينيين في عملية للجيش الإسرائيلي بجنين| #الظهيرة




.. واشنطن: عدد من الدول والجهات قدمت عشرات الأطنان من المساعدات