الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة في غزة أم توطين للاجئين ؟؟!

عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)

2015 / 6 / 20
القضية الفلسطينية


منذ مدة تتناقل وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية والعالمية موضوع " دردشات " أو مفاوضات لحركة حماس مع الدولة الصهيونية من أجل إقامة كيان أو شبه دولة في غزة تقودها حماس مع فك للحصار وممر بحري ومطار، ويبدو أن استمرار الحصار الخانق بقيادة حماس وفتح وإسرائيل يهدف أساساً إلى قتل وتدمير روح المقاومة لدى سكان غزة من حيث المبدأ، بحيث تعيد الحركة الصهيونية مشاريعها القديمة إلى التداول على بساط البحث وحيز التطبيق.

عام 1955 طرحت الولايات المتحدة على عبد الناصر مشروع توطين لاجئي غزة في سيناء، وقد قوبل المشروع بالرفض من كافة اللاجئين والقوى الوطنية وحتى الإخوان المسلمين. خرجت غزة عن بكرة أبيها في مظاهرات حاشدة ضد التوطين ومارست قوات الأمن المصرية العنف بقسوة مع المتظاهرين، فسقط عدد من الشهداء وجرح عدد آخر، ونقل من تم القبض عليهم إلى سجون القاهرة !

ولم تفقد الصهيونية الأمل بتوطين لاجئي غزة فاعدوا إلى طرح المشروع بعد نكسة 1967 حيث أصبحت سيناء في قبضة الاحتلال الصهيوني ثم عادوا إلى طرحه في بدايات السبعينات وها هي الحياة تدب في مشروع توطين لاجئي غزة ضمن كيان أو إمارة أو شبه دولة ولكن هذه المرة بقيادة حماس !!!

القصة الكاملة لموضوع توطين اللاجئين في غزة تجدها عزيزي القاريء في موقع الإخوان المسلمين الرسمي:

http://www.ikhwanwiki.com/index.php?title=%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9_%D8%AA%D9%88%D8%B7%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%A6%D9%8A%D9%86_%D9%81%D9%8A_%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%A1

يشكل اللاجئون في قطاع غزة 70 % من السكان، بمعنى أن غالبية سكان القطاع هم لاجئون، وبالتالي فإن قيام أي كيان أو شبه دولة في غزة، سيحول آلياً جميع اللاجئين إلى مواطنين في هذه الدولة، وهو ما يعني أنهم لن يطالبوا بحقهم في العودة إلى فلسطين التاريخية التي هجروا منها بالقوة، وهو الحق الذي كفلته القوانين والقرارات الدولية خاصة قرار الأمم المتحدة رقم 194.

من هنا لا يمكن فصل إجراءات التقشف وتقليص الخدمات التي أعلنت عنها وكالة الغوث مؤخراً إلا في سياق ممارسة المزيد من الضغط على اللاجئين في غزة من أجل أن يقبلوا بأي حل مهما كان سيئاً حتى لو كان يؤدي ضمنياً إلى توطنيهم !

مؤامرات توطين اللاجئين في غزة لم تنتهي عام 1955، ولا في العام 1968، ولا في 1972، لكن يبدو أن العام 2015 سيشهد مؤامرة كبرى إن لم تتراجع حماس عن مفاوضاتها بهذا الخصوص !

سلطة أوسلو من جهتها ساهمت في محاولات لتوطين لاجئي غزة، من خلال إشراكهم في الانتخابات التشريعية، وهو أمر غير جائز قانونياً، إذ لا يحق للاجئين أن يقترعوا لتشكيل سلطة تشريعية في دولة هم بالأساس ضيوف طارئين عليها، فما بالنا عندما يشارك اللاجئون بقلة وعيهم وضعف قيادتهم الوطنية وغياب حالة ثقافية مشابهة لوعي الخمسينات في السلطة التنفيذية والسلطة القضائية ؟؟!

إن مشروع أوسلو لم يهدف إلى إنشاء دولة فلسطينية بقدر ما كان يهدف إلى إشراك اللاجئين في الانتخابات وبالتالي توطينهم من ناحية عملية !!!

لكن أغلب الظن أن اللاجئين في غزة غير قادرين على التظاهر أو الاحتجاج لإسقاط دولة غزة التي تخطط حماس لإقامتها، بوعي أو بدونه، فمؤامرة 9 سنوات حصار مع ثلاث حروب أنهكت الناس وأحزنتهم، ولا يلوح في الأفق وجود أي قيادة وطنية يمكنها أن تحرك المياه الراكدة. لكن من يدري ؟ ربما ينهض الغناء من بين الركام، فقضية اللاجئين هي لب وعصب القضية الفلسطينية برمتها !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي وتقديري رفيقي وصديقي عبدالله
غازي الصوراني ( 2015 / 6 / 21 - 15:13 )
وفي مواجهة الخطر المحدق بالوطن يتحالف النقيضان معاً (الشيوعيون والإخوان المسلمون) لأول مرة ضد النظام المصري وضد سياسة التوطين، واستطاعوا معاً قيادة الجماهير الغفيرة من أبناء القطاع (في المخيمات والقرى ومدينتي غزة وخانيونس) في مظاهرة عارمة لم يشهد لها القطاع مثيلاً في تاريخه وذلك في اليوم الأول من آذار سنة 1955، حيث كانت مشاعر الجماهير في حالة غليان حقيقي بعد قيام القوات الصهيونية بالإغارة على غزة قبل ذلك بيوم واحد في 28/فبراير/1955 وقتلت وجرحت أكثر من (65) من الجنود والمدنيين ، وقام المتظاهرون باحتلال كل المرافق الحكومية في القطاع (عسكرية ومدنية)، ولعب الشيوعيون دوراً بارزاً في قيادة الجماهير تحت شعار -لا توطين ولا إسكان يا عملاء الأمريكان- وانتخب المتظاهرون -اللجنة الوطنية العليا-. التي ضمت عناصر من الشيوعيين والإخوان المسلمين والمستقلين ، ولم تهدأ الجماهير إلا بعد حضور جمال عبد الناصر سراً يوم 12/3/1955 إلى غزة حيث ألقى كلمة في مدرسة الزهراء أكد فيها أنه لن يسكت على العدوان الإسرائيلي، كما تم الإعلان عن سقوط مشروع التوطين وقبره إلى الأبد.


2 - الشيوعيون و الاخوان
عبد المطلب العلمي ( 2015 / 6 / 21 - 20:10 )
استغرب الميل الى تصوير نضال الشيوعيين لدفن مشروع سيناء و كانه تحالف مع الاخوان.من كشف مؤامره التوطين هم الشيوعيين،و اصدروا منشورا يفضحه و يدعو الى مقاومته،اين كان الاخوان؟من نظم المظاهرات و كتب شعاراتها(كتبوا مشروع سيناء بالحبر و سنمحوه بالدم،لا توطين لا اسكان يا عملاء الامريكان)من قاد المظاهرات و من سقط شهيدا و من هم الشهداء هل حسني بلال كان اخوانيا؟من هم الجرحى ؟من هم المعتقلين.من هجم على مدارس الوكاله طالبا رؤوس الشيوعيين من المعلمين و الطلاب؟اليسوا المسلمين؟
ام ان لان حماس تتحكم بغزه اليوم يجب الاشاره الى دور ما للاخوان.
الشيوعيون هم من هندسوا و فجروا انتفاضه مارس التاريخيه و دمائهم هي الدماء التي صبغت شوارع و حواري و مخيمات القطاع.و اي كلام غير هذا هو ترزق على دماء اؤلك الابطال.


3 - الرفيق العزيز غازي أبو جمال
عبدالله أبو شرخ ( 2015 / 6 / 21 - 22:35 )
شكرا لكرم مرورك .. في الحقيقة أن قضية اللاجئين مغيبة تماماً عن المسرح بعد قيام سلطة أوسلو التي لم تقم إلا لغرض توطين لاجئي غزة والضفة .. حتى لو بقيت وحيداً فسأظل أفضح مؤامرات التوطين تحت مسميات سلطة أو دولة .. دمت بود


4 - رد إلى السيد عبد المطلب العلمي
عبدالله أبو شرخ ( 2015 / 6 / 21 - 22:39 )
إن مشاركة الإخوان في مظاهرات إسقاط التوطين لا تنفي الدور القيادي للشيوعيين كما أوضح الأستاذ غازي .. لكن ألم ينكل النظام الناصري بالشيوعيين والإخوان على حد سواء ؟؟؟ عموما يبدو أن قولك ( لأن حماس تحكم غزة اليوم لابد من الإشارة لدور للإخوان ) قول غير سديد وتصيد في الماء العكر .. لو تابعت هذا المقال لعرفت أكثر عن كاتب المقال !!

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=463100

اخر الافلام

.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا


.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا




.. الاحتلال الإسرائيلي يقصف المدنيين شرقي وغربي مدينة رفح


.. كيف تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية عرض بايدن لمقترح وقف حر




.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا