الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما الحل بعد التوقيع على القدر بالأقدام (بالأرجل)؟

علي سيدو رشو

2015 / 6 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


في إحدى الحروب التي استمرت طويلا وبعد أن فقد المقاتلين الامل في الجدوى من الاستمرار، أتفق الجنود على الهروب الجماعي. وعندما استمر قائدهم في شحذ الهمم والتلويح بالنصر، نهض أحد القادة وقال للقائد العام: سيدي القائد إن الجنور وقعوا باقدامهم على عدم جدوى الاستمرار في هذه الحرب وأنهم هربوا بشكل جماعي بعد أن فقدوا الثقة بالنصر. ففي سابقة قد تكون الفريدة من نوعها وفي حجمها ومغزاها عندما أقدمت مجموعات يتجاوز اعدادهم الخمسة عشر الف ضحية في مخيمات تركيا للنازحين الايزيديين عندما قرروا بأنهم سيتجاوزون الحدود التركية باتجاه أوربا بعد أن ضاقت بهم السبل وفقدوا الأمل في العيش والمستقبل والحياة. فالحياة هي ليست فقط متطلبات الأكل والشرب والمعيشة اليومية فوق سطح هذا الكوكب الذي بدا يلف بحبله على رقبة عامة الناس في ظل هذا التوتر الدولي والاقليمي.
فمعاناة عامة العراقيين أصبحت لا تطاق ولكن معاناة الايزيديين فاقت التصورات والخيال بعدما فقدوا الأرض والعرض والمستقبل ولم تكن معاناتهم كمعاناة باقي العراقيين بسبب ما تعرضوا له من ظلم وجور واستعباد وخرق القيم الانسانية والاعراف الخلقية ومباديء القانون الوضعي والالهي. ورغم المناشدات والمظاهرات واللقاءات والأتصالات، إلا أنه لم تقم الجهات الدولية باية معالجة لواقعهم ولا يبدوا في الافق اية مظاهر للمعالجة المستقبلية مما يجعل من جميع الايزيديين في العراق على أنهم سيتركون وطنهم ويلجأون إلى أوربا ليس حبا بالهجرة وترك اوطانهم ولكن لضرورات قد يكونوا فيها على صواب.
النازحين في تركيا حسب القانون الدولي يجب أن يحسبوا على انهم لاجئين لأنهم تخطوا الحدود الدولية العراقية تحت الضغط والتهديد، ولكن لتركيا وضع خاص وقانون خاص بها في هذا الشأن بحيث لا يشمل ذلك القانون واقع حال الايزيديين وهم كنازحين في تركيا محرومين من حقوقهم في العراق أيضاً وكذلك ليس لهم حقوق في تركيا. وبناء على الواقع على الأرض قامت مجموعات من النشطاء الايزيديين في تلك المخيمات بتقديم مبادرة انسانية لانقاذ ما تبقى منهم والهجرة لأوربا بشكل رسمي وبعلم الجهات الدولية عبر مناشدات متعددة دون أن تسمعهم اية جهة منهم. وعلى ما يبدو فإن ذلك هو الآخر لم يتحقق عبر الطرق التي تأملوا منها وبالتالي فإنهم قرروا التوقيع على حياتهم باقدامهم (بأرجلهم)، وترك الديار التركية باتجاه اوربا متحملين العواقب مهما كانت نتائجها. وبما أن الموضوع لا يخلو من عنصر المخاطرة لوجود الاف النساء والاطفال والمرضى والمسنين والمعاقين وبهذا العدد الضخم، عليه فإننا نرى بأنه من الواجب الاخلاقي أن تقوم الجهات الدولية بأخذ هذه المشكلة بنظر الاعتبار وتتصرف معها على محمل الجد والاهتمام بها كمشكلة انسانية تخص شريحة بذاتها عانت الكثير الذي يعجز اللسان عن وصفه.
عندما يعجز الانسان عن ايجاد الحلول لمشاكله فإنه يبحث عن وسائل انتحارية وفي نظري فإن هؤلاء المساكين قد وقعوا باقدامهم على الانتحار بسبب ظروفهم ووصولهم لنقطة لا يمكن معها الاستمرار في الحياة اكثر. وهنا لا بد من المجتمع الدولي ومنظمات الامم المتحدة من ان تقوم بواجبها الاخلاقي قبل الانساني. وإن بقى الوضع على حاله ولم تبدي الجهات الدولية الاهتمام المطلوب بالموضوع قبل فوات الاوان، فإن ذلك سيسجل وخزاً في ضمير الانسانية وعاراً عليه. وبذلك أقترح:
أن تقوم لجان من المفوضية السامية لحقوق الانسان بمقابلة ممثلين عن النازحين في تركيا على وجه السرعة من جهة، ومن الجهة الاخرى وبالتوازي مع ذلك الاتصال بالدول الاوربية لايجاد حل لمشكلة هؤلاء النازحين وإنهاء محنتهم لأنهم غير آبهين بما سيحصل لهم لأنهم فقدوا الأمل في كل شيء.

علي سيدو رشو
المانيا في 22/6/2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب غزة..احتجاجات جامعات أميركية | #غرفة_الأخبار


.. مساعدات بمليار يورو.. هل تدفع أوروبا لتوطين السوريين في لبنا




.. طيران الاحتلال يقصف عددا من المنازل في رفح بقطاع غزة


.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و




.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا