الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسلحة الدمار الشامل العراقيه موجوده لكن الفطرسة الامريكية لم تراها.

اثير حداد

2015 / 6 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



اسلحة الدمار الشامل العراقيه موجوده

لكن الفطرسة الامريكية لم تراها.

اثيــــــــــــــــــــــر حــــــــــــــــــداد

# ما الذي كشفته احداث ما بعد 9/4/2003 ؟ يحاول مغرمي الاستبداد توصيف الشعب العراقي بان صدام حسين كان غطاء "السبتتنك" لتبرير كل اعمال الهدم التي تمت للدولة العراقية، وتحديدا المواطنة ، في المرحلة التي سبقت التاريخ المشار اليه. ويشاركهم في ذلك بعض من القادة السياسيين لمرحلة ما بعد ذلك التاريخ مرحلة التي اسميها " الديموقراطية – المؤمنة " بكل ما تحتويه تلك التسمية من تناقضات هائله الى درجة عدم امكانية تلاقيهما اطلاقا فأنحرت هذه المرحلة بصندوق الانتخابات. وتناسى الجميع ان النظام السابق كان يشجع الانجاب من اجل جنود شهداء في حروبه العبثيه تحت شعار الدفاع عن الوطن الذي في حقيقته دفاع عن رأس النظام . وتناسى الجميع ان هذا الشعب اكل مسحوق نوى التمر على انه خبز، ولبس الاستاذ الجامعي الجوراب المنخور ، ولبست الموظفة الجبة على اساس انها حجاب اسلامي لكنها كانت قناع لاخفاء الفقر . وتوسد المثقف ارصفة الشوارع ليبيع مكونات ثقافته لمشتري يتباها باقتناء كتاب وأرغم الشاعر ان يكتب قصيدة مدح للقائد من اجل شراء دواء لطفله المريض , ولن اطيل في هذه المرثيه التوصيفية ، لان ما يهمني هنا مرثية الوطن أو ماأسميته كعنوان اسلحة الدمار الشامل, ودعوني هنا اضيف للعنوان ليصبح " اسلحة الدمار الشامل لانهاء الوطن" .
تأكل مفهوم السيادة لدى الوعي العراقي منذ تحول الدولة من دولة المواطنة الى الدولة الاستبدادية, ومن مرحلة الحزب القائد الى العائلة القائده بلقب حزب البعث. عندما ابتلع حزب البعث الدوله في داخله ومن ثم اختزل صدام حسين كل ذلك في شخصه, فأصبح صدام ممثلا للشعب والأمه والمستقبل، يقرر هو من هو المواطن الصالح والطالح.
ومنذعام 1991 مر العراق بتقسيم خطوط العرض التي لا يمتلك فيها صدام حسين ايه سلطة اطلاقا، وتهشم عمليا مفهوم السيادة الوطنيه، الا انه بقي في الظاهر عبر الخطب الرنانه والتباهي المتعجرف والمبالغه بالامكانيات واصبح استيراد قلم الرصاص بموافقه قوات التحالف. فتأكل مفهوم السيادة في وعي الفرد العراقي واصبح يرتكز على عبادة الفرد الذي هو صدام حسين عبر شبكة واسعة من المدح الاعلامي والثقافي ومهرجانات توزيع الهبات من بيت المال الصدامي تحديدا. هذا من جهة, ومن الجهة الاخرى كانت قوات التحالف تظهر كأنها مصدر اطعام للشعب عبر ما سمي " البطاقة التموينيه " التي يحتسب فيها ما ياكله الفرد العراقي فقط لا غير. وهنا غاب عن الوعي العراقي دوره وامكانياته وحرياته الشخصيه التي ارتهنت بالكامل لدى صدام حسين اولا ثم الى مقررات الامم المتحده تحت الباب السابع .
اما قوى المعارضه، والتي هي اصلا في الخارج، فقد كانت منقسمة في الموقف من الحصار الاقتصادي. فاغلبها كان يرى ان الحصار الاقتصادي هو عامل اساسي في اضعاف صدام حسين، وبالتالي تمكينهم من ازاحة صدام حسين و تحل محله.
ان مفهوم السيادة، لدى العراقي والقوى السياسية العراقية المعارضه، اصبح مفهوم " باهت " ، مما ادى الى قبول التدخل في الشؤون الداخلية بتبرير المساعدة . وامتد هذا المفهوم الى يومنا الحالي عام 2015. فرئيس الوزراء العراقي يشكر ايران لانها تساعد في دحر داعش مع ان ايران صرحت بانها تحارب الارهاب لمصلحتها القوميه ولن تدعه يقترب من حدودها الدوليه، فلماذا يشكرها رئيس وزرائنا؟ فايران لا تقوم بذلك لصالح الوطن العراقي كما صرحت هي، بل لصالح دولتها.
عندما جاء الامريكان، وجلبوا معهم كل الغطرسه, رغم انهم لم يقرأوا لا كتاب حنا بطاطو ولا علي الوردي ولا النقاش عن العراق. فقد اخبرني بروفسور هولندي ان الامريكان وقبل اجتياحهم العراق عام 2003 طلبوا منه معلومات عن تركيبة المجتمع العراقي فقال لهم: ستجتاحون العراق ولا تعرفون الفرق بين الاغا الكردي وشيخ العشيرة الجنوبي؟
ان تاكل الوعي هذا وتحديدا تاكل مفهوم السياده في الادراك السياسي للنخب مهد الطريق امام ظهور دويلات طائفيه وعرقيه ودينيه. كما ان صعود الاسلام السياسي، او الكهنوت السياسي، جاء معه او استدعى معه كل الحمل الثقافي والتاريخي من فتن وصراعات يعاد انتاجها في كل مناسبة واخرى منذ اجتماع السقيفة لحد يومنا الحالي. حتى بتنا وطن بلا سقيفه.
ان الكتل السياسيه العراقيه لا تختلف عن ما سبقتها من تنظيمات فهي تسلطيه استبداديه وراثيه . فلم تعقد اي منها مؤتمرا عاما تشارك فيه القاعدة في اتخاذ القرار ولا انتخاب القيادة وكل ما مطلوب من القاعده هو الاصغاء والتطبيق والهتاف في نهاية اللقاء, كما في لقاءات الاربعاء والجمعة .
اننا نعيش حاله أو ظاهرة خلقها العقل السلفي الماضوي الفقير للأبداع، لا يجيد سوى اجترار الماضي ومن اجل اعادة انتاج الخلافه وان كان مختلف بالشكل فقط، عبر تنظيمات الوراثه.
ان اسلحة الدمار الشامل العراقية الان، تهدد كل مستقبل العراق كوطن للجميع، وطن العدالة الاجتماعيه، ما لم نعتبر صفحة اجتماع السقيفة صفحة طويت. واننا نبني سقيفة للوطن عبر :
1-اصلاح تعليمي وثقافي شامل لكل اركان الفكر والوعي الفردي والمجتمعي، يتناول الجوهر وليس القشور. وأن المواطنة ليس حكرا على فئة معينه ، فكل الاشخاص مواطنين صالحين ما لم يثبت العكس.
2-اعتماد الكفاءة وليس الولاء في قيادة المناصب العامة .
3- تنمية اقتصادية شامله وليس ترديد عبارات مخادعه في زيادة الدخل، لان زيادة الدخل في العراق متأتي اصلا من زيادة انتاج النفط أو زيادة اسعاره .
4- بناء مجتمع مدني قوي واعي لمهامه ودوره ومكانته في المجتمع.
5- أن العراق قد تحول من دولة قويه ومجتمع مدني ضعيف زمن البعث، الى دولة ضعيفة ومجتمع مدني ضعيف. يتوجب الاستفاده من تلك الظاهرة عبر دراسات اكاديميه جاده وعبر الاستفادة من التجربة الكورية الجنوبيه واليابانيه والالمانيه بعد الحرب العالمية الثانيه .
ان وطن شعب بلا شعور ووعي بالسيادة يمكن احتلاله بجيش من الطهاة . فلا وعي بالسيادة هو اخطر اسلحة الدمار الشامل للذات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم