الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رامسفيلد بالأمس زادة اليوم

حيدر علي

2003 / 1 / 4
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


في عام 1983 التقى رامسفيلد  بصدام حسين،،،، خبر عادي جدا لولا هذه الظروف لمر، دون أي تداعيات محتملة سواء للجهة التي أخرجت الخبر ، أو للمتلقي ففي كل يوم يلتقي الرؤساء مبعوثين امرييكين ، وليس في الأمر جديد لكن أن يلتقي عدوان لدودان في فترة ما يثير اللقاء الكثير من التساؤلات التي تتطلب إجابة وان  تكن الإجابة يكتنفها بعض الإدغام أحيانا ، فصدام حسين وكما هو معلن حامل لواء المواجهة مع أمريكا ، ورامسفيلد كما تدعي أمريكا هو رسول أو ممثل إرادة الخير في العالم اليوم ولا نأتي بجديد إذا قلنا انه يتحرك بالوحي ، الذي يسير خطى أمريكا لتغيير العالم وجعله فردوس للحرية والديمقراطية ،، خالي من الديكتاتوريات ،، أن الدور الأمريكي في دعم صدام حسين في تلك الفترة تجاوز حدود لقاء عادي والعودة إلى محضر ذلك اللقاء يكشف لنا مدى عمق الهاوية التي تسير إليها قوى المعارضة وتحاول دفع العراق  إليها , فأمريكا في ذلك الوقت وحسب محاضر اللقاء كانت على علم كامل باستخدام صدام حسين للأسلحة الكيماوية وهي سعت  في ذلك الوقت إلى تزويده بجراثيم المميتة كالانثراكسس   وغيرها بل الأكثر من ذلك لم تحرك أمريكا ساكنا تجاه ضرب حلبجه بالكيماوي ،، والحجة المعروفة إن مصالح أمريكا تتطلب ذلك جاهزة في كل وقت ،، ولنا أن نتساءل بعمق أكثر حول الدور الأمريكي في نفخ صورة صدام حسين وإظهاره بصورة البطل القومي الذي سيحقق آمال العرب في القضاء على إسرائيل وتلميع الصورة أكثر بجعله أسطورة قل أن تتكرر في العالم العربي ، صورة البطل الذي يحمل آمال أمته ويحقق أحلامها على الرغم من تكالب الأعداء عليه ، ورسمها وفق صيغة فلسفية تدغدغ المشاعر الحسية للجماهير المحبطة أساسا من الهزائم والانتكاسات والتجارب الفاشلة ،تعكس هذه الصورة براعة المخيلة الأمريكية في رسم الأدوار للساسة والحكام في المنطقة  من  جهة وعمق الخديعة التي يمارسها الحكام بانتهازية واضحة، والبعد الشاسع بين طموحات الجماهير المغلوبة على أمرها في المنطقة ، فاغلب الحكام يمارس الدور المرسوم له بدقة وحرفية بالغة تخفي في طياتها تعقيدات الأدوار المنوطة بهم على الرغم من انكشاف الخيوط الخفية التي تحركهم ,من هنا يفهم حقيقة الدور الذي مارسه خليل زادة في اجتماع المعارضة الأخير ،ونفهم لما أرادت أمريكا أن تجتمع هذه الفئات وتخرج بذلك الإعلان المهلهل الذي لم يأتي بجديد سوى ترديد الطرح الأمريكي عن عراق فدرالي متعدد القوميات والاتجاهات ومتسامح منزوع السلاح مسالم لا يهدد الأمن القومي الأمريكي ،،،،، الخ  من التوصيفان وعلى اعتبار ماذا يريد  المواطن أكثر من الأكل  والنوم والعيش،،،، [الحاجات البايلوجية] فقط ،، لكن بلهجة عراقية  فالأدوار مرسومة بدقة وأمريكا لها رجالها كما قالها زادة في المؤتمر بان الحكومة القادمة لن تكون من المجتمعين الحاليين ،، فما عليهم فعله هو الاجتماع للظهور أمام وسائل  الأعلام كصف واحدة أو أرادة أمريكية حقيقية للتغيير القادم ، وبالتأكيد انه سيكون صيغة ديكتاتورية جديدة على الرغم من ترديدهم وتأكيدهم  على الديمقراطية على اعتبار إنها مر محتوم في الحالة العراقية الآنية ، فاغلب من حضر المؤتمر بعيد جدا عنها من حيث الانتماء ومن حيث الطبيعية البنيوية للحركة التي يمثلها فلا الأحزاب الدينية كانت ديمقراطية في يوم من الأيام ولا الأحزاب العشائرية ، ومن العجب إن اسم بعض الأحزاب هو اسم قبيلة فلا اعرف كيف لقبيلة إن تمثل اتجاه سياسي أو أيدلوجي سوى إنها تمثل وحدة اقتصادية تجاوزها الزمن وما عاد لها وجود إلا في النظم الديكتاتورية التي تستند على العشائرية في بنائها وما أكثرها في الشرق الأوسط ،،  إذا أن اغلب هذه الفئات التي التقت كي تقرر مصير العراق وفق بناء برجوازي  هي في الأساس لا تمتلك   مقومات هذا البناء ولا تستطيع أن ترسخ أي مفهوم يؤدي إلى حدوث معجزة الديمقراطية وكما يقول المثل فاقد الشيء لا يعطيه ، فمن سيمنح الديمقراطية، فالديمقراطية البرجوازية لها أسسها وضروراتها التي تقوم عليها ولا تقوم على فقد نستطيع بناء قصور في الهواء لملايين الجياع في العراق ولكن لتلبية مطالبهم الآنية هو شيء لا تستطيع مواجهته تلك القوى التي هي بعيدة كل ابعد عنهم ،، فماذا فعلت الأحزاب الكردية في شمال العراق على الرغم من تشدق الطالباني والبر زاني [ أرجو ملاحظة البناء العشائري في الاسمين ] أقول أين هي الديمقراطية وهناك الكثيرين من أبناء الشعب الكردي يعاني الويل من الفاقة والحرمان  على الرغم من عائدات النفط وكذلك الترانزيت والتهريب التي تدخل إلى جيوب الزعيمين مباشرة والمنتفعين حولهما وكذلك  رجالات امنهما , وعلى الطرف الآخر يتربع ألجلبي باتهامات بالاختلاس من البنوك الأردنية تصل إلى 200 مليون دولار ولا زالت قضيته تنظر في المحاكم الأردنية ،، أما أتباع المؤسسة الدينية فحدث ولا حرج عن مطالبهم بعائدات المزارات وغيرها عبر استقلال الحوزات ،،  بالديمقراطية ليست بناء جاهز يؤتى به بل هي فلسفة حياتية لها مقوماتها الاقتصادية والاجتماعية أي بعبارة أخرى لها شروطها الموضوعية التي يجب توفرها ، فالعراق غنيمة مغرية لأي سلطة تحكمه وليس من السهل أن نقول ديمقراطية في وقت يشير منحى الإحداث فيه إلى ديكتاتورية عفنة متجددة ، أما القائل بالنموذج الأفغاني فهو ليس أكثر من  ديمقراطية شيوخ القبائل أو لويا جركا  كما يسمى ولا يعدوا كونه تحالف قبلي لحكم أفغانستان تحت مظلة أمريكية في وضع لا يستطيع فيه رئيس الحكومة نفسه الخروج خارج كابل ،،                                                        
إن التخطيط الأمريكي بارع  حقا وهوليود تمتلك قدرة خيال واسعة وتستطيع أن تلمع النموذج الذي تريده ووفرة مخرجين مذهلة ,,, فرامسفيلد بالأمس وزادة اليوم والكومبارس جاهز وتحت الطلب والأبواق متوفرة ولم يبقى ألا  الأستوديو وسوف  يجهز عن قريب ،،،،،


 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تطلق حملة ضد -الجنائية الدولية- |#غرفة_الأخبار


.. خطوات سريعة لملء الفراغ السياسي بعد رحيل رئيسي | #غرفة_الأخب




.. التطبيع بين السعودية وإسرائيل.. تقدّم يهدده رفض نتنياهو | #غ


.. شاهد | العثور على خاتم الرئيس الإيراني الراحل مكان تحطم مروح




.. مراسل الجزيرة يرصد إجراءات دخول قوافل المساعدات إلى قطاع غزة