الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صباحاً، يفضُّ الإلهُ المظاريفَ

ناصر ثابت

2015 / 6 / 22
الادب والفن


صباحاً، يفضُّ الإلهُ المظاريفَ.
شعر ناصر ثابت

صباحاً،
يفضُّ الإلهُ المظاريفَ
يفتحُها.. ويقدِّمُها للوجودِ بكل الجمالِ الذي في الحياة.
صباحاً، يفضُّ الإلهُ المظاريفَ،
شيئاً فشيئاً
أرى بقعةَ الضوءِ في النافذة
أحرِّك جِلدَ الستائرِ
أقرأ سيرةَ هذا الزجاج
وأغرفُ بعض الهواءِ من العالمِ الخارجي.

صباحاً أحاولُ أن ألمسَ الهمس حين يزخُّ عليَّ من الشجرِ اللولبي
أحاول أن أتمرنَ كيف أردُّ على صورةِ الريحِ
أن أفتحَ الصدر للوهم، أن أتدرج في رغبات الحُلُم.

صباحاً أُعدُّ القصيدة للإنسيابِ، كأنَّ الحنينَ سيحملُني في المسافاتِ بين الهوى والفضاء. أقبِّلُ هذا الجمالَ بشيءٍ من الإنبهارِ، أعلِّق هذي الرؤى في مكان قصي على درجاتِ الأمل. وأسمعُ إسميَ ينطقه الزيزفون، ويحمله الآثمون، ويسقطُ في سلةٍ تتباهى بتفاحها المخملي.
صباحاً أردُّ على القادمين من الحلم الصعبِ، أسمعُ صوت الغناء الرحيبِ المعلق في جبل الأمنياتِ، أصفُّ العواطفَ صفّاً على ضفةِ النهرِ، أسرفُ في قلقٍ لا يليق بقلبي، وأسرقُ رؤياي من حيرةٍ في السماء.
صباحاً أعيد المدى للهواية بين صفوف الهواءِ، أقولُ: "لأن الوجود مدينتنا الواحدة، لأن الوجود مدينتنا الفاخرة، سأثقبُ ظل المدينة بالسيف، حتى أصير إلهاً."
صباحاً أرمم أغنيتي في تفاصيلها وأجوبُ الوجودَ الخطير، أعد الكلام لينزل عن عرشه، وأدوِّنه في كتابِ البساطة.
صباحاً أمارسُ كل الخيارات، أشربُ من قهوتي، وادلل إمرأتي، وأعيد التفاصيل للروح، أشرح وجه الجروح وأخذل ذاكرتي وأمارس فكرَ التناسي اللذيذ.
صباحاً أرد المقادير للسِّحْرِ، أشرح أحزاني المستحيلةَ للنار، أختار ذكرى الطفولة، أنوي: "بلفظٍ بسيط سخيفٍ سأصفع وجه الورق." وأنساه حتى يصير مغامرةً في الحلم.
صباحاً أرتِّلُ شعري في الأبد الحيِّ، أقرأ بعض القصائد في حضرة النورِ، أشربُ من قهوة للحضورِ، أرى ما يراه الحزانى، وأسمعُ قلب الملائكة الكاذبين، يعيدون سرد الحديثِ الخبيث عن الشمسِ، يفتعلون الخلافات بين الكواكبِ عندِ سطورِ الهواءِ الندي.
صباحاً أحمِّل قلبي في سلة للمدى، وأعطيه للشعر، حتى يحوله لسنونوة قد تطير هناك إلى ذكرياتي القديمة. ليكتب منها وعنها قليلا. ويصفح عن أبدٍ لا يحبُّ حضوري في المرحلة. وأشكر همَّ الفؤاد الذي يوقظ الكلمات الجديدة في داخلي، وأكتبُ، ما كان داهمني في المنام، وأتركُه ليعود إلى حاضري، فالنصوصُ التي تتنازل عن عرشها ترعوى، بعد أن يحسمَ الربُّ أمر الوجود.
صباحاً أحاول نفض الندى عن ظروف الكلام ولكنْ بشيء من الوثنيةِ، أفتحُها، وأعلِّقُها فوق غصنِ الحقيقة، أختصرُ الكون في لحظةٍ، وأقولُ: "سأسرقُ قلب السماء، وأسحقُه في الرمال الجريئة." فلا رأي لي بالنصوصِ الجديدةِ لكنني أتعلمُ كيف أحاورُ وحيَ الجنونِ، كمثل النبي الذي يتوهم أن السرابَ الذي جاءه في المنام، هو الوحي من عند هذا الإله.
صباحاً أحاول تجريبَ غيمي، واخرج من موتي الصعبِ من أبدي المستحيل وأجرحُ صوت الخلود، ببعض الحقائق.

صباحاً أملُّ قليلاً، وأزرعُ في القلب حرية قد تزيد وقد تتردد في وهمها، وأقتحمُ الروعةَ الجاثمة، على صدر بلوطةٍ في الحديقة. وأغرف من بئر وحيي الخصوصي بعض الرؤى. أحبذ أن يسقط القمر الحي في سلتي كي أدرِّبه أن يعودَ إلى ذكريات الطفولة.
أجالس قلب الموسيقى أغير غيم المكان، وأغسل وجه الهواء، وأصبغ شَعر الشجر، وأحرق هذا الهواء الجديدَ، وأوقظ قلب المدينةِ، عند السفوح الحزينة. لتخرج من نومها، مثلما حدث الآن لي!

28-5-2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??