الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
العدو الأول لمصر
صلاح شعير
2015 / 6 / 22مواضيع وابحاث سياسية
![](https://www.ahewar.org//debat/images/fpage/art/2.jpg)
تختلف الآراء و تتباين حول ذلك العدو ، لدرجة أنك سوف تجد العديد من القوي والأيدلوجيات والدول ضمن هذا التصنيف ، وهكذا تتفاوت درجات الترتيب طبقاً للقناعات والتوجهات الفكرية سواء كان هذا العدو هو الصهيونية ، أو اليمين المتطرف في الغرب والشرق ، أو التطرف الانحلالي و الفساد.
دعونا نتفق أن كل ما سبق يعد عدواً ثانوياً من السهل الانتصار عليه بالمنطق والعقل ، بيد أن هناك عدو أخر أكثر ضرورة يصعب التعايش معه علي وجه الإطلاق ، وهذا العدو الشرس هو الجهل الذي يطمس نور الحق فوق ظهر الأرض ، ومتى وجد يلازمه الفقر والمرض .
وقد حاولت كل النظريات الاقتصادية وضع الحلول التي تضمن مكافحة الحرمان والجوع ، وجاء دور الدين الإسلامي حاسماً نحو هذه القضية آذ حث علي العلم ، وفرض الزكاة كأداة اقتصادية واجتماعية للتكافل ، وفرضت القوانين الوضعية الضرائب كي تمكن الحكومات من الإنفاق علي مخططات التنمية ، ورغم هذا التلاقي بين الدين ونظم الحكم ؛ يقف الشح في النفس البشرية حجر عثرة أمام التطبيق ، فيحتال البعض ويمتنع عن أداء الزكاة ، ويتهرب آخرون من الضريبة .
وقد قدر التهرب الضريبي بمصر عام 2009 فقط بمبلغ 30 مليار جنيه ، وحرمت الموازنة العامة من تلك الأموال ، وما تلاها من عمليات التهرب التي تتم عبر فيلق من القانونيين والمحاسبين استحدثوا صيغ شيطانية لسرقة الوطن ؛ فأطاحوا بحقوق الفقراء ، وعرقلوا خطط التنمية ؛ فأصبحت الحكومات عاجزة عن تدبير الموارد اللازمة لإدارة الدولة ، فلجأت إلي الاستدانة من الخارج وترتب علي ذلك مخاطر جمة ، منها الزج بالبلاد في محرقة التبعية السياسية .
وعلي الصعيد الداخلي أدي الدين العام إلي انخفاض القوي الشرائية للنقود نتيجة طبع البنكنوت بمعدلات أعلي من حجم النمو في الناتج القومي ، وبالتالي ارتفعت معدلات التضخم ، جراء التهرب الضريبي والفساد ، ومن ثم أصبح دور هؤلاء اللصوص أشبه بدور القوي الاستعمارية التي تنهب الشعوب , وعجزت الدولة بسببهم عن تطوير التعليم فعم الجهل في قطاعات عريضة جراء تدهور الاقتصاد .
وتراكمت المشاكل جراء بطء معدلات التنمية ، وتراجع الاستثمار في برامج الصحة وعجز الفقراء عن دفع تكاليف العلاج ، وانتشرت البطالة وتحت ضغط الحاجة والعوز اتجهت شرائح جديدة نحو عالم الجريمة من أجل المال ، مما تسبب في تكدير الأمن والسلم الاجتماعيين وهي نفس النتائج التي تخلفها الحروب .
وعلي الرغم من ظهور جمعيات أهلية تستحق الثناء والتقدير أسهمت في توفير الغذاء والدواء والكساء للفقراء ، ظهرت شريحة أخري من الجمعيات الأهلية أسسها بعض اللصوص ليتربحوا من أوجاع المعدمين ، ويجمعون التبرعات ثم يسرقونها ليصبحوا نجوم أعمال ، وبالتالي فقد جزء من المجتمع الثقة في المؤسسات الخيرية الجادة .
ومن ثم بات من الضروري محاربة الجهل لأنه البيئة الحاضنة لقوي الظلام ، التي تسقط مبدأ تكافئ الفرص ، وتروج للرشوة ودولة الطوائف . الأمر الذي يستدعي أعادة صياغة المفاهيم من خلال ثورة تصحيح جديدة تعتمد علي الأمانة والعلم.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. معدن اليورانيوم يتفوق على الجميع
![](https://i4.ytimg.com/vi/96-ziqh6d3w/default.jpg)
.. حل مجلس الحرب.. لماذا قرر نتنياهو فض التوافق وما التداعيات؟
![](https://i4.ytimg.com/vi/l_5qWR_mu7I/default.jpg)
.. انحسار التصعيد نسبيّاً على الجبهة اللبنانية.. في انتظار هوكش
![](https://i4.ytimg.com/vi/6POR035vshg/default.jpg)
.. مع استمرار مناسك الحج.. أين تذهب الجمرات التي يرميها الحجاج؟
![](https://i4.ytimg.com/vi/VZVzHudR93M/default.jpg)
.. قراءة عسكرية.. ما مدى تأثير حل مجلس الحرب الإسرائيلي على الم
![](https://i4.ytimg.com/vi/WyHJmLEUSCc/default.jpg)