الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وعي زائف باذخ

ديرار عبد السلام

2015 / 6 / 23
الادب والفن



هو و الزّيف وجهان ل"شيء" واحد، غارق في الاستلاب حدّ الانمساخ، يوهم مظهره الزائف البسطاء كون وظيفته البسيطة تضمن حياة النعيم . خلال السنوات الأولى لزواجه بنظيرة له تماما، أدمنا الوفاء بكل مقتضيات الموقع الصوري الخادع: الخادمة،السيارة الاسمية،البدلات الرسمية و ربطات العنق الزاهية ألوانها له، و الأخرى الشبه أرستقراطية لها، التغنّج في المشية و الكلام بالنسبة لهما معا، تعمّد التخاطب فيما بينهما و مع الأولاد لاحقا بلغة المعمّر القديم/الجديد ركيكة، الحديث عن مشاريع كبرى وهمية في حضور الأقارب أو الجيران، تناول الوجبات الغذائية كل في صحنه افتتانا بالصورة، و الخادمة واقفة على غرار نمط إنتاج شنيع، و أياما قليلة، غاية قصوى في الزّيف على شاطئ رخيص صيفا يحوّلانها إلى موضوع أسطوري لكل معارفهما بعد النفخ فيه إلى الحدّ الذي يوهم البسطاء كونهما عادا للتوّ من الجنة...
في لحظة مشوبة ، قّرّر أولو هلاك البلد المضي بالتفقير القائم إلى الحدود القصوى ،لأن السّحرة و الدّجالين حذروهم من مخاطر تقليد الجيران الغاضبين كالبراكين ...،فاشتعلت الأسعار حول الزّوجين الزائفين و هما على حالهما. و بدل أن ينتفضا ليكونا ذاتيهما، سارع الزّوج الحقير إلى حذف وجبتي اللحم الأسبوعيتين البسيطتين لأولاده الذين كبروا، بدعوى سماعه هو وحده الخبر اليقين عن انتشار وباء في كل أنواع المواشي ...،وتخلّى نهائيا عن الحليب بنفس الادعاء، و حرّم كل انواع الفواكه بافتراء كونها مسّها فيروس خطير...و باع السيارة الاسمية بادعاء التخطيط لشراء أخرى جديدة...و علّق التفكير نهائيا في الأيام القليلة الزّائفة على الشاطئ، و هربت الخادمة تحت وطأة الجوع. إلاّ أن الحقير الغارق في وعيه المغلوط ظل متمسكا بالبدلات الرسمية و إن كانت اليوم مستعملة ينمّقها لإخفاء معالمها، و بربطات عنق فادحة الخداع بالنسبة للبسطاء.
في يوم ما ، و بينما هو يهم بمغادرة البيت، بعدما استكمل كل منمقات الانفصال عن الأرض،أمسكه أحد أبنائه من ربطة عنقه الزّائفة و هو يخاطبه، و علامات رجولة فعلية تسطع منه: لماذا لا تتخلّص من هذا الفيروس الحقيقي من على صدرك، و تزيح قناعك، و تظهر حقيقتك، و تصطفّ إلى جانب أمثالك بدل تعذيبهم و إرباكهم بزيف مظهرك؟ لم تدع لنا ما يمكنك حذفه...، و بحذفك لفيروسك و قبولك أن تكون ذاتك، سنكسب الكثير حتما...هل يمكن أن تفهم؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمرو يوسف: أحمد فهمي قدم شخصيته بشكل مميز واتمني يشارك في ا


.. رحيل -مهندس الكلمة-.. الشاعر السعودي الأمير بدر بن عبد المحس




.. وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبد المحسن عن عمر ناهز الـ 75 عام


.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد




.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش