الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيصفقوا لصدام مقصوص الجناحين

علي بداي

2005 / 10 / 7
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


استيقضت من نومي فزعا على بقايا حلم، اطلقت فيه امريكا صدام من سجنه على اثر فوضى عارمة عمت البلاد واعادت تنصيبه حاكما محدود الصلاحيات، وماان تاكد لي ان مارأيت كان مجرد حلم، بكل ما يمكن ان يحتويه الحلم من مبالغة ولامعقول، حتى بدات نفسي تسائلني عن وجه الغرابة في مارأيت، فصدام لازال طليقا بعيدا عن ايدي العراقيين، واميركا لازالت تنهمك في البحث عن ديمقراطية تناسبها في العراق، وصدام اليوم ليس هو بصدام الامس، بالامس كان الرجل يتنقل من قصرالى قصرمحاطا بالهتافين واليوم لم يبق احد في الارض لم يشاهد كيف امسكوا به كالفأروهوينتقل من جحر الىجحر، اما الهتافين فقد دخلوا الاسلام آمنين بانتظار القادم وباختصار مازال لدى الرجل مايمكن ان يخربه ولكن بشكل ومدى واسلوب مختلف عما سبق فلم الاستغراب؟
مابين 9 نيسان 2003 ويومنا هذا نهر من الدماء البريئة وغير البريئة يمتد، وسيل من الفوضى يكبر ، مدن ترقد في بركها الآسنة الى نهاية التاريخ ، وخطىالاف الالاف تتسكع دون هدف في بلد يحتاج الجميع لكي ينهض، مخدرات، واطلاعات، وسيارات تطير بمن فيها في السماء، وزراء لايعرفون حتى التكلم بلغة واحدة، هي لغتهم الام، اجواء امتلات برائحة الدم وتكاد مشاهد الاشلاء البشرية الممزقة ان تلغي اخرمليمتر مربع من الذوق والحس السليم في نفوسنا، ننام على جثث ونستيقض على جثث، قلبوا دينناضدنا وبات محتما علينا ان نخاف منهم، ومنا ،هم ملثمون لاترى وجوههم كما لايمكنك ان ترى وجه ابليس, ونحن مكشوفون، هم يبداون طقوس الذبح بآيات القرآن، ونحن مكفرون، هم اغنياء فملايين المساجد التي يقولون انها بيوت الله انما هي بيوتهم يجمعون فيها الاحزمة الناسفة المشتراة بالملايين المسروقة من جهدنا لنسفنا واحدا بعد الاخر ونحن فقراء نسكن الارصفة, وفي النهاية من نحن ومن هم؟ ، كلنا شركاء بهذة الحياة القلقة اللامعقولة التي اختلط فيهاالقومي والديني والطائفي، كل منا متواطئ بالسماح للمتخلفين بالمطالبة بعرش العراق بعد ان تخلى الملكيون عن ذلك
نحن الان امام عيون العالم رعاع ، لافرق بين الشيعي والسني الا بلون العمامة وطريقة الذبح، ابن الفلوجة ام ابن البصرة، كل منا يتخلف بطريقته الخاصة، ويقتص من الحضارة باسلوبه المتفرد، ويشهر السيف بوجه زوجته لتاخرها في تجهيز طعام العشاء، باختصار لان لغة السيف هي المتداولة، وقد كان ابو سياف الفلبيني اصدق الصادقين حين سمى نفسه بهذا الاسم البشع، ولاتكاد ان تمر دقيقة دون ان ندهش العالم بكل ما هو جديد ومبتكر
وبفعل قدرة فائقة على التلويث والتخريب حولنا انجازا تكنولوجيا باهرا كالانترنيت الى ملعب نستعرض فيه مهرجانات قطع الروؤس، وبامكانات هائلة على الرؤية بعيون زائغة امكننا ان نقلب تراث الاجداد فنحول المعادن النفيسة الى خسيسة ! اما قرات كيف زفت فضائية الجزيرة الخبر المثير مرفوقا بابتسامة زهو من المذيعة التي لاتبتسم الا لاخبار الذبح والانفجارات؟ ,قالت الانثى ان "المجاهدين في العراق" طوروا قدراتهم بحيث اصبحوا يستخدمون ذبذبات هواتف العراقيين المطلوبين من اعضاء الحكومة والبرلمان !
ومثلما يتصاعد الجدال في محافل العالم الثقافية عن الحداثة ومابعدها تتناول غابات المساجد التي تكسو صحارينا،الجدل حول اي الطرق في قطع الروؤس اقرب الى تراثنااهي طريقة جيش محمد ام انصار السنه,انصار الاسلام ام التوحيد والهجرة؟، اي الطرق تقرب الصبي اليافع للحسين الشهيد، الزنجيل ام القامة؟
فاي ضير بانبعاث صدام مادام الدم هو الدم؟ والتوحش ذات التوحش ؟واي انسان احق من صدام في حكم بلد يغوص حتى اذنيه في الدم؟
منذ ان وطات اقدامهم ارض العراق، انتج لنا حاكمونا الجدد عددا من مسلسلات الرعب التي اذهلتنا
منها، مطالبة حاكمونا شعب العراق المنهك والمديون، بتسديد فاتورة الحرب لايران ، يومها اتصل بي احد المعادين لاميركا قائلا باندهاش ومرارة : هل من المعقول ان امريكا احرص على مصالح العراق من هؤلاء ياعلي؟؟؟؟؟ اجبته بكلمة واحدة تنضح مرارة ايضا فقلت: يبدو ان الاجابة نعم!!!
فلماذا لايرضى الناس بصدام مقصوص الجناحين؟

ثاني افلام الرعب كانت المومياء السوداء التي احضرها الحاكم معة للانتخاب ، كيان اسود، مظلم كالقبر، عديم الملامح، كائن قدم من دار الاخرة ، عصي علىالتمييز، يحرصون على اضهاره لنا بين الحين والاخر لتذكيرنا بوجودهم وببرنامجهم و بما ينتظرنا ساعة تختلط قيامة الارض بقيامة السماء ويستتب الحكم لهم. كائن مغطى بالعتمة، والغموض ويعيبون بذات الوقت على السعودية منعها النساء من قيادة سيارة فكيف تقود امرأتنا / المومياء هذه سيارة؟ بل كيف تقود قدميها؟
اهو ذنب العراقي ان يستشهد الحسين على ارضه؟ اهي جناية العراقي ان تكون بغداد مركزا للعباسيين الكارهين لكل معارض والقاتلين لاامة المسلمين لكي يدفع العراقي بعد الفي عام حياتة نواحا ولطما وحزنا وسوادا؟ وهل كانت تلك ارادة الحسين الشهيد؟

الاسلام السياسي ومجموعته ومليشياته خطرعلى الاسلام وقيمه، هؤلاء ومنتاجتهم السوداء الطوطمية خطر على البيئة والصحة النفسية والذوق والحضارة ،خطر على المتحف العراقي الذي يؤرخ لبداية الحضارة على هذة القطعة من الارض !!! واخشى ماخشاه ان ينفد صبر الناس فترضى بصدام مقصوص الجناحين!

الاسلام برئ من هذا الاسلام السياسي واطلالاتة الطائفية ومشاريعة الجهنمية المستفزة، ابتسامتة المستهزأة التي يتعمد غرسها في اعماق كل عراقي متحضر، حين يجيب على اسئلة الصحفيين، او يحضر جلسات الجمعية الوطنية، !!! فلماذا لايرضى الناس بصدام مقصوص الجناحين؟ ان كان البديل عن صدام على هذا الاصرار من الوقوف خارج العصر؟
فلماذا لايرضى الناس بصدام مقصوص الجناحين ان كانت الطالبة الجامعية لاتجرؤ على الخروج من بيتها الا بلباس يحدده آيات الله الذين لانعرف اي شئ قدموه لحضارة العراق طيلة 6000 سنة، ولانعرف باي حق يحتكرون ملكية امامنا امام الفقراء علي ولامصداقية صكوك ملكيتهم لدم الحسين الشهيد الذي سكب من اجل الحق ؟ الاسلام السياسي بتصرفاته النزقة المنفرة يثير ركام الوسخ والخباثة في قعر نفوس البعثيين ليعيروننا: اهذا ما اردتموه؟ الم يكن قرار القائد الضرورة باكتساح ايران صائبا ؟ الم يمتلك العراقي في عهد البعث على الاقل شكلا ينتمي للقرن الواحد والعشرين؟
واخشى ماخشاه ان ينفد صبر الناس فترضى بصدام مقصوص الجناحين!

الاسلام السياسي الذي ليس من الاسلام بشئ، يهيئ البعثيين للانقضاض على ماتبقى منا،بارادته كان ذلك او دون شعورمنه ، بتخطيط او بعفوية هو يعطي البعثيين فرصة لم يحلموا بها لاظهار حكمهم البغيض بمظهر المتمدن مقارنة بعصر النياندرتال الذي يعدناهذا الاسلام السياسي به ، هذة الشلة الراقصة على جثة الحسين بن علي بن ابي طالب من المختباين تحت عباءة الدين، والفتاوى بديلا عن البرامج الواقعية لانقاذ الناس في العراق من الانقراض جوعا ومرضا وتخلفا ستقودنا الى التصادم مع انفسنا ،عرب تشتبك بعرب، ومسلمون بمسلمين لانها تتعمد صبغ العراق بلون الحزن والنواح، ولانها تثير الفزع لدى كل من خدع بان صدام كان امينا على مصالحه، فبالتلويح بالاكثرية الساحقة الماحقة ، وبرسم ملامح ايران وملاليها على بوابات المدن ، وبمطاردة مظاهر المدنية في الجنوب العراقي والاصرار على تسمية مايجري في العراق بانه استعادة السلطة بعد 1400 سنة من ضياعها، تضاعف عوامل الاستقطاب الطائفي وتجر الى ساحة الصراع الطائفي جموع لم تفكر في يوم ما بانتماءها لهذه الطائفة ام تلك. واخشى ان يصل الاحباط بنا الى مداه الاقصى فنرضى بصدام مقصوص الجناحين وتلك هي مهزلة الالفية الثالثة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ