الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل مضى عصر الرثاء ؟؟

محمد سليم سواري

2015 / 6 / 23
الادب والفن


هل مضى زمن الرثاء حيث كان الشعراء والمغنيات من القبيلة والعشيرة يبدعون في رثاء الأعزاء الراحلين من القوم بكلمات وأغاني بقيت خالدة بمرور الأيام والعصور .. حيث إختلف الأمر اليوم ، يا ترى هل أنه برحيل الوفاء والحب والصدق والمودة قد رحلت قصائد الرثاء ومقامات المناجاة !!
أبداً يا إبن عمي .. حتى لو مضى زمن الرثاء بالكلام الموزون والغناء المكنون فإنني أرثيكَ بكل الألم الذي يعصر أنياط قلبي وبكل الحزن الذي يخيم على جنبات جوانحي .
أبداً يا إبن العم فيصل محمد سواري .. أنا لا أرثيكَ حيث أن كل كلماتي لا تسمو إلى مقامك ولن تبلغ قاماتكِ في الصبر والحكمة والإباء في الموقف المطلوبة .
أبداً يا إبن العم .. أنا لا أرثيك بدموع العين فقط ولا بالقوامي والأقوال وفي القلب خصة وحزن ودمع وفي النفس موجات ألم كأنها المد والجذر بعد أن رحلتَ عني وأنا أعيش بعيداً عنك وعن وكل الأعزاء على قلبي .
أبداً يا إبن العم .. لن أنسى ما كان بيننا من آيات الوفاء والصدق والمودة والتفاهم وكيف أنسى ما دار بيننا في آخر إتصال عبر القارات والمحيطات وقبل رحيلك بأيام ، حيث سألتني عن حالي وأحوالي وفي ترحالي فقلت لكَ .. عندما نغترب عن الوطن فإننا نغترب عن معاني الجمال الروحي والمادي والألق الطبيعي لأننا نغترب عن الأعزاء الذين كنا معهم في الصباح وعند المساء وما قيمة الحياة في غياب كل ما نحبه ونُعزه .. إنه الغياب الحقيقي شأنه شأن الموت الأبدي .
نعم يا إبن العم .. عندما كنتَ طفلاً صغيراً كنتَ كبيراً بهدوئك ومواكبة كل ما يهمك وبعد أن كبرتَ مع الأيام والأعوام وفي خضم الحياة وتجاربها وحافاتها الحادة أصبحت كبيراً في الكثير من المفردات والمواقف وكم كنتُ أفرح لأنك كنتَ قد تفوقت علي في بعض سماتك ؟
حقاً كنتَ تُحب الحياة وتعرف ماذا تعني الحياة من أجل الحياة والإنسان وأتذكر كل زياراتنا الدائمة معاً إلى القرية وكيف كنت تقدس العمل هناك كأنك تعيش مع كل ذرة من تلك التراب وكأن كل ذرة من تلك التراب تعيش في وجدانكَ وتعشش في كيانكَ .. فكنت تتلمس تلك التراب بشغف وحب وتضطج عليها لتتقرب منها أكثر وكأنكَ تتنسم من خلالها عبق الآباء والأجداد ولهذا فضلت وبرغبتكَ العيش مع بساطة الحياة في وطنك على كل مباهج الحياة في الغربة والمنافي ومغرياتها التي تركتها من غير أسف وندم .. كانت القرية حلمك وموضع كل جميل في نفسك .
نعم أيها العزيز الغائب .. لقد تواعدنا على اللقاء عند العيد في كوردستاننا الحبيبة ولأول مرة أشعر بأنك لم توفِي بوعدك حيث كان لكَ موعد سرمدي لتلاقي ربك .. فلا عتب ولا غرو !! ولي العوض بأنني سأزور قبرك على سفح جبل شاخكي في دهوك الجميلة .. ونسمات الرحمة تهب على روحك الطاهرة بإذن الله.. أنتم الماضون ونحن الآتون وإنا لله وإنا إليه راجعون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث