الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن التعددية الجنسية و السرد القصصي

رياض محمد رياض

2015 / 6 / 23
الادب والفن


قالت الشاعرة ماريان مور " إذا لم تستطع أن تشد انتباه القاريء منذ البداية ، و تجعله يتعلق بالقصة ، فلا فائدة من الاستمرار .." بديهية هي تلك الكلمات لكنها صعبة التطبيق ، و نتعجب هل لا يتفق معها الكاتب الكبير عبد الرحمن منيف حين بدأ في روايته قصة حب مجوسية .؟!
فعلى مدار الثلاثين صفحة الأولى من الرواية أنت تسقط في شبكة هلامية تتقافزك و لا تستطيع أن تمسك بشيء من هو الراوي ؟ ماذا يريد قوله ؟ ما هي صفاته ؟ من هم الأبطال ؟ أين الشخصيات المحورية أو الثانوية ؟ و أين الصراع و أين البداية الفعلية ؟ من رادميلا ؟ و ما موقع ايفان من القصة ؟ و من هي ميرا تلك ؟
ثم تبدأ الرواية في الاتساق عندما نعرف اسم محبوبة البطل التي يحكي عن حبه المبتور لها " ليليان " من تلك اللحظة تبدأ الرواية تنتظم في خيال كاتبها من ثم تنتظم على الورق و بالتالي تنتظم في خيال المتلقي " القاريء " .
البطل الذي لم نعرف له اسما هو شخصية متعددة العلاقات الجنسية فهو يقيم علاقة مع باولا بعيدا عن المشاعر فقط شهوة جنسية خالصة و كلاهما متصالحا مع هذا ، و في الأثناء هو متعلق بميرا و والدتها " الأم " كما يطلقون عليها فهو دائم الزيارات دائم الخروج مع ابنتها و يسهر عندهما ليحتسي النبيذ و يلعب الورق ، صديقته رادميلا كرر النوم معها في الفراش أكثر من مرة رغم غيرة ايفان و حدته لكنه لم يستطع منع هذا أو تأكيده يقينيا ، فقط حدسه وهو صادق ينبأه بذلك .
وحدها ليليان التي انجذب لها من البداية و لم يستطع الظفر بها متزوجة هي من زوج يراقص شقراء طوال الرواية مما يتيح الطريق لبطل الرواية بالاقتراب الذي يتردد كثيرا قبل الاقدام عليه ، هي المرأة اللغز التي تجعل زير نساء كما بطل روايتنا مترددا حائرا لا يملك قرارا و لا يستطيع نصب حبائله و صنع فخاخه .
تناقش الرواية و تأكد على التعددية الجنسية لدى الرجل و كما يقول الفريد كينزي في كتابه – السلوك الجنسي عند الذكر و الانثى في الانسان - " أنه ربما كان الأصل في الطبيعة هو تعدد الزوجات و ليس تعدد الأزواج ، و ربما كان التعفف مطلوبا في إناث الحيوان كما هو في إناث الانسان و ربما ذلك مرده الى عناصر الوراثة في جنس كل الثدييات " ، و يستشهد كينزي بإفراز الرجل لحيوانات منوية متعددة تقدر بالملايين مقابل بويضة واحدة تخرج من مبيض الأنثى كل 28 يوما .
ليليان ، باولا ، رادميلا ، ميرا .. حائرا بينهم كان البطل و انتهى به الحال وحيدا خاسرا للجميع ، فرادميلا بعد مغامراتها الليلية تكتفي بإيفان و تبدأ الخطبة و مراسم الزواج تسير في مجراها المعتاد ، ميرا تجنح لزميل عملها التي ترى فيه زوجا طيبا ، و باولا تذهب غاضبة بلا عودة بعد نقاش حاد أعقب ليلة حمراء مع البطل . وحدها ليلان المتزوجة في الأصل التي طمع البطل في الظفر بها و انتزاعها من زوجها و صغارها لكنه لم يفلح و هكذا ضاعت كل جهوداته سدى كل تنقلاته بين المسارح و دور السينما و محطات المترو و المقاهي و الشوارع الرئيسية و الميادين علّه يظفر برؤيتها ثانية علّه ينعم بالإبحار في عينيها التي أسرته مرة أخيرة لكن كل هذا يضيع سدى فقط تقابله صدفة عند رحيله من المدينة و وقتها يكون قد فات الأوان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقابلة فنية | المخرجة لينا خوري: تفرّغتُ للإخراح وتركتُ باقي


.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء




.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان


.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي




.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء