الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حارس اللغة
عدنان شيرخان
2015 / 6 / 23الادب والفن
هو الدكتور مصطفى جواد، عالم فذ وقامة شامخة من قامات العراق ورمز من رموزه الكبيرة، شخصية تنوعت اختصاصاتها فهو مؤرخ، اديب، عالم في اللغة العربية والتراث والفولكلور، حباه الله بحفيظة وفطنة وذكاء اجاد استخدام هذه الملكات في البحث والتدقيق والتمحيص والكتابة.
ولد العام 1904 ببغداد (محلة القشل)، دخل الكتاتيب قبل المدرسة وتعلم حروف الهجاء وقراءة القرآن الكريم، يتنقل بين مدارسها ومدرسة في قضاء دلتاوه (الخالص) الذي ينحدر منه، الى ان قبل في دار المعلمين العالية، ليتخرج العام 1924، ويعمل معلما ابتدائيا في الناصرية والبصرة ثم بلدته دلتاوه، ويستقر الحال به في الكاظمية.
ينقل بعدها الى ديوان وزارة المعارف العام 1934، ويتم اختياره لبعثة دراسية الى اميركا، ولكن رغبته بالدراسة في فرنسا جعلته يتقدم بطلب الى وزير المعارف عبد المهدي المنتفكي الذي قال عنه (فتح هذا الرجل الطيب باب البحث العلمي بعد ان كان مقصورا على ناس باعينهم). نال شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون العريقة في باريس العام 1939، واختار موضوعا تأريخيا لرسالته (سياسة الدولة العباسية في اواخر عصورها).
يرجع المحب لوطنه العراق العام 1939 استاذا في دار المعلمين العليا، تختاره العائلة المالكة العام 1942 وتكلفه بتعليم الملك فيصل الثاني، يعلمه القراءة والكتابة وهو في سن السابعة، ويجتهد في تعليمه ويلقنه الخطابة، حتى قيل ان الملك راح يقلد اسلوب استاذه في نطق الحروف والكلمات. وفجأة تستغني العائلة المالكة عنه، ويصدر امر انهاء تكليفه ويرجع الى دار المعلمين. وسبب انهاء التكليف يشرحه بقوله : ( كنت اود جاهدا ان اجعله ملكا يشبه بالاقل صغار الملوك، الذين قرأت سيرهم في التاريخ الاسلامي. الا ان اهليه لم يسمحوا لي في ذلك، فقد كانت المسكنة تظهر عليه حتى في طلب حاجياته المدرسية، وكان يشكو من ذلك)، وخافت العائلة من تربية العلامة للملك الصغير وبث روح الاستقلال في نفسه فصرفوا النظر عنه.
ويواصل مصطفى جواد التدريس والكتابة والبحث والتحقيق في المخطوطات، ترك وراءه عشرات الكتب ومئات المقالات والبحوث واضعافها مخطوطات لم تر النور، كان كثير السفر محبا للعلم والتحقيق، اختير عضوا في المجمع العلمي العراقي والمصري والسوري، واصبح نجما معروفا في بلدان عدة.
اما في العراق فلا يزال برنامجه الاذاعي (قل ولا تقل) يذكر بخير، واصبح قرين اسمه وماركة مسجلة لصالحه، وقد تحول الى كتاب اعيد طبعه عشرات المرات، وتبعته بعد ان ذاع صيته برامج بالمسمى نفسه في دول عربية. البرنامج الآخر الذي عرف الجمهور بمصطفى جواد كان برنامج ( ثقافة الاسبوع) التلفزيوني 1958، ثم تغير اسمه الى (الندوة الثقافية) مع صديقيه الاستاذ سالم الالوسي (1925ــ 2014)، والدكتور حسين امين ( 1925 ــ 2013)، وقد استمر عرضه لاكثر من عشر سنين.
بدأت صحته بالتراجع العام 1967 وكان يقول ـ رحمه الله ـ انه مصاب بمرض (القلاب) اي علة في القلب، عولج في لندن وبلغاريا، وفي 17 كانون الاول 1969 سلم الروح الى بارئها، ودفن بوادي السلام بالنجف الاشرف.
رحم الله عالمنا الجليل، الذي قدم هويته الوطنية العراقية على بقية الهويات، وفي حديث معروف للدكتور حسين امين يقول فيه ( صرح لي ان اصله من مناطق بالقرب من كركوك، قد تكون (قره تبه)، وان اصله تركماني). ويقول فيه سالم الالوسي ( لم يلمس اي من اصدقائه ومحبيه اي ميل له لاي طائفة، انه عراقي وطني اصيل)، لقد كان مصطفى جواد ولا يزال حارس اللغة العربية الامين كما وصفه الشاعر الكبير مصطفى جمال الدين.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف
.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين
.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص
.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة
.. صُناع الفيلم الفلسطيني «شكرًا لأنك تحلم معانا» يكشفون كواليس