الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب وحاكمية القبور

سامي بن بلعيد

2015 / 6 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


القبور تحكم
عندما تتجمّد الثقافة ويتوقف الإبداع ويسري النقل والتقليد ويتوارث الناس كل المفاهيم والعادات البالية التي تصنع الشتات والتمزيق يكون في علم المؤكد إن أهل القبور هم من يحكم
.. تكرار قاتل يذكرك بحرب البسوس وداحس والغبراء ودخول عبيد معاوية في أرض الزبير , يذكرك أتفه الخلافات والنزاعات منذ آلاف السنين منذ ايام الخلفاء وما قبلهم وما بعدهم ويجرها عبر العصور ويضعها في محط إهتمام وتركيز وعقبة شلّت ثقافة الامة وجهودها وجعلتها تعيش العناء وتكابد الجهل والتخلف والتعصب والصراع والحروب والحقد والانتقام والفساد لحتى أصبح العقل والمنطق غائبا مدحورَ وأصبح الباطل والفساد حاضرا مذكورَ وأصبحت ممالك وإمارات وسادات الفساد تغتصب كل شيئ جميل وتمارس القهر والإبتزاز للمال والسلطة وتمارس التنكيل والتمزيق ضد من يقف في طريقها مستخدمة كل الاسماء والمصطلحات القدسية والسياسية والقبلية مع إرتباط وثيق مع قوى التوسع الدولي كضامن لبقاء من يحمي ثرواتها ويضرب الشعوب إذا هي أستيقظت في أي وقت ما
هناك شعوب فكّت إرتباطها مع كل آلام الماضي وأكتفت بالإحتفاظ بالجميل منه ونظرت الى الجانب المشرق من الحياة وطورت آليات المفاهيم الإنسانية الأصيلة وأضافت اليها الجديد والمتجدد ومزجت ذلك بقوانين مدنية عقلنت كل شيئ وقوّت إرتباطها بالعقل وأوصلت الشعوب الى حالات إستقرار وتطور ورفاه
هناك شعوب فكت إرتباطها بالعقل فتفككت وأصبحت تعيش جاهلية التعصب والانفعالات العاطفية وراء ردود الأفعال التي يصنعها القادرون على الفعل من خارج الديار العربية
ومع إن أبناء الشعوب العربية يرون الفارق والهوة الكبيرة التي تفصل بينهم وبين شعوب العالم المتقدم إلا انهم يتلذذون في نفس عالم الضياع والصراع والفتنة لانهم لم يتمكنوا من إدراك سر ذلك الفارق الكبير
ما من شك إن هناك سجون ذاكرة مجتمعية قاهرة مليئة بالاحقاد تزرع بذورها في كل يوم تطلع شمسه وما من شك إن هناك قيود خطيرة وممنهجة قيدت الشعوب وجعلتها تحت إدارة قوى الإستعمار المباشر والغير مباشر ومن يساعدهم من حكومات الفساد العربي التي شكلت لها جيوش من البلاطجة في مختلف مناحي الحياة , يقضون على كل صوت حق وعلى كل كلمة عقل وعدل وحرية ويسدون الأبواب أمام أي مجال للإبداع وصناعة الاستقرار والتنمية وبناء الانسان ويفتحون الأبواب لكل انواع الصراعات والفتن من جهة ومن جهة أخرى يفتحونها للإنحلال والضياع والسطحية التي لا تزيد المجتمع إلاّ ضياع وتمزّق وتشريد
ما هي بعض الحلول التي تضمن إيقاظ الشعوب من الحالة التناحرية التي تعيشها وتظن انها تصنع الأمجاد والانتصارات ؟
لسنا بصدد صناعة الحضارة المقابلة للغرب والشرق !!! نحن بصدد صناعة الافكار التي تمكن الشعوب من إدراك واقع حياتها الأليمة وإدراك الأسباب التي جعلتها تعيش في مستنقع الفتن والإحتراب ؟
إذا تمكنت من معرفة أسباب الفشل بكل تأكيد ستتمكن من معرفة مقومات النجاح والبناء ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا أحد يقول عن زيته إنه عكر يا سيدي بن بلعيد
سامح ابراهيم حمادي ( 2015 / 6 / 24 - 15:54 )
الفاضل سامي بن بلعيد

في نهاية مقالك تقول
الشعوب إذا تمكنت من معرفة أسباب الفشل بكل تأكيد ستتمكن من معرفة مقومات النجاح والبناء

كل فريق سيدي من المتصارعين يظن أنه على الطريق القويم وغيره على خطأ
كيف نحدد الفشل لنضع يدنا على أسباب النجاح؟

تقول أيضا
هناك شعوب فكّت إرتباطها مع كل آلام الماضي وأكتفت بالإحتفاظ بالجميل منه ونظرت الى الجانب المشرق من الحياة وطورت آليات المفاهيم الإنسانية الأصيلة وأضافت اليها الجديد

هذه الشعوب يا أستاذ بلعيد وهي بالتحديد الغرب وشرق آسيا، مرت بحروب وتضحيات عظمى حتى وصلت إلى مرحلة فك ارتباط الدين عن الدولة وصناعة القانون المدني بيدها وعقلها بمعزل عن الله

الشعوب التي تعيش في الجاهلية والتعصب وهي شعوبنا العربية بالتحديد، يغمرها الدين إلى ما فوق رأسها، ولم تمر بصراعات وتضحيات، وصلت في الماضي إلى بلاد الحضارات الكبرى بالطريق السهل، فراحت الحضارة من بين يديها بالسهل
ليس من أساس ثقافي وعلمي يحمينا
البدو؟ ماذا عندهم إلا ثقافة الصحراء والجمال ؟
لذا سنبقى في جهلنا حتى يأتينا من يفجر ثورة عظمى تقلب التربة العفنة وتعرضها للهواء والشمس

والسلام عليكم

اخر الافلام

.. الدبلوماسية الأمريكية: أي أمل لغزة ولبنان؟ • فرانس 24


.. هاريس - ترامب: أيهما أفضل للعالم العربي والمنطقة؟




.. تونس: ماذا وراء حبس -صنّاع محتوى- بتهم أخلاقية؟ • فرانس 24 /


.. ما أسباب توقيف طالب فرنسي في تونس بقرار من القضاء العسكري؟




.. تونس: السجن أربع سنوات ونصفا لناشطة تونسية على إنستغرام بتهم