الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وزير الزراعة يضع النقاط فوق الحروف

إمانويل ماريو

2015 / 6 / 23
كتابات ساخرة


قبل ثلاثة أشهر أو ما يزيد، نَفت الحكومة إقبال البلاد على فجوة غذائية تُضرِب أماكن متفرقة منها بناءاً على تقارير مُنظمات دولية مُختصة في مجال الأغذية والعون الإنساني، ورُغم وضوح الأمر جلياً حتى بالنسبة لغير المُتابعين مُنذ ذلك الوقت، إلا أن الحكومة أصرت على نفي كُل تلك التقارير وبدون تقديم أي مؤشرات تدل على عدم تعرض البلاد للفجوة التي يتوهمها تلك المنظمات بحسب إعتقادها، ولكن مع مُرور الوقت أصابت الحكومة لعنة إنكار الموجود لتعود وتعترف بالفجوة الغذائية على لسان وزير الزراعة.
وأثببت وزارة الزراعة في المؤتمر الصحفي التي أقيمت يوم الأربعاء الماضي صحة وهم تلك المنظمات السابق، مما حدا بسعادة الوزير "بيدا مشار" الإعتراف بأن هُنالك فجوة غذائية ستُضرِب مناطق متفرقة من البلاد، وأن الهدف من إقامة المؤتمر هو تقديم تقريراً (بالتأكيد للمنظمات الإنسانية) حول الأمن الغذائي بالبلاد.
طبعاً هذا من المواقف التي لا تُثير دَهشة الرجُل العادي، لسبب بسيط وهو سلوك الحكومة في إدارة أزمات الوطن وبحث الحلول لها عقب أن يقع (الفأس في الرأس) وينهار كُل ما كان يُمكن أن تُساعدها على الأقل في تخفيف وطأة الكارثة، فموضوع الفجوة الغذائية ليس أمراً جديداً ليعقد لها مؤتمراً ويُفتَش عليها المنظمات قبل شهر من وقوعها، إنما كانت كُل المُؤشرات تشير إلى حدوث ذلك فعلاً ولكن يبدو أن الحكومة في تلك الفترة قد أعمتها القليل من البضائع اليوغندية المعروضة في أسواق البلاد وجعلها تتغافل عن واقع الفجوة الغذائية، وما لفتت إنتباهها الأن في إعتقادي هو موجة الغلاء ونُدرة بعض السلع التي ضربت الأسواق مؤخراً بسبب إرتفاع قيمة الدولار (يعني أزال مفعول المخدر).
وإشتركت الوزارة بحسب تصريح سعادة الوزير مع المنظمات التي كانت لها شرف الحضور بدعوى من الوزارة للبحث حول مشكلة الأمن الغذائي بجنوب السودان، يعني من الأخر كدة تلك المنظمات قد أوضحت تلك الأمر للحكومة في وقت يمكن تفادية ببذل جهود إغاثة إضافية وفي حييز زمني مريح ومناسب، إلا أن حرافة حكومتنا جعلتها تتعامل مع الأزمة في والوقت التي أوشكت فيها على الوقوع (من شهر يونيو وتستمر حتى شهر سبتمبر والأن شهر مايو)ولنا أن نتساءل إذا كانت الحكومة فعلاً قادرة على التعامل مع تلك الأزمة لماذا إستدعت المنظمات للتفاكر معها حول تلك المُشكلة، في وقت لم يكن هُنالك أزمة حقيقية تضرب البلاد بحسب القراءات السليمة؟ وأليس تلك المنظمات قد قدمت من قبل تشخيصاً لمشكلة الفجوة الغذائية ولكن رفضتها الحكومة؟.
بالطبع لم تُقصر المُنظمات في تقديم التقارير للحكومة ولكن، يقع عبء تلك الفجوة المتوقعة على كاهل المسئولين الحكوميين الذين نفوا تلك التقارير أكثر من مرة و إهملوها من قبل، والغريب في الأمر إنو في النهاية رجعوا إلى نفس تلك التقارير والتي قدمت لهم من قبل.
بالمنطق العادي ودون بذل أي مجهود فكري، ومن خلال متابعة أثير الإذعات المحلية نجد أن هُنالك شكاوى عدة من مواطني الأقاليم في بحر الغزال على سبيل المثال بشح كميات الأمطار هذا العام مما يوحي بفجوة غذائية ستُضرب تلك الأقاليم، في وقت يعاني فيها ثلاث ولايات من نيران الحرب والذي يشكل عائقاً طبيعيا أمام زراعة الإكتفاء الذاتي من ناحية، وعائقاً أخر أمام إنسياب حركة البضاعة إلى المناطق المتضررة بالحرب، وبالتالي النتاج الطبيعي لهذا الوضع يفرض على مواطني تلك المناطق النزوح إلى أماكن يمكنهم فيها إيجاد قوت يومهم وهو ما سيسبب الكثير من المشاكل.
ويُفترض بمسئولي الحكومة أن يأخذوا العبر ويستفيدوا من الدورس والعبر التي قدمتها لهم طريقة تعاملهم مع العديد من الأحداث التي مرت بها البلاد لضمان عدم إقحام أنفسهم في وضع يعود اللائمة فيها عليهم ورغم فوات الأوان إلا ان وضع وزير الزراعة النقاط فوق الحروف نتمناها ان تسهم في تخفيف وطء الفجوة الغذائية المتوقعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | الفنان محمد عبده يكشف طبيعة مرضه ورحلته العلاجية


.. تفاعلكم | الحوثي يخطف ويعتقل فنانين شعبيين والتهمة: الغناء!




.. صراحة مطلقة في أجوبة أحمد الخفاجي عن المغنيات والممثلات العر


.. بشار مراد يكسر التابوهات بالغناء • فرانس 24 / FRANCE 24




.. عوام في بحر الكلام-الشاعر جمال بخيت يحكي موقف للملك فاروق مع