الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يلوح في الأفق طائف جديد ؟

جاسم هداد

2005 / 10 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


خلال فترة تسلط النظام البعثي الفاشي ، ارتكب الكثير من المجازر التي يندى لها جبين كل حر وشريف ، فمن تهجير نصف مليون عراقي ، ومجزرة الدجيل ، وجريمة حلبجه ، الى الأنفال وتجفيف الأهوار ، والقمع الوحشي لأنتفاضة آذار ، لم نسمع صوتا استنكر هذه الجرائم ، او صوتا طالب بحقوق الأنسان العراقي ، لا من امين عام الجامعة العربية ولا من احد مساعديه وما شاءالله ما اكثرهم ، او أي عضو فيها من دول المغرب العربي او مشرقها او جزيرتها العربية .

بل كانوا يفعلون العكس ، يتوددون لرأس النظام وازلامه ، ويبيضون صفحاته السوداء ، مقدمين لهم التسهيلات ، مقابل صفقات وعقود تجارية ، ونهب لأموال العراق وخيراته ، واغلبهم صب الزيت على نار الحرب العراقية الأيرانية ، وكأن لسان حالهم يقول عراق ضعيف يحكمه طاغية خير من عراق قوي يحكمه شعبه ، فهذا الذي يساهم مع الطاغية في اطلاق المدفع ، والآخر يعقد له صفقات الأسلحة نيابة عنه ، وذاك يسهل له عمليات تهريب النفط ، وغيره يقدم له المنح والقروض ، فمن ذلك ما كان علنيا تنقله وسائل الأعلام ، واغلبه يتم بشكل سري ، ويقوم بتسريبه من له مصلحة في ذلك ،
ولقد اعترف مؤخرا وزير خارجية دولة عربية ، بأن دولته لعبت دورا كبيرا في إفشال انتفاضة آذار 1991 بعد ان سيطر المنتفضون على اربع عشرة محافظة من اصل ثماني عشرة محافظة ،وبقاء صدام في السلطة ، حيث استطاعت دولته اقناع امريكا بعدم اسقاط نظام صدام وتقديم المساعدة له لأعادة سيطرته وهذا ما تم فعلا ، ولم يكن ذلك خافيا على ابناء شعبنا العراقي ، ويدركون الأسباب التي دفعت هذه الدولة لفعل ذلك ، رغم ان الطاغية كان يهددها .

والجميع يتذكر زيارة الأمين العام للجامعة العربية للعراق في يناير 2002 ، والصور التي ظهرت بعد سقوط الصنم والتي تعكس سعادته وسروره بلقاء سكرتير الطاغية ، فكيف الأمر مع الطاغية نفسه ، وبأدلة الصور استلم الأمين العام هديته من النظام الفاسد ، والذي لم تظهره الصور ربما كان اكثر ، والثمن ان الأمين العام رفض رفضا باتا استقبال أي طرف من اطراف المعارضة العراقية للنظام وقتذاك ، بينما نراه يفتح ابواب الجامعة العربية وحتى ابوابها الخلفية ، لكل من تضررت مصالحه من زوال النظام الفاشي وادعى انه معارضا للوضع الجديد ، ولعل الجميع يتذكر ما قام به الأمين العام في آخر مؤتمر لوزراء الخارجية العرب الذي تم عقده في شرم الشيخ قبل سقوط النظام الفاشي ، عندما كانت نذر الحرب تشعل شاراتها الحمراء ، من محاولة التفافية على مبادرة المرحوم الشيخ زايد ، ولم يقم بعرضها على المجلس الوزاري آنذاك ، والتي كانت تتضمن استقالة الطاغية من اجل نقاذ العراق من مخاطر الأحتلال مقابل تأمين مكان آمن للطاغية وعائلته .

طيلة عامين بعد سقوط الصنم ، لم يمر يوم لم ترتكب فيه جريمة ارهابية بحق الأبرياء المدنيين ، من اطفال منطقة العامل وبغداد الجديدة ، وعمال مسطر الكاظمية ، ومصلي مسجد الحلة ، وابرياء عزل في اسواق الحلة والمسيب ، لم نسمع من الأمين العام وجامعته العربية استنكارا وتنديدا لهذه الجرائم الأرهابية البشعة ، بينما نراه يعلو صراخه في الأستنكار ، للعمليات الأرهابية التي تحدث في السعودية مثلا .

وخوفا على مصالحها ، او بتوجيه من الأدارة الأمريكية ، قامت المملكة العربية السعودية في المدة الأخيرة بتفعيل الجامعة العربية ، حيث تشكلت لجنة وزارية من ثمان دول عربية لدعم العراق ، وعقدت هذه اللجنة اجتماعها الأخير في جده يوم 2/10 ، وبدعوة من السعودية ، واتفقت فيه على ارسال الأمين العام للجامعة العربية للعراق ، والملاحظ ان هذا الأجتماع جاء بعد عشرة ايام من لقاء وزيري الخارجية السعودي والأمريكي في واشنطن ، وقد سبق هذا الأجتماع ايضا لقاء بين الأمين العام للجامعة العربية والمسؤول عن ملف العراق في الأدارة الأمريكية ، وقد صرح وزير الخارجية السعودي ان " الهدف الأساسي من الزيارة هو التحضير لمؤتمر مصالحة وطنية عراقية شاملة تحت مظلة الجامعة العربية " ، واضاف ان الأجتماع " يضم جميع الفرقاء العراقيين " .

الأدارة الأمريكية وعلى لسان المتحدث بأسم وزارة الخارجية رحبت بقرار الجامعة العربية بإيفاد امينها العام للعراق ، واعتبرته " تطور إيجابي" ـ ليش لا فأنتم طابخينها سوه ـ ، ومنظمة المؤتمر الأسلامي لم تفتها الفرصة في اعلان تأييدها للتحرك السعودي .

لم يبين وزير الخارجية السعودي مالمقصود بـ " مصالحة عراقية شاملة " ؟ و " جميع الفرقاء" ؟ ، هل يعني معاليه جلوس الضحية والجلاد تحت " مظلة الجامعة العربية " ، هل يعني معاليه جلوس قاطعي الرؤوس المجرمين مع اهالي الضحايا الذين قطعت رؤوسهم ؟ ، هل يعني معاليه جلوس مغتصبي النساء وهاتكي الأعراض مع من انتهك عرضه ؟ هل يعني معاليه ان من قتل العشرات والمئات من الأبرياء تتم مكافئته بإعطائه منصب وزاري مثلا ؟ ،لأن مساعده للشؤون السياسية الذي سيزور بغداد اواسط اكتوبر للتحضير لزيارة الأمين العام ، عند سؤاله هل الجماعات المسلحة " الآرهابية " من ضمن الفرقاء ، فلم ينف او يؤكد ؟ ، ونسأل معاليه هل حانت ساعة تبويس اللحى وعفا الله عما سلف ورمضان كريم ؟ ، هل يعتقد معاليه ان الظروف اصبحت مهيئة لنصب خيمة طائف جديدة ؟ واذا كان جوابه بالأيجاب فعليه ان يصرح من هو الذي سيلعب دور المرحوم " رفيق الحريري" ؟ ، فيبدو ان مسرحية الطائف سيعاد عرضها بممثلين عراقيين هذه المرة .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صدمة في طهران.. لماذا يصعب الوصول لطائرة رئيسي؟


.. نديم قطيش: حادث مروحية رئيس إيران خطر جديد على المنطقة




.. البحث مستمر على طائرة رئيسي.. 65 طاقم إنقاذ وكلاب خاصة| #عاج


.. تحديد موقع تحطم طائرة رئيسي -بدقة-.. واجتماع طارئ للمسؤولين




.. مسيرة تركية من طراز- أكنجي- تشارك في عمليات البحث عن مروحية