الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام الرئاسي .. مطلب جماهيري ام هروب

عباس ساجت الغزي

2015 / 6 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


النظام الرئاسي .. مطلب جماهيري ام هروب
شعب يحلم بالعيش الرغيد, يبحث عن الخلاص, يخوض غمار التجارب الصعبة والمريرة بعيداً عن الدراسة والتخطيط, فيدفع في كل مرة ثمن الخطوات التي يقوم بها غالياً, ويخسر الوقت والجهد والثروات والتضحيات الجسام, من اجل الوصل الى نقطة الضوء التي تنير ظلمته وتأنس وحشته, دون الالتفاتة الى ما بعدها من عذابات.
اصوات العراقيون تتعالى للمطالبة بتغير نظام الحكم في العراق من تعددي حزبي الى رئاسي, وكثيرة من المنابر اصبحت منصة لأطلاق الشعارات المؤيدة لتلك الخطوة, وكان اكثرها حضوراً وتفاعلاً مع هذا المطلب, شبكات التواصل الاجتماعي المتعددة, لما تملك من مساحة شاسعة لحرية التعبير وطرح الموضوعات المهمة دون قيود.
تلك الاصوات ما دامت صادرة عن الجماهير فهي مشروعة, ولا خلاف ان الشعب من اهم عناصر قيام الدولة, وان الدستور كفل للمواطن حرية التعبير عن الرأي والمطالبة بالحقوق المشروعة, لكن التجارب المريرة التي مر بها الشعب العراقي والتي اصابتنا بخيبة امل كبيرة, تحتم علينا التفكير جلياً بعواقب الامور في خوض غمار تجربة العودة الى نظام الحكم الرئاسي الذي جعل بعض ضعفاء النفوس يستأثرون بالسلطة.
يبدو ان الاحلام الوردية التي رافقت ليلة التغير التي لم تشرق عن صبح آمن حد هذه الساعة, بطلاسم وخواتم الخلاص والتحرر من القيود الشيطانية, أزاحت تعرق كوابيس الجاثوم على صدور العراقيين لعقود طويلة وعسيرة, واصبح المواطن دون شعور ينشد نشوة التغير بالعودة الى كابوس سطوة القائد الاوحد, واعادة الانتخاب بالأغلبية الساحقة, ونفوذ الابناء والاقارب وصناعة دكتاتور جديد في تاريخ العراق.
المعادلة صعبة وفق معطيات الاحداث والمنزلق الخطير في طريق العراقيين, واصبح الحذر واجب في رفع الرجل الواحدة دون تثبيت الاخرى, وينذر بالسقوط الى الهاوية, بسبب هوة الاخفاقات التي باتت تشكل خطورة, واسهمت في تقييد مساحة الحركة والتنقل وتقليص فرص الاختيار بين الافضل والانسب, ومع تلك المعطيات وضيق مساحتها لابد من الحكمة والروية والتفكر قبل اتخاذ القرارات المصيرية.
وفق نظريات العلوم السياسية ان تعدد الاحزاب يؤدي الى عدم الاستقرار في البلاد, لذا يجب ان يكون مطلبنا الجماهيري الاول اقرار قانون الاحزاب السياسية, مما يكفل تنظيم وتقيد كثير من الاحزاب والحركات التي تؤثر سلباً على العملية الديمقراطية والنظام السياسي, ووضع خطط عمل استراتيجية لتقيم عمل واداء الاحزاب, وتهميش وابعاد الاحزاب الغير فاعل منها عن الساحة السياسية التي تعاني من الارباك والتخبط في العمل.
نشر الثقافة السياسية في المجتمع, السبيل الامثل لتوعية المواطن بكيفية التعامل مع عنصر النظام السياسي الشريك في بناء الدولة, وغير ذلك فان استغلال جهل البعض بماهية العمل والنظام السياسي, والذهاب بهم الى قرارات غير مدروسة يجعل المواطن يعيش دوامة من الحيرة والتخبط لا تحمد عقباها في البلاد.
عباس ساجت الغزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دمار شامل.. سندويشة دجاج سوبريم بطريقة الشيف عمر ????


.. ما أبرز مضامين المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في غزة وك




.. استدار ولم يرد على السؤال.. شاهد رد فعل بايدن عندما سُئل عن


.. اختتام مناورات -الأسد الإفريقي- بالمغرب بمشاركة صواريخ -هيما




.. بايدن: الهدنة في غزة ستمهد لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسر