الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعتذر كونك مثقفاً !

فهد بن ماهر

2015 / 6 / 25
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


منفياً في أحد المقاهي الواقعه على قارعة الطريق ، ذات القهوه الرديئه والنبيذ الرخيص و النادل الوقح ، و علبة التبغ التي يفتحها كل ساعه ليدخن سيجارته ، وكتابه الذي عكف على قراءته منذ أيام ولم يستطع الانتهاء منه بعد .. انه متأكد ان هذا الكتاب السيء لا يستحق اضاعة دقيقه واحده عليه ولكنه كابر واستمر بالقراءه .


و يأتيه النادل الوقح لـ يسأله : ماذا تريد ان تشرب ياهذا ؟ لايمكنك الجلوس هنا دون أن تشرب شيئاً ! فيفكر قليلاً وهو يعبث بجيبه ليتأكد من أنه يملك المال و يجاوب على مضض هل لي بجرعه مزدوجة من النبيذ الاحمر لو تفضلت ، فيذهب النادل وهو يتحجج " أحمر أحمر أحمر " هل أصبح شرب القليل من النبيذ الأبيض جريمةً أيها الأخ ؟ فـ يرد عليه .. يا صديقي ما بالك تقارن الأبيض بالأحمر ! هل لك أن تسأل نفسك عن راية الثوره و راية الاستسلام ؟ هل لك ان تسأل نفسك عن ثوب الرقص الغجري و الكفن ؟ حسناً اسمعها مني اذاً ، خائن من يتجرع النبيذ الأبيض و سكرته غير مقبوله ! لما اقمنا الثوره يا هذا ؟ ولما قدم الشهداء ارواحهم ؟ لما تيتم الكثير من الأطفال ، ولما دخلنا السجون سنوات عديده اثناء النضال ؟ ستكون هناك العديد من الاجابات .. ولكن بالطبع لن تكون أحدها " لكي نشرب النبيذ الأبيض "

وبعد تجرعه أول كأس من النبيذ الأحمر المفضل لديه .. يقول: أيها النادل .. لو طلبت منك كأساً اضافيه بعد الكأس الخامس ارجوك ألا تفعل ، فأنا و كأي عربي دائماً ما اتردد بدايةً و من ثم أكون مندفعاً جداً دون تعقل ! وكذلك كأي عربي أعشق النسيان و الهذيان ! انا عربي جداً أيها النادل ولا أستطيع التغلب على هذا الشيء ! عشنا عقوداً خائفين وفجأه اندلعت الثورات دون صبر ، وها انا اعاقر ثورتي التي خفت منها طوال حياتي .. يضحك النادل و يقول في نفسه " بالفعل عربي جداً ذاك الذي يسكر منذ الكأس الأول "

بكل احتقار يرى النادل ذاك الرجل السكران و يسأله " ألا تعلم بأن شعبنا يثور في هذه اللحظه ؟ " فيرد الرجل " دعك منهم هم لايريدون الثوره بل دغدغة مشاعر القصر الرئاسي لا اكثر " ، فيشتط النادل غضباً " ألا يجدر بك أن تكون بصفوفهم الآن ؟ " فيرد " اتمنى لو استطعت ولكني ثمل جداً .. وغيري ثمل في فراش العسل و غيرنا ثمل في تجارته وغيرنا ثمل في صلاته وغيرنا ثمل باللهو و غيرنا ثمل بتمجيد الطغاه و غيرنا ثمل بسجن الشعب .. نخبك أيها النادل فجميعنا بلا وعي " ..


عموماً .. نملك كعرب صف واسع من المثقفين المنسيين في المقاهي و اسواق الفاكهه و منهم في الشارع كباعه متجوليين ، علينا الاعتذار منهم و اعادتهم للصفوف الأماميه لأي نضال جماهيري كونهم دعامه رئيسيه لأي حراك أو حركة تقدم .. و كذلك عليهم الاعتذار كونهم مثقفين !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. بيرني ساندرز يعلق على احتجاجات جام


.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف




.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام


.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا




.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال