الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبء اخلاقي ومالي على الناس اسمهم المعممون

محمد الرديني

2015 / 6 / 25
كتابات ساخرة


الصورة التالية تنطبق تماما على معظم اصحاب العمائم:
قبل ان يكون معمما كان طالبا يدرس اما في حوزة قم او حوزة النجف او في معهد ديني في احسن الاحوال.
هذا الطالب لايفكر في التعيين بعد التخرج ولايشغله كم سيتقاضى من هذه الوظيفة لأنه استعد للامر وعرف الطريق جيدا.
لايوجد في العالم،عدا العالم الاسلامي، طالبا يتخرج وبعد حفل التخرج ،ان وجد،يهرول الى السوق ليشتري عمامة وخاتمين وملحقاتهما وهي كما هو معروف "عدة "الشغل.
ويعو الى البيت ليعمل "بروفة" على الملابس ليتأكد من القياسات المضبوطة.
في سنواته الدراسية كان قد حفظ معظم آيات القرآن الكريم ولديه الان مسؤولية كبيرة في البحث عن الاساطير وقصص الانبياء وسيرة عظماء المسلمين،ويجب ان يكون حذرا في اختيار هذه السيّر فليس بالضرورة ان يعرف تفاصيل حياة بعض الصحابة بل عليه ان يركز كما علموه في المدرسة ان يشيد دائما بعظماء معينين ولابأس ان ينسج حولهم بعض قصص البطولة والذكاء وقوة الشكيمة في الحروب،ولابأس كذلك اذا وجد في قصص الانبياء الآخرين معجزات وقصص ما يمكّنه من تنسيبها لهذا العظيم او ذاك،ولابأس ايضا ان "يسرق" حكم ومقولات بعض الحكماء والمشهورين في العالم وينسبها كذلك الى هذا العظيم او ذاك (تجولوا في مواقع التواصل الاجتماعي لتروا صحة كلامي).
اذن بات الامر سهلا بل اكثر من السهولة نفسها فالمكتبات عامرة بمئات الكتب التي تحكي عن الانبياء والرسل اضافة الى كتب الحكماء وماقالوه على مر السنين.
بعد ان حفظ معظم ماجاء بهذه الكتب واضافاتها خصوصا اذا كان صاحب خيال خصب ولسان ذرب يستعد للمرحلة التلية.
ماهي المرحلة المقبلة بعد ذلك؟.
تخيل نفسه وهو متعمم بعمامة جديدة ،سوداء او بيضاء لايهم، ومسبحة سوداء اللون ونعال جلدي خفيف ليطوف في القرى ويلتقي الناس هناك.
ايام عاشور مازالت بعيدة وعليه الان ان يبدأ بالتعرف على القوم الذين سيحيوه ويبوسون يده اليمنى ويدعوه البعض الى الغداء والبعض الآخر على العشاء ويحلف بعضهم بالطلاق ان لم يبت عنده هذه الليلة ليتبارك بوجوده.
ويرحل صاحبنا من قرية الى اخرى،صحيح ان المواصلات البرية صعبة ولكن طرق الاهوار متيسرة حين يتبرع احدهم بنقله بمشحوفه الى اي مكان يريد.
وتمضي الايام ويقوى عود صاحبنا ويعرف اصول اللعبة كلها وماعليه الان الا ان ينتظر ايام عاشوراء وما يعقبها من مناسبات دينية والتي سجلها كلها في دفتر خاص.
يبدو سعيدا هذه الايام فهذه المناسبات قد تعدت 150 يوما بالسنة وهي حصيلة جيدة اذا لم ينافسه اخرون في زيارة هذه القرى.
هل عرفتم الان كيف يثرى هذا المعمم او ذاك وكيف يكون عبئا على المجتمع لأنه يعيش على سرد الاساطير والقصص الخرافية ورأسماله لسانه وذاكرته فقط.
الطلاب الذين يتخرجون ويستلموا وظائفهم حسب الاختصاص يبدأون منذ اليوم الاول في تقديم خدماتهم الى الناس لقاء راتب معلوم اما هذا المعمم فهو الوحيد بين الخريجين يسلب الناس اموالهم وطعامهم ويجعلهم يبكون طيلة ساعات حين يسمعوا صوت حنجرته وهي تصدح بالآهات على المظلومين من آل البيت ومن كانوا معهم.
يجب ان يجعلهم يبكون فقد تعلّم حقيقة ان المعمم الذي لايبكي القوم غير مرغوب فيه.
نعم يريدون البكاء والنواح والعويل ودق الصدور وهو جاهز لتقديم ذلك بكل الرحب والسعة.
بين فترة واخرى قد تطول او تقصر يعود الى البيت محملا بالهدايا العينية والمادية وعدد لابأس به من الخرفان الصغيرة.
المرحلة الاولى انتهت بعد ان ثبّت اقدامه بين ناس القرى،والى تحين المرحلة التالية باستلام الخمس والزكاة عليه ان يلتقي باحد البنائين وليكن من اهالي القرى التي التقى بهم ليبني له زريبة للخرفان ملحقة بالبيت بعد ان زاد عددها رغم انه ذبح الكثير منها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مثلما تكونوا يولى عليكم!!
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2015 / 6 / 26 - 12:40 )
انظروا الى مدى استغلال الدبن والاستحواذ على مشاعر المغفلين من قيل امثال هؤلاء المعممين الدجالين ولكن العيب في من؟؟.العيب في امة اقرا والتي لا تقرا وان قرات لا تفهم وان فهمت لا تطبق والا اي سذاجة هذه عندما يتقبل الغبي قاذورات رجل معمم ويعتبرها بركة وشفاء لاسقامه وهو بهذا يستغله ماديا ومعنويا وللاسف باسم الدين ونيل الحور العين.اين حكومة الجهل والتجهيل عن هذه المآسي ام انها السياسة للسيطرة على المدجنين باسم الدين؟.هل كذب من قال ان الدين افيون الشعوب وان الديموقراطية باسم الدين هي استعباد الشعوب ولا فرق بينها وبين الحكم الديكتاتوري.
انظروا الى ما ذا يفعل هذا الحبر التجهيلي الاكبر:
https://www.youtube.com/watch?v=xqLMnxC66E0&feature=youtu.be
يا امة ضحكت من جهلها الامم.

اخر الافلام

.. انتظروا الموسم الرابع لمسابقة -فنى مبتكر- أكبر مسابقة في مصر


.. شخصية أسماء جلال بين الحقيقة والتمثيل




.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت


.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو




.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??