الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الموقف السياسي

حركة يسار

2015 / 6 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


في الموقف السياسي:
لم ينج من أعمال التعذيب في مراكز التوقيف والاعتقال في لبنان إلا كل من يتمتع بـ"حصانة" سياسية أو طائفية (مدعوم)، وبالتالي ليست أعمال التعذيب (أو التعنيف الجسدي واللفظي والمعنوي) مستجدة أو غريبة عن تلك المراكز سواء كانت تابعة للأجهزة الأمنية أو العسكرية، وتشهد على ذلك جدران زنازين وزارة الدفاع في اليرزة وكافة السجون وصولا الى أصغر نظارة في أبعد مخفر، كما تؤكد ذلك آلاف الحالات التي زج بها فيها سواء من لبنانيين أو فلسطينيين أو عرب (مصريون، سوريون، سودانيون...) أو حتى بعض الأجانب من غير الدول الغربية.
فما هو المختلف في قضية تعذيب من يطلق عليهم "الموقوفون الإسلاميون"؟
التعذيب جريمة ضد الإنسانية بغض النظر عن هوية من يمارسها وهوية من تمارس عليه وسواء كانت في المعتقلات أو خارجها. وهي تتخذ طابعا وحشيا حين يكون المرء معتقلا لا حول له ولا قوة في الدفاع عن نفسه.
لكنها تصبح شديدة الخطورة حين تشكل رسالة القصد منها التهييج والاستثارة لتضع المجتمع كله على شفير حرب أهليه مدمرة لا تنتهي.
اعتقال مئات الأشخاص والزج بهم في السجون لسنوات عديدة ومنع المحاكمات عنهم هو بحد ذاته جريمة. وكذلك إطلاق سراحهم بدون أحكام قضائية سيكون جريمة.
ليس غريبا على نظام ائتلاف مافيوي غاصب للسلطة أن يرتكب كل هذه الجرائم. وهو سيرتكب ما هو أخطر كلما شعر باهتزاز سيطرته.
شهدنا في الأسابيع القليلة الماضية مدى الارتباك الذي أصاب حزب الله وتوابعه نتيجة الهزائم والخسائر البشرية التي تلقاها في سوريا. وسمعنا خطابات أمينه العام وكبار مسؤوليه الموتورة التي تعبر عن ذعرهم من تضعضع القاعدة الشعبية التي يزجون أبناءها في حربهم هناك. والاتهامات بالخيانة والغباء لكل من يحاول رفع الصوت ضد تماديهم. لم يكن توصيف "شيعة السفارة" في هذا الوقت الا رد فعل على ذلك. التهديد الصريح لم ينفع. الضغط على القواعد الشعبية التي تؤمن الخزان البشري للقتال جاء بمفعول عكسي. إذا، لن يستعاد القطيع الطائفي الا في مواجهة قطيع طائفي مقابل يكون في قمة الهياج! وهذا ليس اتهاما لحزب الله أو أدواته بالمشاركة أو بالدفع لتعذيب السجناء أو لتسريب الأفلام. فباقي مافيات السلطة في لبنان ليست بريئة من هكذا جرائم.
معركة عرسال باتت مستبعدة. الجيش اللبناني تمكن من احتواء الموقف وأهالي بعلبك الهرمل لم يستجيبوا لتحريض حزب الله. لم يستجب الا عصابات إجرامية، ولن تقبل عشائر المنطقة أن تنضوي تحت لواء الخارجين على القانون.
تسريب المقاطع المصورة عن تعذيب "الموقوفين الإسلاميين" قد يفي بالغرض! وهذا ما كان. فهل يستجيب "أهل السنة" لما يريده حزب الله (أو سواه من مافيات السلطة) وينجرون الى الفخ الذي يتمناه؟
لا شك أن من بين الموقوفين إرهابيين خطرين. لماذا لا يحاكمون وتصدر بحقهم الأحكام الذين يستحقون؟
وهل يأتي تسريب هذه الأفلام الآن كمقدمة لإطلاق سراحهم فيجدون حاضنة شعبية يلجؤون اليها يتسلحون بها ليكون مشهد الحرب المذهبية في لبنان قد اكتمل؟
هل هذا ما يريده مَن زج الشباب اللبناني تحت عناوين مذهبية في الحرب على الشعب السوري بعد أن لاقى الهزائم، وهو يتحضر للنتائج؟ فيلاقي تضعضع "الشيعة" وانفضاضهم من حوله بتهييج السنة ليستعيد قطيعه المذهبي وليحارب به؟
كل من يلعب على الوتر المذهبي لجر "السنة" الى خندق المواجهة المذهبية هو الوجه الآخر لحزب الله.
نؤكد أنه لا تواجه الطائفية بالطائفية ولا تهزم العصبية بعصبية مثلها. المطلوب أن يتوحد كل المتضررين، بغض النظر عن انتماءاتهم المذهبية والطائفية والمناطقية، فلينهضوا جميعا لإسقاط نظام ائتلاف المافيات الغاصبة للسلطة والتي تجد في وضع البلاد على شفير الحرب المذهبية سلاحا وحيدا يمنع اسقاطها. ليكن الصوت مدويا: ارحلوا جميعا! موجها ضد المافيات الغاصبة للسلطة وليس ضد أبناء طائفة او مذهب أو منطقة.
حركة يسار
بيروت 23/6/2015
https://www.facebook.com/LeftMov/posts/860669104025228:0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زاخاروفا: على أوكرانيا أن تتعهد بأن تظل دولة محايدة


.. إيهاب جبارين: التصعيد الإسرائيلي على جبهة الضفة الغربية قد ي




.. ناشط كويتي يوثق خطر حياة الغزييين أمام تراكم القمامة والصرف


.. طلاب في جامعة بيرنستون في أمريكا يبدأون إضرابا عن الطعام تضا




.. إسرائيل تهدم منزلاً محاصراً في بلدة دير الغصون