الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اشكالية البقاء

جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)

2015 / 6 / 25
مواضيع وابحاث سياسية



التوازن امر يبحث عنه القاصي والداني، والجمع بين الفوضى والتوازن امر اخر يريده الباحث عن السيطرة والتسلط، وبين الامرين تتصاعد وتيرة الحوداث لتظهر الرغبة التي يسعى البعض لتحقيقها من خلال احداث قفزة نوعية واحداث توازن ملحوظ في مسارات البقاء، عله يستطيع ان يحقق بعض وجوده من غير الماهية التي وضعت له مسبقاً من اصحاب السيطرة والتسلط، الا ان الاصطدام المباشر الدائم والمستمر بجامعي الفوضى والتوازن يجعل من الامور تسير وفق معطيات لاتتلائم مع الكثير من التطلعات لاسيما تلك التي يقف ضدها احيانا ابناء الجنس(القومية) الواحد، وابناء الجغرافية الواحدة، مما يجعل من يد اصحاب السيطرة هي العليا... فتكون الفوضى حتمية ليتدخل هولاء من اجل فرض فرضيتهم التوازنية وفق تداعيات ومسلتزمات هم من يضعوها ويصنعون الفارق بين مصالحهم وبين تطلعات المقابل، وهذا بلاشك يزيد الفجوة على اغلب المستويات.
احداث الفجوة يتلائم مع الماهية التي توضع مسبقاً، وهذه الفجوة لاتتم دائما بافعال علنية انما بسيناريوهات دقيقة تُحرضّ اطراف ضد اطراف او تغرس جماعات للعبث بالموجودات وحتى المقدسات لدى الشعوب المتطلعة والباحثة عن التوازن مما يخلق خللاً واضحاً في استراتيجياتها، وبالتالي تدفعها الى خوض معارك ليست لها، لكنها مضطرة كي تبقي على امالها في الحافظ على وجودها وبعض تطلعاتها في احداث التوازن، والغريب في الامر ان المتسلطين هم من يديرون الامور وهم من يتوقعون النتائج بل هم انفسهم من يمولون الاطراف المتنافسة لكي تبقى الفوضى عارمة ومستمرة، وبالتالي لتكون الحاجة ملحة لوجودهم وذلك لاضفاء سمة الشرعية على اعمالهم وحفظ مصالحهم بعيدا عن المفاهيم المطروحة والتي نتجت من بين جنبات مجتمعاتهم وحاولوا لقرون عديدة خداع البشرية بها.
وهذا اجمالاً يخلق من الفجوة ممراً سالكاً لتصدير كل ما يرغبون هم به، وكل ما يجد المتطلعون بانهم بحاجة اليه، مما يعني خلق سوق "شامل" لايقتصر على البضاعة الرديئة فقط انما على استقبال الافكار الدنيئة ايضاً والتي تبيح داخل المستوطنات ( المجتمعات) تلك كل انواغ الفوضى التي هي اصلا متأصلة داخل الانسان ولاتحتاج الا الى محرك وفجوة تندس من خلالها بعض المنشطات كي تصبح آفة بشرية ماحقة لكل ما هو انساني وجودي، ولعل الناظر الى الواقع العياني الذي تمر به المجتمعات الشرق اوسطية واغلب دول العالم الثالث وبعض البيئات المنوعة في اطراف الخراب المسمى المعمورة سيجد بان الاسواق بدأت تتكاثر ليس وفق منهجية عرقية انما وفق منهجية بضاعية نوعية دون الاخذ بالاعتبار المكونات البشرية العائمة فوق تلك المياه الضحلة.
المنهجية هذه هي اشبه ما تكون بالشريعة الاولى التي بدأت البشرية تتكاثر وفق معطياتها لاسيما وهي نفسها من سنتها تحت انظار خالقيها وبذلك تحولت الى مادة دسمة يستند عليها المتسلط والباحث عن الاسواق لخلق الفجوة من جهة وسدها بما يريد من جهة اخرى، وهكذا اصبح صراع البقاء للمتطلعين الى خلق التوزان داخل مجتمعاتهم امراً اشبه بمسرحية تتبادل مكوناتها الادوار احياناً واحياناً اخرى اصبح الامر اشبه بتحريك هذه المكونات حسب احجار الشطرنج تميل كفة على حساب اخرى من اجل تحقيق القدر الاكبر من المصالح لتلك الجهات المتسلطة.
وبهذه الكيفية تعيش المجتمعات الطامحة - المتطلعة ساعية جاهدة للبقاء بحيث تصبح كل مخططاتها موضوعة موجهة لتحقيق ذلك، وهذا ما يجعلها تعيش دوامة لانهاية لها، سواء على المستوى السياسي او الاقتصادي ، وبلاشك تأثرها على الصعيدين المذكورين يؤدي الى تأثيرات اجتماعية وفكرية اي شمولية، وبالتالي تصبح اهدافها العامة من تحقيق التوازن وطموحاتها الاخرى مجردة من مقوماتها الاساسية التي تحتاجها، لكونها في الاصل وجهت كل طاقاتها لصراع سابق للتوازن وهو الوجود (البقاء).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جهود مصرية لتحقيق الهدنة ووقف التصعيد في رفح الفلسطينية | #م


.. فصائل فلسطينية تؤكد رفضها لفرض أي وصاية على معبر رفح




.. دمار واسع في أغلب مدن غزة بعد 7 أشهر من الحرب


.. مخصصة لغوث أهالي غزة.. إبحار سفينة تركية قطرية من ميناء مرسي




.. الجيش الإسرائيلي يستهدف الطوابق العلوية للمباني السكنية بمدي