الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا والمنطقة وآفاق الصراع القائم

زياد عبد الفتاح الاسدي

2015 / 6 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


في مقال حول الازمة السورية (عام 2012 ) بعنوان " الازمة السورية , ماهي أبعادها ولماذا طالت والى أين تتجه ؟؟ تطرقت فيه لبدايات الازمة السورية وأسبابها التحريضية وتفاعلاتها الاقليمية والدولية ...الخ واليوم وبعدما يزيد عن أربعة أعوام على هذه الازمة يُمكننا القول أن أبعاد الصراع الداخلي والتآمر الخارجي المُدمرعلى سوريا قد تجاوز بالفعل معظم التوقعات والاحتمالات لهذا الصراع الدموي الذي دخل بقوة وشراسة في عامه الخامس , وهو صراع لطالما اختلف البعض منا ( بالطبع من غير الانتهازيين والعملاء والخونة) على تقييمه من مواقع مختلفة . ولكننا وبالرغم من هذا الاختلاف نستطيع أن نجزم أن التآمر الخارجي ليس فقط هو العامل الاكبر والاشد تأثيراً في هذه الازمة , بل هو بلا شك العامل المُدمر والمعرقل للمصالحة الوطنية الداخلية . فقد أظهرت طبيعة المواجهة الدموية والشرسة وهول وضخامة التآمر الخارجي بأبعاده السياسية والعسكرية وما رافقه من التحريض والتضليل الاعلامي والعقوبات الاقتصادية بأن الغرب بقيادة الولايات المُتحدة يعتبر معركة الحرب على سوريا وإسقاط النظام السوري في ظل الحضور القوي لجبهة الممانعة الاقليمية بقيادة سوريا والمقاومة اللبنانية ومشاركة إيران والدعم الروسي والصيني , هي بلا شك معركة مصيرية , ستقرر موازين القوى في الشرق الاوسط سواء في المدى المنظور أو البعيد , وهي ستقرر بالتالي ليس فقط مصير المصالح النفطية والرأسمالية الهائلة لمنظومة الغرب الامبريالي في المشرق العربي والشرق الوسط , بل ستقرر أيضاً اذا ما تحولت هذه المعركة الطويلة والشرسة في غير صالح الغرب, مصير الانظمة الخليجية وجميع أنظمة العمالة في المنطقة المرتبطة عضوياً بنفوذ الغرب ومصالحه , كما ستقرر بالنتيجة مصير الكيان الصهيوني باعتباره ترسانة عسكرية أنشأها الغرب في الشرق الاوسط للتوسع والعدوان ولحماية مصالحه الاستراتيجية في المشرق العربي بالطرق العسكرية كلما اقتضت الضرورة ... ولكن ما يجعل هذه المعركة المصيرية معركة صمود وبقاء لشعوب المنطقة ولأحزابها وأنظمتها الوطنية وقواها التحررية هو لجوء المنظومة الامبريالية في الغرب بقيادة الولايات المُتحدة وبريطانيا وفرنسا الى تغيير نمط تدخلاتها العسكرية في المنطقة الى أساليب جهنمية مُدمرة وفي غاية الشراسة , وبحيث تتجنب الخسائر البشرية الفادحة والانفاق العسكري الهائل الذي يقتضيه العدوان العسكري المُباشر كما حدث سابقاً في العراق وأفغانستان وهو ما ترفضه بشدة شعوب المنظومة الغربية لما يُمثله من تدخل إجرامي وما يُسببه من أزمات إقتصادية ونهب لميزانياتها في الانفاق العسكري . كما أن القوى الدولية الصاعدة ولا سيما روسيا والصين والتي ازداد تأثيرها بشدة في السنوات الاخيرة على المسرح السياسي الشرق أوسطي والعالمي أصبحت تعارض بصرامة التدخلات العسكرية للغرب في شؤون دول العالم الثالث . وهذا ما أقلق الغرب ولجم تدخلاته العسكرية , كما كبح جماح اسرائيل لتنفيذ الاعتداءات العسكرية المعهودة والفاشلة كما حدث في العدوان على لبنان عام 2006 وعلى قطاع غزة في السنوات اللاحقة..... وهذا ما دفع بالطغمة السياسية الحاكمة في الغرب الى تطوير أساليب مختلفة وفي غاية الخطورة والدهاء للتدخل والتآمر على الشرق الاوسط تحت غطاء مُكثف من التضليل الاعلامي للرأي العام الغربي والعالمي , وذلك باستبدال التدخل العسكري المباشر لجيوش الغرب والناتو بالارهاب التكفيري المُسلح والعنف الطائفي والصراعات الداخلية المُدمرة بهدف اضعاف وتقسيم دول وشعوب المنطقة والقضاء على كل مقومات التعايش والتلاحم والانسجام بين شرائحها المذهبية والعرقية والقبلية, مُستخدمة في ذلك مختلف قوى الاسلام السياسي والمجموعات التكفيرية المتطرفة التي انبثقت عن تنظيم القاعدة ومختلف تفرعاته وتسمياته التي لا حصر لها . وترافق ذلك بننفس الوقت مع لجوء الغرب بكل نفاق الى استخدام ذريعة محاربة الارهاب من أجل التحكم بأساليب التدخل الجديدة والعمل على إنجاحها بكافة الوسائل الغير مباشرة باستخدام بعض الانظمة الخليجية والاقليمية لتأمين تدفق كافة أنواع الاسلحة والمؤن والذخيرة للمجموعات التكفيرية والاشراف على غرف العمليات والدعم اللوجستي ومعسكرات التدريب ...الخ . هذا عدا عن استخدام الاقمار الصناعية وطيران ما يُسمى بالتحالف الدولي لمحاربة الارهاب كذريعة من أجل التجسس على الجيوش التي تجابه بالفعل المجموعات التكفيرية, وذلك بمراقبة تحركاتها واستعداداتها وتجمعاتها وخططها العسكرية , وفي مقدمتها مواقع وتحركات الجيش العربي السوري وقوات المقاومة اللبنانية . هذا بالاضافة لمراقبة تحركات الجيشين العراقي واليمني والمقاومة الشعبية التي تقاتل معهم .
لذا فالمعركة مع الغرب والارهاب التكفيري ومع أنظمه العمالة والخيانة في المنطقة معركة طويلة جداً ومتصاعدة في العنف والشراسة, وهي بمثابة صراع بقاء لهذه الامة ولشعوب المنطقة. ولكن المقاومة البطولية لكل جندي في الجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية وفي الجيش العراقي والجيش اليمني واللجان الشعبية الداعمة له, الذين يُجابهون العدوان الاجرامي لانظمة العمالة والتحالف السعودي والارهاب الشرس للجماعات التكفيرية تبعث بلا شك على الفخر والتفاؤل اذا ما علمنا أن حركة التاريخ هي في النهاية لصالح الشعوب. فهؤلاء الجنود قد أثبتوا بتضحياتهم العظيمة وصمودهم الاسطوري , قدرتهم لأن يعيدوا للامة العربية وللقوميات الشقيقة الاخرى التي تعيش في المنطقة أمنها وتلاحمها وعزتها وقيمها وكرامتها وعيشها المشترك وتاريخها المشرف ........ وإن غداً لناظره قريب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصدع غير متوقع داخل حزب -فرنسا الأبية- • فرانس 24 / FRANCE 2


.. كاميرا CNN على متن سفينة روسيا الحربية على بعد 90 ميلا من سا




.. في أول ظهور علني لها.. كيت ميدلتون تقف مع العائلة المالكة عل


.. ضربات أميركية تستهدف رادارات الحوثيين في عدد من المواقع اليم




.. الشيخ ماهر المعيقلي يدعو لغزة في يوم عرفة