الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العاشرة صباحا

املالي نجيمة

2015 / 6 / 26
الادب والفن


استيقظت متعبة من نوم مليء بالكوابيس, مررت الى المطبخ لالقي عليها التحية ولم اجدها. بحثت عنها في غرفة نومها ثم صعدت الى سطح المنزل ولااثر لها, لم تكن قد اخبرتنا انها ستذهب لرؤية خالتي في القرية المجاورة. وليس من عادتها ان تغيب دون ان تخبرنا. الهي كم انا قلقة بشانهاا؟
رجعت الى المطبخ حتى اتاكد, ووجدت الخبز و الجبن و اللبن على المائدة. لم اكن قد انتبهت الى ذلك في المرة الاولى كما لم انتبه الى عدم وجود اخوتي كذلك, لااحد موجود بالمنزل, تضاعف احساسي بالقلق, من اسال, لااحد؟
ركضت بخطى خفيفة لابلغ التل الصغير المطل على المنبع, كان خاليا من ايما انسان,
الى اين ذهبوا وتركوني هنا وحيدة دون ان يخبروني كي ارافقهم؟
تباذر الى دهني ان اتفحص في جميع ربوع الجبل. اخذت اسير حتى اتعب ثم اتوقف لاسترق السمع من الفضاء, عله يدلني على اثرهم. كان ذلك بدون جدوى, كلما توقفت لاسمع, يزعج اذني صمت رهيب, ودقات قلبي الذي يكاد يخرج من اذني او صوت الصراصير ونعيق الغربان .
ازلت حذائي واتممت السير حافية القدمين حتى لا يخونني سمعي,و مع كل خطوة احس بشيء ما في قلبي اشبه بكرة التنس, شيء ما يؤلمني, وهذا الشيء يكبرو يتضاعف حجمه, يفوق قلبي و يفوقني, انه كبير, كبير جدا, اكبر من هاته السماء التي تعلوني واكبر من هاته الارض التي تحرق قدماي. لم انتبه الى اني قد عبرت الغابة و بلغت قدم الجبل, دموعي تنحصر في مقلتي, ولا اريد البكاء, ان بكيت سانهزم واستسلم وقد اموت هنا وتنهش جثتي الغربان و الصقور. وقفت عند قدم الجبل, نظرت الى قمته, انه عال جدا وكله صخر و نبتات شوكية. طاطات راسي و بدات الصعود, كان ذلك مرهقا مرهقا جدا وفي كل خطوة لي تانيب لاهلي, لم غادرتم دون ان تاخذوني معكم؟ لم يا اخي لم تقل لهم الا ينسوني؟ لم تركتموني انام وذهبتم دون ان تخبروني,فقد قلقت جدا بشانكم؟ استحضرتهم في ذهني طيلة الوقت. بلغت القمة ووقفت علني ارى احدهم. نظرت يمينا ويسارا وانا اغطي جبيني بيدي على شكل قبعة من اشعة الشمس الحارقة. فجاة ظهرت لي امراة عند النهر, بدا لي انها منهمكة في عمل متعب جدا, بدا قلبي يخفق, والدتي غير اني لم اكن واثقة, ولاتخلص من شكوكي واتاكد انها هي بدات انادي بصوت مرتفع حتى تلتفت الي, حاولت مرات عدة لكن دون جدوى, فهي لم تسمعني بخطىصعبة نزلت من الجبل وانا اتصبب عرقا. ارتطمت رجلاي بالحجر حتى كدت اسقط غيرما مرة,الا انني استعين بهذا الصخر حتى لا افقد التوازن واهوي.
كلما اقتربت من النهر الا والشك يزداد, يبدو لي انها ليست هي.
-اين غادرتم كلكم,, يا امي؟
لم تجبني. اقتربت اكثر كانت هي, كانت تغسل الصوف في صمت. وضعت يداي على كتفيها وانا احدثها,غير انها لا اتجيبني على غير عادتها, عاودني ذلك الاحساس بذلك الشيء المؤلم الذي يكبر في قلبي, وهذه المرة انهمرت دموعي لان الالم اشتد بي, التفتت نحوي, مسحت بيديها على راسي وعلى وجهي, كانت يداها باردتين...مسحت دموعي ونظرت اليها, فقالت لي
هل ارتحتي قليلا يا ابنتي, لقد كان سفرك متعبا جدا, هيا لتفطري الان.
كنت في سريري وكان عقرب الساعة يشير الى العاشرة صباحا.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي