الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ساسة العراق الجدد

صلاح زنكنه

2015 / 6 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


ثمة مثل كوردي قديم سمعته من أمي , مفاده أن الحمار يبقى حمارا ولا يصير حصانا حتى اذا ذهب الى بغداد .
الكثير من المعارضين العراقيين قضوا ردحا من الزمن في بلاد الغرب
وعادوا الى العراق بعد سقوط النظام , عادوا طائفين معبئين بالضغينة والثأر
عادوا شرهين نهمين , ينهبون ويفسدون ويكنزون , غير آبهين بجوع الجائعين
وذل النازحين وفساد الفاسدين , وتحولوا من مظلومين الى ظالمين .
قال مقدم البرنامج للسياسي المتبختر , أنت دخلت العراق على ظهر دبابة
أحتج السياسي الغيور وقال , أنا شخصيا دخلت بالسيارة .
يا صديقي الاعلامي كلهم دخلوا على ظهور الدبابات الامريكة (جزاهم الله خيرا) فرحين مستبشرين واقتسموا كيكة الوطن بمباركة عراب الاحتلال برايمر , ولولا الدبابات الامريكية التي دكت رمز النظام في ساحة الفردوس لبقوا بائسين في المهاجر والمنافي يغسلون الصحون ويبيعون البالونات ويهذون بأضغاث الاحلام ويهذرون بسفاسف الكلام .
أما سياسيوا الصدفة من الذين امتطوا الدبابة الامريكية حال وصولها بغداد , فهم ليسوا سوى مهرجين استثمروا الفراغ السياسي ليكونوا ناطقين باسم (المهمشين من سدة الحكم) ورافعي راية التوافقية , ليغتنموا مناصب رفيعة وأمتيازات شتى , وهم كانوا حتى الأمس القريب بعثين فاشلين غير مرغوب بهم من نظام البعث .
لقد جعل المصفقون والمتملقون والرقاصون والشعارة المداحون القوادون , وأعني مساحي الأكتف والأرجل من هؤلاء القرود اسودا في غابة العراق .
حتى غدا العراقي كأنه في ساحة حرب وهو يواجه الجبهات تلو الجبهات
جبهة الأحزاب الدينية , جبهة السيطرات والزحامات , جبهة الحمايات والتجاوزات
جبهة الدواعش والقتلة , جبهة الميليشيات والمسلحين , جبهة الحرامية والسراق جبهة عصابات الخطف والسلب , جبهة التفخيخات والتفجيرات والأغتيلات
جبهة الساسة الطائفين المتناحرين , جبهة النازحين والمهجرين والعشوائين
جبهة البطالة والعطالة والعوز , جبهة سوء الخدمات وأنقطاع الكهرباء , جبهة الفراغ والدوامة والمسقبل المجهول .
وكل الجبهات متشابكة ومتطاحنة ومتضامنة ضد المواطن العراقي الأعزل
والمبتلى بأرث من الصراعات والأوهام والخراب في جبهات حروب خاسرة .
أن الحياة العراقية ليست فلما هنديا ميلودراميا وليست فلما مصريا رومانسيا
الحياة العراقية فلم رعب هوليودي , المنتج فيه امريكا والدول الاقليمية
والمخرج ساسة البلد الاوباش , والأبطال هم القتلة من كل حدب وصوب
ونحن الجمهور الكومبارس نموت جزافا وبلا ثمن .
وبأختصار شديد أن معظم ساسة العراق الجدد , اما هواة طموحون , واما ممثلون فاشلون , واما مغامرون بائسون , واما لصوص متعففون , واما نصابون محترفون واغلبهم موتورون طائفيون قومجية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما رصدته كاميرا شبكتنا داخل مستشفى إماراتي عائم مخصص لع


.. تساؤلات عن المسار الذي سيسلكه الرئيس الإيراني الجديد في العل




.. وفود إسرائيلية وأميركية في مصر.. هل الاتفاق بشأن هدنة غزة با


.. مراسلتنا: قصف مدفعي إسرائيلي على أطراف بلدتي حانين وعيترون ج




.. 5 مرشحين يدعمون القضية الفلسطينية فازوا بمقاعد في مجلس العمو