الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات سريعة حول : اليسار و رهانات ما يسمى (الربيع العربي)

الحسين بوكبوط

2015 / 6 / 26
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


ظلت العديد من أحزاب اليسار بجميع أطيافه البورجوازية اﻹ-;-نتهازية و البيروقراطية والفوضوية ترتهن لملابسات تأثير
و انعكاس ما يسمى ب(الربيع العربي) وإسقاط رهاناته( البرتقالية )على واقع و مصير هاته الشعوب المضطهدة، إلى درجة
التماهي في تصويغ و تسويق مفاهيمه و شعاراته اﻹ-;-يديولوجية الليبرالية حول (الحرية و اﻹ-;-ستقرار و حقوق اﻹ-;-نسان و الدولة المدنية.. )
التي سرعان ما إنكشفت أبعادها السياسية و العسكرية لما تبدت تداعياته الكاريثية في العديد من هده البلدان بإغراقها في بحر من
الدماء و الحروب والهمجية(ليبيا-سوريا-اليمن-العراق...) و قد استفاذت من هذا الوضع الملتبس ، الحركات الفاشية اﻹ-;-خوانية
المدعومة امبرياليا في إحتلال مواقع السلطة و الحكومات في جل دول الشرق اﻷ-;-وسط وشمال إفريقيا ،وذلك على خلفية تهيئة
المناخ السياسي المضطرب لتدخل حلف الناتو الأمريكي بفزاعاته (اﻷ-;-سلحة النووية و اﻹ-;-رهاب و خطر الشعوب المقاومة ....)
الهدف منها تمويه الصراع الحقيقي وتغليفه بالطابع الإيديولوجي الديني والطائفي و الإثني وإجهاضه لفائدة تحالف اﻹ-;-مبريالية
و الصهيونية والرجعية و الفاشية الدينية بأموال البترودﻻ-;-ر ، لتأمين مصالحه الحيوية و السيطرة على المواقع الإستراتيجية
في العالم بأسره.
ومن الواضح جدا ، أن أزمة الرؤية الفكرية و السياسية اللتين تخترقا أحزاب اليسار المتمركس وهي التي تخلت تدريجيا عن
المرجعية الماركسية الثورية و هويتها الطبقية و عمقها الشعبي باﻹ-;-نكفاء في المراجعات التحريفية و اﻹ-;-صلاحية وإستطابت الكسل
الفكري تحت سقف ديمومة أزمة النظام اﻹ-;-مبريالي و هيمنته الأيديولوجية : الإعلامية و الثقافية و تكيفه السريع مع التحولات
و اﻷ-;-حداث الجاريتين ، قد ساهم بدوره في إعادة هذه القوى الفاشية اﻹ-;-سلاموية إلى المعترك السياسي واستخدامها وفق أجندة
إستعمارية تستجيب من جهة ﻷ-;-هداف الكيان الصهيوني في مخططه العنصري اﻹ-;-ستئصالي ﻹ-;-قبار القضية الفلسطينية و التفوق
النووي و العسكري في المنطقة (الشرق الأوسط الكبير اﻹ-;-ستعماري)..و من جهة ثانية لمواجهة تحديات اﻷ-;-قطاب اﻹ-;-قتصادية
الكبرى في إطار التناقضات الداخلية للإمبريالية مع القوى اﻹ-;-قتصادية الصاعدة( الصين ، روسيا ، دول بريكس...) حول المصالح
اﻹ-;-قتصادية و مصادر الثروات و البترول و السباق العسكري و التكنولوجي في العالم.
و ضمن هذا اﻹ-;-ستهداف عملت اﻹ-;-مبريالية أيضا عبر عملائها المحليين على استدماج و دعم التوجه اللبيرالي / اليساري في
مسار هذه اﻹ-;-نتفاضات الشعبية لما يمثله هذا التوجه الإنتهازي من رؤى إيديولوجية بورجوازية غارقة في مسلكيات التعاون الطبقي
و مواقف النذالة والوساطة و المهادنة من خلال : (تسقيف المطالب الشعبية،إجهاض تطور الحركات ، التخابر على الثوار، إحتقار الجماهير...)
لتمرير ما يسمى باﻹ-;-نتقاﻻ-;-ت السياسية ﻷ-;-نظمة العمالة و التبعية، بهدف قطع الطريق على أي تحول نوعي للحركة
الجماهيرية المنتفضة التي برهنت على قوتها الذاتية وطاقتها الهائلة في التعبئة و الحشد و مواجهة اﻷ-;-نظمة الديكتاتورية و أجهزتها
القمعية بالصدور العارية ..إلا أن ضعف القوى الماركسية الثورية التي رغم إنخراط مناضلوها(تها) بوعي سياسي متفاوت يشوبه
الحذر و التوجس من سرعة و فجائية هذا الوضع الجديد الذي أتى بالتدخلات الخارجية للناتو و كرس سياسات التبعية للمراكز
المالية العالمية وإستباح الثروات البترولية و دماء الشعوب و جعلها تحت شروط الإمبريالية و العدو الصهيوني بمباركة الأنظمة
الإستبدادية الفاشية الدينية و العشائرية... جعل دورها صعب للغاية و محدود التأثير في ظل ملابسات و مجريات هذه الحراك
الشعبي الذي لم يجد إستراتيجية ثورية حاضنة للطبقات الشعبية الساخطة و لا أجزاب عمالية شيوعية حقيقية لتأطير
وعيها المنتفض و شعاراتها الثورية و مطالبها السياسية و اﻹ-;-جتماعية و الديمقراطية بامتلاك الخطط الملائمة و البرامج التاكتيكية
الكفيلة بتطويرها في إتجاه تجذير و تثوير المسار التحرري الوطني الديمقراطي التقدمي كمقدمة أساسية لقيادة الصراع الطبقي
في بلدانها نحو اﻵ-;-فاق الواسعة ؛ الديمقراطية و الإشتراكية..
وهكذا فإن ما سمي(ربيعا عربيا) ، بقدرما طرح على القوى و التنظيمات الماركسية الثورية ، إعادة تقييم المرحلة السابقة
وتحليل الواقع المادي التاريخي و تحولاته السريعة وذلك ببلورة أجوبة تجديد رؤيتها الفكرية والسياسية الثوريتين و بناء كيانها
و قواعدها التنظيمية و الجماهيرية ، بسواعد و عقول القوى الإجتماعية الطبقية المحركة للإنتفاضات الحقيقية و الثورات
الشعبية وذلك لمواجهة تحالف الإمبريالية و الأنظمة التبعية بإيديولوجيا الفاشية الدينية،
فإنه عرى أيضا حقيقة و واقع اليسار الليبرالي و اﻹ-;-نتهازي في العديد من مواقفه و ممارساته و مصالحاته مع الطبقات السائدة
و توافقاته مع قوى الرجعية الفاشية الدينية، بإستمالة هاته المعارضات الناعمة المستهترة من أجل تهدئة اﻷ-;-وضاع المتفجرة في
صفوف الشعوب و حركاتها المطلبية.. مقابل تحسين موقعها التشاركي / التخاذلي ضمن اﻹ-;-طار الديمقراطي الشكلي لتوازن و سيادة اﻷ-;-نظمة القائمة.
كما فضح بالتوازي دور تجار الدين/اﻹ-;-سلام السياسي في إجهاض وتعطيل أي عملية تحول شعبي و تطور تقدمي نحو الآفاق
الواسعة للتحرر و الإنعتاق من تسلط الأنظمة الديكتاتورية و التبعية، من خلال دور الكومبارس الذي أوكل لحركة اﻹ-;-خوان
المسلمين و توابعها التكفيرية و الجهادية القتلة عبر تجنيد مرتزقة إسلامويين باسم ما يسمى ب(الدولة اﻹ-;-سلامية) كحلقة جديدة
و متواصلة في سلسلة الهجوم اﻹ-;-مبريالي في القرن21 على الشعوب و قواها الديمقراطية و الشيوعية (...)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات الأوروبية: ما وعود المرشحين الفرنسيين لتخفيض فوات


.. مرشحة اليسار كلاوديا شينباوم تصبح أول رئيسة للبلاد بعد فوزها




.. صباح العربية | الصين تمنع مواطنيها الأغنياء من إظهار ثرائهم


.. توقعات بتعزيز أحزاب اليمين المتطرف سلطتها في انتخابات البرلم




.. هبة الخطابي تلقي خاطرة في المهرجان التضامني مع المعتقلين الس