الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل يبكي على موتاه ...فمن يبكي على الوطن المغتصب؟

لميس كاظم

2005 / 10 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


منذ سقوط الصنم ، باتت الاخبار تتوارد من جنوب العراق بأن هناك أعداد هائلة من المتسللين من الايرانيين والارهابين وعصابات الجريمة المنظمة والمهربين وتجار السلاح والمخدرات يدخلون العراق من حدوده الجنوبية. بيد أن الحكومة ظلت صامتة وغاضة الطرف عن تلك التجاوزات وكان جل غضبها منصب فقط على الحدود الغربية. لكن وبعد ان طفح الكيل، خرج الكثير من الوطنيين العراقيين عن صمتهم وصرحوا بأن الحدود الجنوبية هي أكثر استباحة من باقي المناطق الحدودية رغم التعتيم الاعلامي والسياسي والحكومي المنظم ضد كل هذه التجاوزات والخروقات.

ولم يقف الحال عند التعتيم الأعلامي وحسب، بل راح جمهرة من السياسين والمسيسين العراقيين الوطنيين المدافعين عن الوجود الايراني في العراق، يدافعون لوقف كل هذه الادعاءات والأخبار مدعين انها حملات من الأكاذيب وتزييف للحقيقية. لكن من هو متطلع على الوضع في مدينة البصرة وباقي المدن الجنوبية والعتبات المقدسة يؤكد أن عملاء مخابرات * إطلاع* وأزلام الأستخبارات الأيرانية ينفذون الى عمق المؤسسات العراقية بصورة منظمة حتى بات الأمر لايسكت عليه. لقد حذر الكثير من الوزراء في الحكومة السابقة والسياسيين وبعض الكتاب والأعلاميين العراقيين عن تنامي دور الجارة الطامعة بثروات وحدود العراق وتسنى لها ان تزرع أزلامها في سدة الحكم وكل المحافل الحكومية والأعلامية حتى باتت قوة ضاربة ضد كل من يرفع صوته أو تكسر كل الاقلام التي تدافع عن حقوق الوطن الجنوبية. وقد عوجلت كل تلك التحذيرات بطريقة منافية للعملية الديمقراطية وطمست الحقيقة عمدا. فأزلام النظام الطائفي الايراني يدافعون عن وجودهم في العراق مدعومين بقوة المال والسلاح والمركز الحكومي، وباتت تلك القوى تدافع عن السياسة الأيرانية، وتحرص على تقوية العلاقة مع أيران أكثر من دفاعها عن حدود الوطن المغتصبه.

ومن يتصفح التأريخ يجد ان أحد اسس البلاء في أثارة النعرات الطائفية بين أهل الشيعة والسنة هو النفوذ الأيراني في العراق. فعلى حد تعبير عالم الاجتماع العراقي الدكتورعلى الوردي في كتابه * دراسة في تأريخ المجتمع العراقي*...أستطاع الشاه عباس الصفوي أن يعيد احتلال العراق عام 1623 فأخذ يضطهد أهل السنة وينشر الذبح. فجاء السلطان مراد الرابع ليفتح العراق من جديد ففعل بالشيعة مثلما فعل الشاه عباس بأهل السنة. ولم يقف عند هذا الحد، بل ظل العراق مدة طويلة مهددا بهجوم الأيرانين عليه مرة بعد مرة. وكثيرا ما كانوا يحتلون جزءا منه وينسحبون عنه. ( ص 130 )

عند التعرض لهذا الموضوع، الذي يعتبر من الخطوط الحمراء، قد تصل عقوبته في دولة الدستور والقانون، الى الأرهاب الفكري والأغتيال السياسي ويتم رمي التهمة بجلد الزرقاوي والتنظيمات الأرهابية أو التشهير والتشكيك بنزاهة هذا الوزير أو ذاك المسؤول وممارسة اساليب التهديد والترهيب والاختطاف لقمع الصوت العراقي ضد كل من يحاول أن ينتقد الدور الأيرني بأساليب ديمقراطية. لا وبل يتبرع هؤلاء الذين لايعز عليهم تراب الوطن للدفاع المبطن عن عدم وجود اي دور ايراني.

ولم يقف هؤلاء الساسة والقادة الوطنيين العراقيين عند هذا الأمر وحسب، بل وصل الأمر، حد التشهير والتهكم ضد الدول العربية والقادة العرب وقد تفاقم الامر عند تصريح وزير خارجية المملكة العربية السعودية الفاضي بتنامي الدور الايراني المسلح والمدني والسياسي في العراق. وبدلا من التحقق بالأمر ومعالجته بالطرق الدبلوماسية المعهودة، هب أبناء الوطن الغيارى المتهالكين على الدفاع عن الوجود الأيراني، قادة حكوميين وسياسيين، أعضاء الجمعية الوطنية، كتاب وصحفيين محترفين، للتصدى للوزير والحكومة السعودية، وصدرت التصريحات، من أعلى المستويات الحكومية تشهر وتشكك بالدور السعودي ونظامها السياسي. الأمر الذي حمل الحكومة العراقية الى الأعتذار الرسمي عن التصريح الرسمي لكن التصريحات والمقالات لم تتوقف وزادت من توتر العلاقة مع الدولة الجارة.

وهنا أنا لست من المدافعين عن التصريحات السعودية وسياستهم الخارجية واهدافهم في موضوع العراق. لكن ما يهمني في الأمر هو معالجة الحكومة المختلفة في تصريحاتها وعدم التحقق من مصداقية الخبر بالشكل الذي لا يجعل من العراق مكانا لتصفية حسابات وسياسيات عربية وأقليمة ودولية قد تدخل العراق في دوامة جديدة تزيد من مشاكله الدموية في معالجة الأرهاب الدولي. فالكل يعرف أن كل دولة لها أجندة خاصة من موضوع العراق وأيران.
لكن بودي الاشارة الى أن من يبكي على وطنية العراق عليه أن يغتسل وجهه بمياه شط العرب المغتصبة من قبل الجارة أيران.

أما الذي دفعني للكتابة، هو أن ثروات الوطن وكرامة المواطن، تتعرض للابتزاز والمصادرة بأيادي عراقية مدعومة بتمويل ودعم أيراني. كان أخر هذه الأنتهاكات هو الخبر الذي نشر عن ميناء *أبو فلوس * الواقع في قضاء ابو الخصيب والذي أصبح مرسى للزوارق الأيرانية التي تهرب السلاح والحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة الى التنظيمات السياسية التي تنهي عن المنكر وتأمر بتجارة الحشيش والسلاح.

أليس من الأجدى بالحكومة أن تفتح تحقيق شامل عن كل هذه التجاوزات التي تجري في البوابة الجنوبية، بدلا من تويثق العلاقات والزيارات على أعلى المستويات لأعضاء ورؤساء الكتل السياسية والحزبية والحكومية، الى أيران. بل وأعطاءها التسهيلات في بناء مجمع سكني في كركوك ولبناء مطار النجف وأزياد التسهيلات للزوار الأيرانيين للعتبات المقدسة الى 1500 زائر يوميا والسماح للاعلام العراقي لنقل أراء القادة الأيرانيين المتدخله في الشأن العراقي. أن كانت هذه القضايا تدخل في اطار التعاون فلِمَ لم يتم ضبط الحدود بين البلدين والحد من تهريب رجال القاعدة وبقايا التنظيمات الارهابية والسلاح المتطور الى العراق. والأكثر حزنا أن تصدر تصريحات من بعض مسؤولي الدولة بأن أيران متعاونة مع العراق لكنهم لم يذكرو حجم وشكل التعاون. فأن كان تهريب والسلاح والنفط وحبوب الهلوسة والكوكائين والحشيشش، التي تظاهر أبناء مدينة كربلاء برفض استقبال المهربين الأيرانيين، هو تعاون، فبئس هذا التعاون، بل هذا هو تخريب متعمد للعقل العراقي ومحاولة يائسة لفرض الحجاب السياسي على المشهد السياسي العراقي برمته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض


.. واشنطن وبكين.. وحرب الـ-تيك توك- | #غرفة_الأخبار




.. إسرائيل.. وخيارات التطبيع مع السعودية | #غرفة_الأخبار


.. طلاب بمعهد ماساتشوستس يقيمون خيمة باسم الزميل الشهيد حمزة ال




.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟