الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تستفز الصحفيين!!

عادل مرزوق الجمري

2005 / 10 / 8
الصحافة والاعلام


قليلاً من سلخ الذات..
كيف تستفز الصحافيين؟.


"يرى 80% من الأمريكيين، أن الصحافة أخذت من الحرية ما يزيد عن حاجاتها، وانها أحيانا تتبجح"

الصحافيون، هم من يسببون المشاكل للآخرين، من قد يحرفون الكلم عن مواضعه جراء إستعجالهم من تسليم موادهم، وهم من قد تأخذهم أراءهم الخاصة نحو تزييف الوقائع، وهم من يخضعون أحيانا تحت ضغوط متعددة، فيجعلون من السيء حسنا، أو يهملون ذكر ما هو حسن، بل قد يتمادون بوصف الجميل بالقبح، وهم أحيانا يتلاعبون بمشاعر الناس، وبمصالحهم الحيوية.
السؤال، كيف تستفز الصحافي؟، وكيف تجعله يعيد حساباته؟ وكيف تقتص منه؟، وكيف تلعب بأوراقه، وتحوله من الإنسان المتعالي الى ذلك الضعيف الذي يحاول تبرير مواقفه؟. إحد الكتاب الأمريكيين كتب مقالة هامة في هذا السياق، وذكر بعض الإستراتيجيات في إستفزاز الصحفيين، أخذنا منها البعض وأضفنا البعض الأخر، أملاً منا في القليل من "معاقبة الذات". هذه أحد عشر إستراتيجية خاصة، لتقويض الصحافي، ولربما تحطيمه!!.
أولاً/ أنت وصحيفتك تكذبون.
الصحافي محور عمله البحث عن الحقيقة، والمصداقية هي إحدى القيم الإخبارية الأساسية التي من المفترض أن يلتزم بها، وحين تتهمه بالكذب، فإنك تجعله خارج أخلاقيات المهنة. او تحديدا هو مثل الطبيب، حين تخبره بأنه لا يفهم في الطب شيئا. وهذه التهمة تخرجه مجملاً من نطاق الإنسانية، فضلا عن الصحافة كمهنة.
ثانياً/ أنت وصحيفتك منحازون.
الحيادية تمثل قيمة لا تنفك صحيفة عن إدعاءها، وحين توجه هذه التهمة له، فإنك ببساطة تقوض حقيقة عمله، وتجعله اداة بيد من ينحاز له، وبذلك يكون الصحافي عبارة عن دمية، او لعبة يلعب بها الآخرون، ولا أخفي عليكم، كم لهذا الوصف من تأثير سلبي ومحبط.
ثالثا/ لم تكتب ما قصدته بدقة.
إن فن الكتابة من مقومات نجاح الصحفي، فالصحافي الذي لا يجيد الكتابة والتعبير الصحيح عما ينقل له، هو ببساطة مشروع يقارب على الإنتهاء قبل البدء فيه، وهذا الإتهام هو ما سوف يشكك بمدى قدرته الكتابية، وعلى مدى فهمة للأحاديث الصحفية.
رابعاً/ لم أقرأ أكثر من العنوان.
كأي مبدع، يسعى الصحفي كل يوم الى ان يستمع الى التعليقات التي ستأتيه على ما كتبه يوم أمس، وحين يتفاجأ الصحافي بهذه العبارة، فللقارئ أن يتصور حجم الإحباط الذي سيلتف به، إن كماً هائلاً من الإحساس بالعجز سيسيطر عليه، فهو شيء مهمل، وما ينتجه غير جذاب او مرغوب فيه. وهو ضعيف في عنونة ما يكتب، لدرجة انك لم تقرأ له، سوى العنوان.
خامساً/ انتم ترغبون في المزيد من الأرباح فقط.
يعتقد الصحفي أن ما يقوم به هو خدمة تنموية وإجتماعية هامة، لذلك فهو لطالما يعتبر الصحافي عمله انه من أرقى الخدمات الإنسانية، وحين تقوم بإتهام الصحفي وصحيفته بانهم "يسعون وراء المال" فأنك ببساطة تشكك في قيمه، وفي كونه شخصاً يسعى الى تطوير المجتمع، وتصفه بإختصار الى صف من يحاول الكشف عنهم من مجرمين وفاسدين ممن يسرقون المال العام.
سادساً/ اريدك أن تبرز هذا الكلام بالتحديد.
لدى الصحافي، شعور بانه مبدع، وانه يتمتع بذكاء جيد، وله في مضامين حرفته، قواعد خاصة يلتزم بها، لذلك فهو يحمل أجندة خاصة للمهم والأهم، وما عليه ان يبرزه، وما يجب إهماله، وحين يقوم الصحافي بإجراء مقابلة خاصة او تحقيق صحفي خاص، فإنك تضغط عليه بشدة وتستفزه أيما إستفزاز حين تطلب منه التركيز على أمور معينة، فالمستتر من هذا التوجيه، هو " أيها الصحافي الغبي، عليك ان تهتم بهذا وهذا..ولا تتعلق بصغائر الامور". وهذا بالضبط ما يجعله يحس بالغضب، حتى وإن اعطاك إبتسامة عريضة، ووعودا بالتنفيذ لما تريد.
سابعاً/ اين حسك الوطني يا هذا.
الصحافة اكاديميا، هي سلطة رابعة، هدفها خدمة الوطن ومصلحته هي على قائمة اولوياتها. وحين تتهم الصحافي بأنه فاقد لوطنيته، فأنت كمن يقف الى وزير من الوزراء ليخبره بانه لا يهتم بمصالح الوطن، وأنه يغلب مصالحه الشخصية. وهذا ما قد يجعله في موقف محرج، سيفكر الصحافي بصمت لثانية، وسيعلق بصوت غير مسموع "بعد كل الذي أقوم به، من أجلك، ومن اجل الوطن، تقول لي، أني لست وطنيا.. من الوطني إذن؟".
ثامناً/ لماذا لم تنشر رسالتي.
في الغالب يستقبل الصحافي يوميا عشرات او حتى مئات الرسائل من القراء، والتي عادة ما يسعى من مرسلوها الى نشرها في الصحيفة، ولا أخفي عليكم، بأن أكثر الصحافيين يلقون بالرسائل قبل قراءتها، إلا المادحة منها، او التي تأتي من الجنس اللطيف، حتى يتباهى بها البعض أمام زملاءهم، تبيانا على قدرته الإبداعية في إجتذاب المزيد من المعجبات.
وحين تسأله هذا السؤال، فهناك ثلاثة إحتمالات لا رابع لها، قد يكون ما كتبت ليس صالحا للنشر لعدة إعتبارات، او ان الصحافي لا يدري اين رسالتك "فقدت وسط الزحام" ، أو انه رماها بعد قراءة اول سطر منها. وفي الحالات الثلاثة، هو عاجز عن الرد!!
تاسعاً/ انتم لم تكتبو الحقائق كاملة.
في التحقيقات الصحافية، قد يتطلب إعداد تحقيق واحد أشهراً من العمل المتواصل، والمقابلات المتكررة. وحين تفاجأ الصحافي بهذه العبارة، فإنه يستذكر تلك الجهود بحسرة. فبعد هذا الجهد الكبير، هو لم يذكر الحقائق كلها!!. إذن ما معنى ما قام به؟، هل هو مضيعة للوقت؟ ام انك تتهمه بأنه تواطأ في عدم ذكره للحقيقة كاملة لمصلحة طرف ما، انت هنا ببساطة تلمح الى انه صحافي مأجور، وهذا ما قد يفقده عقله.
عاشراً/ أنت وصحيفتك لم تعترفوا بالأخطاء التي إرتكبتوها.
تسعى الصحيفة الى أن تكون مصدر المعلومات الدقيقة والحقيقية، وعلى القارئ أن يعرف ان تصحيح الاخطاء المعلوماتية هو مدعاة الى ترسيخ فكرة أن الصحيفة تكثر من خلط الحقائق بالأكاذيب، بمعنى انها ليست منبر الحقيقة والصدق. كما ان الحقائق هي على الأغلب حقائق ذاتية، والحقائق التي تغضبك، انت في الغالب ترفض تسميتها بالحقائق. معنى ان تخبر الصحافي بهذه العبارة، ان يتحول تحرير الصحيفة الى مزاجك، وحقائقك الخاصة بك. وهذا ما يجعل الصحافي يحس بأنك تطلب شيئا لن يحدث إلا إذا قمت بشراء الصحيفة كاملة، فحينها فقط، صحح ما تريد من حقائق، وأكتب حقائقك كما تريد.
احد عشر/ أكتب عن هذا الأمر.
البعض يعتقد ان الصحافي يستطيع الكتابة عما يريد، وقتما يشاء، وكيفما يشاء. وهذه خرافة مضحكة، فالصحافي قد يكتب عموده الشخصي عشرين مرة متتالية، حتى توافق عليها رئاسة التحرير، كما ان الصحافي الذي يعمل في الأخبار المحلية، يعطى اجندة خاصة يسير عليها، وهو ليس حرا في بحثه عن الاخبار، فيكتب ما يريد ويترك ما يريد.
أنت حينما تطلب منه بإلحاح ان يكتب عن أمر ما، قد لا يخبرك ببساطة ان هذا الموضوع تحديدا ترفض رئاسة التحرير الكتابة فيه، ولا تقبل أي خبر أو تعليق أو مقالة عنه.
اتمنى ان أكون قد وفقت في إعطائكم ومضة بسيطة، تساعدكم في استفزاز الصحافيين، لكن عليكم بالتروي في تفعيل هذه الوصايا، فالمجتمع بدون صحافة، جامد لا يتحرك، هو مجتمع محكوم بالجهل، وهذا ما يستفزكم الصحافييون به، وهو عبارة "انت تجهل الحقيقة"، فالصحافي دائما وأبدا، هو يعرف كل شيء!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن مصمم على التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسر


.. شبح الحرب يخيم على جبهة لبنان| #الظهيرة




.. ماهي وضعية النوم الخاصة بك؟| #الصباح


.. غارات إسرائيلية تستهدف كفركلا وميس الجبل جنوب لبنان| #الظهير




.. إسرائيل منعت أكثر من 225 ألف عامل فلسطيني من الوصول لأماكن ع