الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجنّ هو المسؤول عن الإرهاب في تونس

محمد محسن عامر

2015 / 6 / 27
كتابات ساخرة


عملية قتل جديدة , أخبار عاجلة , درجة السعار و الخوف تصل أقصاها , شتم و قذف و تخوين و رعب يجتاح الجميع من هذا الغول داعش , أو رافس أو راكش أو قاعد حقيقة الإسم لا قيمة له المهم أن هناك غولا جبارا مبهم الصفات مجهول الهوية . تليها مباشرة صورة للجيش و الأمن الوطني البطل الذي يقوم بواجبه على أكمل وجه في مقاومة الإرهاب , و في الأخير تصعد صورة الزعيم بملامحها "البلدية" و ابتسامتها الهادئة الحكيمة فيغور ما في الصدور من خوف و تنتشر الإشارات الإيجابية فلا خوف على "الواي أوف لايف تونيزيان" أو النمط المجتمعي , نمط سيدي محرز و السفساري و المخارق .صناعة الكذبة هكذا اكتملت , أه عفوا نسيت بعض البلاطوهات و بعض المؤامراوية و لا ضير في قليل من التخوين فهي مهمة جدا من أجل خلق الإعتدال في الكذبة فالشعب ميال دوما إلى رفض اليقينيات و الشك و التكعرير و التخرنين من منطلق قاعدة "الشك في المشكوك فيه تعلّام" بالتالي تحضر الفكرة و نقيضها في الذهنية الجماعية و تستحيل كل إمكانية لفرز الحقيقة.
المهمة الأولى المطروحة على النظام هي التطبيع مع فكرة "الفجعة" فالمفجوع يمشي على غير هدى كحمار حارن انفلت من عقاله . فكرة الخوف يجب ان تبقى حاضرة , لا تسعّر إلاّ بمقدار و لا تخبو إلاّ بمقدار , فعملية إدارة الخوف هي المحدد لديمومة الهيمنة و لتشكيل العوي الجمعي لكل الشعب . مشهد العملية مهم جدا من النحاية الرمزية , المشهد هوليودي يجعلك تعتقد ان منفذّه ذا حسّ فنّي في ما يفعل , لقد سبق أن شاهدت ما يشبهه في الأم بي سي تو , بندقية ألية في مضلّة في وضح النهار و في الشاطئ بلا رقيم و لا حاجز أمني و لا برزخ بينه و بين ضحاياه , إنها تعني ان الرصاص قد تكون مصوّبة تجاهك أنت إلى رأسك في أي زمان و أي مكان ,في محطة المترو في المنوبري , و أنت تختلس قبلة في حديقة جندارك العمومية بالقرب من كومة الزبل . لا تنسى ذلك إطلاقا إياّك ... أو لنق إياك أن تنسى عندما يجب على عليك أن لا تنسى عدى ذلك للشعب راحته الغوغائية في المسارح و الملاهي و الملاعب و كل قدير و قدرو المهم في مجمل ميادين الإلهاء و صناعة الذوق و المزاج العام.
الحكومة "هاديها ربي " فعلا فمنذ أن مسحت "الواي أو لايف تونيزيان" بمسحة الوفاق مع الإخوان , ألقت كل شيئ جانبا إلاّ ملف الأمن فهذا النظام منذ بن علي ضليع غلاّ في الأمن , نعم حماية الواي أو لايف مهمة مقدسة تقام على أكمل وجه حتى ممثل إسلامه التونسي الحنيف انتقته من أجود أنواع الغلال " السيد المفتي بطّيخ" ليكون امتدادا للإسلام السمح فالمرحلة تستوجب إبعاد إجرام بلخادم و مسح الإخوان بمسحة من البراءة و الطهر تنسجم مع مرحلة الواي أوف لايف.
الزعيم القائد الملهم الموحد ممثل الذي حلّت فيه روح بورقيبة , بهدوئه و روحه الميالة للدعابة دوما و هو على شفا التحول إلى "وحيد القرن" سيخرج ليرسل إشارات الطمئنة للشعب , لا خوف من الإرهاب , الإرهاب يروح يرهز , تونس بخير , الإسلام التونسي سمح و نحن نسهر الليال الطوال من أجل خدمة أمنكم و الواي أوف لايف العزيز الغالي. الأمر الذي جعل جماعة ضد الذين أنتمي إليهم , نحن المنقبون في أثار الهيروغليفيا الماركسية عن تعويذة مخفية سرية تمكننا من إنجاز الثورة البروليتارية الكبرى و نقل جماهير الشعب الكادح و لو بالحافلات من أجل القيام بمهامه الثورية , نجد أن خالتي مباركة لم تعد معنية بالفلفل و الطماطم بقدر خوفها على الواي أوف لايف التونسي المهدد من الإرهاب إلى حين توفير كونطرا دو طرافاي نحو كندا. ضد النظام و ضد الإرهاب , ضد الضد هذه المرة أتت سالبة و أتت بالسكينة و الصمت و الثقة في حكومة النمط عدى تحميل المسؤولية للإرهاب عديم الهوية و المنشا...
أما الوعي العامي فهو "مادة شخمة" راكدة ليست في حاجة للتفكير في الشأن العام منذ الأزل فالسياسة من شان الخاصة و أهل الحل و العقد فلا يعتبر بهم و لا بإجماع رأيهم حتى عند الفقهاء إلاّ إذا احتاجوهم في مقارعة بعضهم بعضا أو لملأ صالات الخطب الإنتخابية بهم . فهم موجودون فقط للتناسل و الأكل و و الإقتراع و الأهم من ذلك للخوف ( بن علي , الإرهاب , البعبع , داعش المهم الخوف) ثم الذهاب للكوليزي المعاصر الذي قد يكون ملعبا ,مقهى ,فيراج كرة قدم من أجل البقاء تحت السيطرة حتى الإنتخابات القادمة .
أنا أقول أن نفكر خارج كل هذه السياقات , خارج سياقات الهيمنة و صناعات الكذب التي نسقاها بالرغم عنا في أغلب الأحيان . هناك خيار وحيد . أمريكا خلقت القاعدة و مولتها السعودية و زاحمتها قطر ثم جائت تركيا و الإمارات و مولت الإرهاب الذي غير ملامحه بقدرة قادر أمريكي مقتدر من القاعدة و المعارضة الإسلامية في سوريا حسنة السمعة و المندوحة إلى داعش المخيفة الخطر العالمي , السعودية لازالت بأمر من أمريكا تدفع و تمول من جبل أموالها الذي الذي لا ينضب. و لكن ليس داعش فقط , بل كل أنظمة الياسمين العربي بما فيها حكومة "ربي يهدي" و أمريكا وضعت كل هؤلاء حراسا لهذا الربيع في الوطن العربي و السعودية لازالت تدعم , و مشائخها الحنابلة الوهابيون قلقون جدا على الواي أو لايف تونيزيان و يسعون بجبال دولاراتهم للحفاض على السفساري و المخارق . النهضة و النداء في وئام و شفيق جراية قفز من التخونيج نحو الندائية ببراعة و عبد الحكيم بلحاج "ناس ملاح" و "ثوري" ووليد القليب لم يكن محتجزا في تونس على خلفية قضية إرهابية بل كان في عطلة في منطقة قمرت و كمال لطيف تاب عليه ربي و أصبح تاجر بخور و الحبل على الجرارة و تونس متوحدة ضد الإرهاب .
إذا كان المشهد هكذا فالعالم يحارب ضد عدو خرافي أعتقد جازما أنه الجن هو المتسبب في القتل و الإرهاب . السؤال الوحيد القادر على حلّ هيروغليفيا الإرهاب في تونس بسيط جدا هو سؤال : بقدّاش كيلو الفلفل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ا?صابة الفنان جلال الذكي في حادث سير


.. العربية ويكند |انطلاق النسخة الأولى من مهرجان نيويورك لأفلام




.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي


.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية




.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي