الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصوص الشارتيه

صبري هاشم

2015 / 6 / 28
الادب والفن


***
نصوص الشارتيه
***
1 ـ الرَّدهة العاشرة
**
في الرَّدْهةِ العاشرةِ لَمْ تَنْتَهِ الحربُ بَعدُ
عُدْنا خاسرينَ
قالَ المُحاربُ الأكبرُ سنّاً
وأضافَ :
لكننا سننتَصرُ في الجولةِ القادمةِ
قُتِلَ مِنّا رجالٌ كثيرون ومِن عدوِّنا قُتِلَ الأَكْثَر
هُمْ علينا انْتَصروا وهذا أمرٌ لا شكَّ فيه
ونحن أمامَهُم خَسِرْنا
لا ، لا ، أقْصدُ انْدَحَرْنا لكننا لَمْ نَنْكسرْ
نحن لسْنا مُنْكَسرين .. نحن مُندَحِرون
قالَ الضابطُ الأقدم
مثلما قالَ الطبيبُ المُعالجُ في الرّدهةِ العاشرةِ هذا الصباحَ كلاماً مُبْهماً ، مُعاداً :
نَجَحَتْ العَمَليةُ لكنَّ المريضَ كان قَدْ ماتَ .
وأضافَ آخرُ يُرافقهُ :
العمليةُ نَجَحتْ
وعاشَ المريضُ مُقعداً ، مشلولاً
الحربُ ما انتهتْ
ونحنُ على مقربةٍ مِنْ جولاتٍ تَتَخللها صَوْلات
سنخوضُها باسمِ الرَّبِّ الواحدِ والأربابِ
وسوفَ تَتطايرُ أجسادُ الجُندِ في الهواءِ أشلاءً
أرواحٌ بريئةٌ هُم
أو شرّيرةٌ لا يَهمّ
فنحنُ لَمْ نَربح الحربَ ولم نَنكسِرْ
عَدوُّنا بالرغمِ مِن انكسارِهِ رَبِحَ الحربَ في الجولةِ الأخيرةِ
هل كسبَ الحربَ ؟
أَجَلْ ، أَجَلْ قبل نهايةِ الجولةِ الأخيرةِ
العمليةُ فَشلتْ لكنَّ عدوَّنا تراجعَ مُنتصراً
ونحن تقدّمْنا مُنْدَحرين
والحربُ ما انتهتْ
الحربُ التي أُريدَ لها أَنْ لا تنتهيَ ما انتهتْ
ما انتهتْ الحربُ إذاً فنحن نَعُدُّ العُدّةَ للسلامِ
والحربُ اشتدَّ أُوارُها
في الرَّدْهةِ العاشرة

17 . 6 ـ 2015 برلين / الشارتيه الردهة العاشرة


**
2 ـ رفاقي القدامى
**

ما بَعْد السَّهرةِ سيأتي الرّفاقُ القُدامى
يَدْلقون فوق رأسيَ تُخْمَتَهُم
ثم بعدَ استراحةٍ يَسْخرون مني طويلاً
ويُقهقهون كثيراً
أيُّها الأصدقاءُ
يا رفاقي القُدَامى
أنا لم أنسَكُم
وملامحُ وجوهِكم لن تغيبَ عن ذاكرتي
إنَّها محفورةٌ فوقَ جدارِها
هنالكَ في العمقِ تستقرُّ
لن أنسى خدوشَكُم فوقَ شغافِ القلبِ
ولا كلماتِكُم التي لها فعلُ الرصاصِ
لن تغيبوا عن عيني لحظةً
حتى لو مرَّتْ أربعون سنةً أخرى
يا أصدقائي
أيُّها الجاحدون
أُخبركم بكلِّ أسفٍ : أنَّ الحياةَ أَرْحَب مِنْ باحةِ أحقادِكُم
وأنني لم ألتقِ في هذه الدُّنيا الفسيحةِ
ومنذ ذلكَ الحينِ بالأسوأِ منكم

24 ـ 6 ـ 2015 برلين / الشارتيه


**
3 ـ التركة
**

وأنتَ تنوءُ بميراثٍ ظلَّ يُلاحقُكَ أينما ارتحلتَ
ومِن بَعْدِكَ ثمة مَنْ يَعُدُّ الخُطى
هل تعلّمتَ سرّاً مِن أسرارِ الخاتمةِ
أو هل فككتَ مِنْ قَيدِها عقدةً .. عقدةً واحدةً فحسب ؟
كنتَ مَأْسوراً على أسيجةِ الحُلمِ
وتنتظرُ طائفةً مِن أَنْسُر تَحلُّ وثاقَكَ
فما تقدّمَ مِن سمائكَ جنحٌ
وأنتَ في كلِّ الأسفارِ تُرشدُ البحرَ إلى بحّارتِهِ
فهل خَذَلَتْكَ يوماً رؤيا المُسافرِ ؟
إذاً فاطلبْ إلى إسرائكَ نجمةً حاصرتْها العُيونُ
**
وأنتَ تعلمُ أنّها لم تَنطقْ قبلَ الرّحيلِ بكلمةٍ
وتعلمُ كيف تحجّرتْ في عينِها دمعةٌ عندَ الوداعِ
وأنتَ طويلاً تنتظرُ
وطويلاً سوف تَنتظرُ
ثم تنتظرُ مَن اسْتَعْصى عليه المجيءُ
**
وكنتَ رحيلاً تَسعى إليه الأمكنةُ ومِنهُ المحطّاتُ تقتربُ
وكنتَ القوافلَ التي بكلِّ عزِّتِها إلى صوتِكَ تشتاقُ
وبه تستأنسُ
فلماذا تركتَ الحقائبَ وراءَ القطاراتِ تَلْهَثُ ؟

26 ـ 6 ـ 2015 برلين/ الشارتيه
***









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبد المحسن عن عمر ناهز الـ 75 عام


.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد




.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش


.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??




.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??